"الخان الأحمر: إنتصار الصمود"
No Thumbnail Available
Date
2024
Authors
داليا ابو عرايس
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
يتناول المشروع دور البدو كجزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ومعاناتهم الكبيرة جراء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. بفضل نمط حياتهم الذي يعيق التوسع الاستيطاني، فقد أصبحوا هدفًا لغطرسة المستوطنين، ما يتجلى في هدم المنازل والمرافق وسرقة الماشية، خاصة في المنطقة (ج).
تعرف الهوية البدوية تقليديًا بنمط حياتها المعتمد على التنقل والإقامة في الصحراء والاعتماد على الماشية. يعاني البدو، خاصة في الضفة الغربية، من التهميش السياسي والثقافي، لعدم قدرتهم على تولي القيادة السياسية وعدم وجود تعريف واضح لهم. بعد النكبة في الخمسينيات، تم تهجير البدو الذين احتفظوا بثرواتهم الحيوانية وتجنبوا الانتقال إلى المخيمات. استقروا في المناطق الشرقية من الضفة الغربية التي تلبي احتياجاتهم من المراعي. تتراوح التجمعات البدوية في المناطق الشرقية والجبلية من صغيرة إلى كبيرة وتعتمد حياتهم على الماشية التي تحتاج لمساحات واسعة للرعي.
وتعتبر مشكلة تجمعات بدو الخان الأحمر مثالًا بارزًا على التحديات التي تواجه المجتمعات البدوية في ظل السياسات الإسرائيلية. أصدرت السلطات الإسرائيلية قرارات هدم متكررة لتجمعات البدو في الخان الأحمر كجزء من محاولات تنفيذ مشروع "القدس الكبرى". يحاول المشروع فصل القدس عن الضفة الغربية بشكل كامل، مما يزيد من معاناة هذه التجمعات ويحد من فرصهم في البقاء في مكانهم.
يسعى المشروع إلى تمكين وتعزيز المجتمعات البدوية من خلال تعزيز ركائز المجتمع مثل الاقتصاد والتعليم والصحة. يقدم المشروع حلاً لمشكلة تجمع بدو الخان الأحمر، الذين يواجهون خطر الهدم، عن طريق تصميم سوق ومصنع لمنتجات الألبان ومعمل لصناعة الجاعد.وتم اعتماد الوحدة البنائية من حاويات الشحن كونها عملية وسريعة التشكيل والتركيب والاستبدال في حال الهدم.
يتضمن التصميم توجيه السوق كمكون رئيسي يرمزللعصب الأساسي لحياة البدوي، باتجاه التجمع مع خطوط الكنتور للأرض. تبدأ الفكرة بساحة دائرية تعبر عن وحدة المجتمع الفلسطيني، انطلاقا من فكره توسط منطقة الخان الأحمر في الضفة الغربية فمن يريد الإنتقال من شمال الضفة إلى جنوبها عليه المرور بمنطقة الخان الأحمر، ومن ثم يدخل الزوار إلى كتلة مخروطية كبيرة مصنوعة من حجر القدس الأحمر، مستوحاة من جبال القدس الحمراء. هذه الكتلة تستقبل الزوار وتوجههم بصريًا إلى السوق، وتحتوي على هيكل لتجميع المياه من رطوبة الجو،تعبيراً عن معاناة البدوي في تحصيل المياه.
منطقة الطعام تطل على التجمع، ويوجد مدرج سفلي لاحتواء الأنشطة المختلفة. يمكن للزوار الانتقال من السوق إلى المصنع والمشاغل عبر ساحة رابطة بين الكتل. المشروع مصمم ليبقى على هذه الأرض بعد التحرر، ليكون شاهدًا على التحديات التي واجهها هذا التجمع.
يهدف المشروع إلى بقاء هذه التجمعات صامدة من خلال تلبية احتياجاتها وزيادة العنصر البشري في المنطقة، ليكون هذا التصميم شاهدًا على التحدي والصمود البدوي في وجه السياسات الاستيطانية الإسرائيلية.