تفكيكُ الهويّةِ الذّكوريّةِ عندَ شعراءِ الغزلِ العذريِّ في العصرِ الأمويِّ: قراءةٌ نفسيّةٌ

Loading...
Thumbnail Image
Date
2023-09-17
Authors
ليث ماهر النّيص
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
حاولت الدّراسةُ الغَوْصَ في أعماقِ ظاهرةِ الغزلِ العذريِّ؛ لِاِسْتِكْشافِ أهمِّ المُضْمَراتِ النَّفْسِيَّةِ عِنْدَ أصحابِها؛ بُغْيَةَ رَصْدِ مُكَوِّناتِ هُوِيَّتِهِم الذّكوريّة وتفكيكِ مرتكزاتِها، مستندةً في ذلك إلى أبرزِ مُنْجَزاتِ نظريَّةِ التّحليلِ النّفسيِّ، التي بِوُسْعِها أن تُقَدِّمَ قراءةً تحليليَّةً من شأنِها إثراءُ السّياقِ العامِّ بِجُمْلَةٍ من الأدواتِ التي تُمَهِّدُ السّبيلَ لتسليطِ الضَّوْءِ على عَناصِرِ بِناءِ الهُوِيَّةِ النّفسيّةِ عِنْدَ شعراءِ الغزلِ العذريِّ، وقياسِ مدى المِساحَةِ التي تشغلُها الذّكورَةُ بَيْنَ مُكَوِّناتِها، وَمَدى أثرِها فيها، وَدِراسَةِ مُخْتَلِفِ العَوائِقِ التي قَدْ تُصيبُها بأزمَةٍ حقيقيَّةٍ، وذلكَ كُلُّهُ عَبْرَ قِراءَةِ نَماذِجَ مُخْتارَةٍ من أشعارِهِم، جَرى تَحْليلُها نفسيًّا، والوقوفُ عِنْدَ أَهَمِّ ما فيها من مؤشّراتٍ أَفْرَزَها لاشعورُهُم الجمعيّ. وقد دارَ نَجْمُ هذه الدّراسةِ في أفلاكِ أربعةِ فصولٍ، أَوَّلُها فيهِ عَرْضٌ مُفَصَّلٌ لأهمِّ المرتكزاتِ المنهجيّةِ التي تَأَسَّسَتْ على قوامِها هذه الدّراسة، والتَّصَوُّرِ النّفسيِّ لبِناءِ الهُوِيَّةِ العذريّةِ وأزمتِها، وثانيها دَرَسَ كُلًّا من الذّكورَةِ والحُبِّ من حَيْثُ كَوْنُهُما عُنْصُرَيْنِ من مُرَكَّبِ هذه الهُوِيَّةِ وَرَصَدَ أَجْلى ما يَتَعَلَّقُ بِهِما من ظَواهِرَ نَفْسِيَّةٍ أَسْهَمَتْ في تحديدِ مَدى تَأَرْجُحِ الذّكورَةِ بَيْنَ الحضورِ والغياب، وَتَأَرْجُحِ الحُبِّ بَيْنَ المِثاليَّةِ والاِضْطِرابِ النّفْسِيّ، وثالِثُها دَرَسَ الهيمنةَ الذّكوريةَ للعُذْرِيّين في ضَوْءِ ما يَتَخَلَّلُها من مَلامِحِ الغرائزيَّةِ والعقلانيّة، وما يتَّصِلُ بذلكَ من وَطْأَةٍ لمبدأي اللذّة والواقع، وكَبْتِ الغرائِزِ وتفريغِها، وَأَمّا آخِرُها فقد وَقَفَ عِنْدَ سُلْطَةِ الأنا العُلْيا على الشّعراءِ العذريّين، ومدى إصابَتِها لذكورَتِهِم من أزمة، جَرّاءَ تَشَكُّلِها على هَيْأَةِ هاجِسٍ نَفْسِيٍّ تَكَوَّنَ في لاشعورِهِم؛ بسببِ خَوْفِهِم الشّديدِ من رقابَةِ الرّقباءِ وَوِشايَةِ الوُشاة، وما أَبْدَوْهُ من خضوعٍ لَهُما، الأَمْرُ الذي كانَ باعِثًا لإصابَةِ طبيعَتِهِم الشّعوريَّةِ بقَلَقِ خصاءٍ حقيقيّ. وَخَلَصَتْ الدِّراسَةُ إلى مجموعَةٍ من النّتائِجِ، كانَ أَهَمَّها إِشارَتُها الصّريحَةُ إلى إمكانيَّةِ دِراسَةِ الشّعرِ العربيّ وَرَصْدِ ما فيهِ من مؤشّراتٍ لافِتَة، في ضَوْءِ ما تُفْرِزُهُ نظريَّةُ التّحليلِ النّفسيِّ من آلاتٍ فكريَّةٍ ومنجزاتٍ علميّةٍ تُحَدِّدُها أسسٌ وضوابطُ تحليليّةٌ دقيقةٌ؛ لإثرائِهِ بِقِراءاتٍ مُجَدِّدَةٍ تَبُثُّ فيهِ الحياةَ وَتُوَسِّعُ آفاقَ تأويلِهِ، وإشارَتُها إلى أَنَّ ذكورَةَ العُذْريّينَ أصابَها اِضْطِرابٌ جَلِيٌّ بَدا في غِيابِها الصَّريحِ تارَةً، وخضوعِها لِما يُفْقِدُها الهيمنةَ من رضوخٍ للذّاتِها التي لم تُطِقْ قضاءَها فكانَ كَبْتُها سببَ رضوخِهِم لَها، وخضوعِها لِسُلْطَةِ الزّاجِرِ الذي شَكَّلَتْهُ هواجِسُ نَفْسِيَّةٌ أصابت ذكورَتَهُمْ بِخِصاءٍ شعوريٍّ تارَةً أخرى.
Description
قدمت هذه الرسالة استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في اللّغة العربيّة وآدابها بكلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية في نابلس -فلسطين. 2023م
Keywords
Citation