اتصال ما بعد الأزمات في قطاع التعليم العالي الفلسطيني: واقع خطاب التجديد في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أعقاب أزمة إضراب المعلمين 2023.
Loading...
Date
2025-09-21
Authors
منار ربحي رجا قواريق
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
هذه الدراسة تحليليًا الأداء الاتصالي لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية في أعقاب أزمة إضراب المعلمين لعام 2023، من خلال تفكيك الخطاب الرسمي للوزارة في مرحلة ما بعد الأزمة، واستجلاء مدى التزامه بمبادئ نظرية "خطاب التجديد". تنطلق النظرية من فرضية أن الأزمات ليست مجرد أحداث يجب احتواؤها، بل فرص لتحولات مؤسسية وهيكلية، قادرة على إعادة تعريف العلاقة بين المؤسسة وجمهورها.
سعت الدراسة للإجابة عن سؤال محوري: إلى أي مدى تجسدت أبعاد خطاب التجديد (التعلم من الأزمة، التواصل الأخلاقي، الرؤية المستقبلية، الخطاب التنظيمي الفعّال) في خطاب وزارة التربية والتعليم بعد الأزمة؟ وتم اتباع منهجية بحثية مختلطة، شملت استبيانًا كميًا شمل (434) معلمًا ومعلمة، ومقابلة نوعية معمقة مع مسؤول الاتصال في الوزارة.
أظهرت النتائج أن الخطاب الوزاري اتسم بازدواجية بين الاستجابة الظرفية والتطوير المؤسسي. فقد برزت مؤشرات إيجابية في بُعدي الخطاب التنظيمي والتواصل الأخلاقي، بينما غابت البنية التقييمية للتعلم من الأزمة، كما افتقر الخطاب إلى رؤية استراتيجية ما بعد الأزمة. وبيّنت الدراسة أن هذا التفاوت لا يمكن فصله عن السياق السياسي العام، لا سيما القيود البنيوية التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي عبر سياسات الحصار المالي، والتي تؤثر على استقلال القرار وتُقيد أفق التطوير المؤسسي.
خلصت الدراسة إلى أن خطاب وزارة التربية والتعليم تعامل مع الأزمة بوصفها حالة ضغط لا فرصة إصلاح، مما أضعف إمكانيات التحول البنيوي. وعليه، أوصت الدراسة بضرورة إعادة بناء وظيفة الاتصال المؤسسي بما يتجاوز الطابع الإعلامي إلى بُعد تشاركي وتقييمي طويل المدى، وتفعيل مقومات خطاب التجديد على نحو ممنهج، يستجيب للخصوصية السياسية والهيكلية للسياق الفلسطيني.