البعد المعرفي لتشكيل الذات لدى زوجات الأسرى في محافظة طولكرم / شمال الضفة الغربية
Loading...
Date
2025-05-25
Authors
رنا محمود
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
هدفت الدراسة إلى البحث في ذاتية زوجات الأسرى، وكيفية تشكيلها، وصناعتها، أمام التحديات والصعوبات التي تواجهها، في ظل مجتمع يحظى بثقافة ثابتة، وصورة واحدة عن دور المرأة في المجتمع، وقدرتها على تحقيق ذاتها، وتجاوز الصعوبات والتحديات، ودور الأهل والمقربين في دعمها وإسنادها، واعتمدت الدراسة المنهج الكيفي القائم على السرد، حيث اهتمت الدراسة بإجراء مقابلات واسعة ومعمقة لتسع زوجات أسرى، من محافظة طولكرم، قمن بسرد روايتهن سردا مفصلا، عن اعتقال أزواجهن، والصعوبات والتحديات، التي واجهتهن، ثمّ قامت الدراسة بإجراء تحليل هذه المقابلات تحليلا بنيويا معرفيا، من أجل البحث عن هوية زوجة الأسير وذاتها، وقدرتها على تحقيقها، ومواجهة الصعوبات والتحديات، وكيفية تجاوز صعوبات اعتقال الزوج، وإدارة شؤون عائلتها، وحياتها في ظل غياب الزوج.
خلصت الدراسة إلى أنّ تحقيق الذات لدى زوجة الأسير، كان في جوانب معينة، ولم يشمل كافة الجوانب الحياتية والشخصية لزوجة الأسير، حيث استطاع البعض منهن العمل على ذواتهن، وتحقيق بعض الأهداف المتعلقة بتشكيل الذات في جوانب محدودة، في حين عجز البعض الآخر عن تحقيقها، وأعربت زوجات أسرى أخريات، عن رغبتهن بتحقيق ذواتهن في كثير من الجوانب، التي لم يستطعن تحقيقها؛ لأنّهن لم يجدن دعما ومساندة كافية، من المجتمع أو مؤسساته، وأنّهن تخلين عن تحقيق ذواتهن، لاهتمامهن بأسرهن وأولادهن.
ويكمن احتياج زوجة الأسير للدعم والمساندة، من قبل المجتمع، أو الزوج أو الأسرة؛ من أجل تحقيق ذاتها، ومواجهة التحديات والصعوبات التي تمر بها، وخلصت الدراسة أيضا إلى أنّ دور المجتمع لم يكن مساندا لها المساندة التي تتطلع إليها، بل كان بثقافته المحافظة جزءا من التحديات والصعوبات، التي عاشتها، وأنّ دور المؤسسات النسوية، ومؤسسات الأسرى، في الدّعم والمساندة، كان متواضعا لحد كبير جدا، وأحيانا يكاد يكون معدوما، كما أنّ دور الأهل والأقارب، كان متماشيا مع المجتمع في عاداته وتقاليده، في كثير من الأحيان، وأنّ زوجة الأسير وحدها، عانت من الظروف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، في ظل اعتقال الزوج، كما عانت من الاستغلال المعرفي في بعض الجوانب القانونية، والاجتماعية، والاقتصادية، مما أثرّ عليها كثيرا في تحقيق ذاتها في مختلف الجوانب الحياتية المجتمعية، وأضعف قدرتها على تحقيق ذاتها في جوانب كثيرة، وليس على المستوى الواسع، لمفهوم الذات لشخصية زوجة الأسير.