دور القيادة السياسية في تحقيق التنمية في ماليزيا (مهاتير محمد نموذجاً)
Date
2021-04-24
Authors
ابو عره, محمود سمير محمود
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
هَدَفَتِ الدّراسَةُ إِلى التَّعَرُّفِ عَلى دَوْرِ الْقيادَةِ السّياسِيَّةِ في تَحْقيقِ التَّنْمِيَةِ في ماليزيا، حَيْثُ تَمَّ الْبَحْثُ في دَوْرِ الْقائِدِ السّياسِيّ الدُّكْتورِ مَهاتيرَ مُحَمَّدٍ في تَحْقيقِ التَّنْمِيَةِ وَالنُّهوضِ في كافَّةِ الْمَجالاتِ في ماليزيا.
حَيْثُ اسْتَعْرَضَتِ الدّراسَةُ الْإِطارَ النَّظَرِيَّ لِلْقيادَةِ السّياسِيَّةِ وَالتَّنْمِيَةِ، وَتَمَّ تَناوُلُ واقِعِ التَّنْمِيَةِ في ماليزيا قَبْلَ عامَ (1981)م، وَالتَّجْرِبَةِ التَّنْمَوِيَّةِ في ماليزيا في عَهْدِ الْقائِدِ السّياسِيّ مَهاتيرَ مُحَمَّدٍ مِنْ خِلالِ التَّعْريفِ بِشَخْصِيَّةِ الْقائِدِ السّياسِيّ مَهاتيرَ مُحَمَّدٍ، وَالتَّعْرُّفِ عَلى السّياساتِ الدّاخِلِيَّةِ وَالْخارِجِيَّةِ سَواءً كانَتِ (السّياسِيَّةَ أَوِ الاقْتِصادِيَّةِ أَوِ الاجْتِماعِيَّةِ)، الَّتي قامَ بِها مَهاتيرُ مُحَمَّدٍ في إِحْداثِ عَمَلِيَّةِ التَّنْمِيَةِ في ماليزيا، بِالإِضافَةِ إِلى عَوامِلِ نَجاحِ التَّجْرِبَةِ التَّنْمَوِيَّةِ في ماليزيا وَالتَّحَدّياتِ الَّتي واجَهَتْ عَمَلِيَّةِ التَّنْمِيَةِ، وَأَخيراً التَّعَرُّفِ عَلى الدُّروسِ الْمُسْتَفادَةِ مِنَ التَّجْرِبَةِ التَّنْمَوِيَّةِ الْماليزِيَّةِ لِلدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ.
اعْتَمَدَتِ الدّراسَةُ الْمَنْهَجَ الْوَصْفِيَّ التَّحْليلِيَّ لِوَصْفِ وَتَحْليلِ دَوْرِ الْقائِدِ السّياسِيّ مَهاتيرَ مُحَمَّدٍ في إِحْداثِ عَمَلِيَّةِ التَّنْمِيَةِ في ماليزيا، بِالإِضافَةِ إِلى مَنْهَجِ الْقيادَةِ لِدِراسَةِ ظاهِرَةِ الْقيادَةِ الَّتي يَتَمَتَّعُ بِها الْقائِدُ السّياسِيُّ مَهاتيرُ مُحَمَّدٍ.
وَإِنَّ أَبْرَزَ ما تَوَصَّلَتْ إِلَيْهِ الدّراسَةُ مِنْ نَتائِجَ يَتَمَثَّلُ في إِنَّ وُجودَ الْقيادَةِ السّياسِيَّةِ الْماليزِيَّةِ وَعَلى رَأْسِها رَئيسُ الْوُزَراءِ الْماليزِيُّ الأَسْبَقُ الدُّكتورُ مَهاتيرُ مُحَمَّدٍ، تُعَدُّ الْمُرْتَكَزَ الأَساسِيَّ في نَجاحِ التَّجْرِبَةِ التَّنْمَوِيَّةِ في ماليزيا، فَمَهاتيرُ مُحَمَّدٍ قامَ بِتَوْحيدِ الأُمَّةِ الْماليزِيَّةِ وَحَلّ جَميعِ مَشاكِلِها، وَهِيَ ما كانَتْ تُعاني مِنْهُ ماليزيا بِالدَّرَجَةِ الأُولى، فَيَجِبُ أَنْ تَكونَ الْقيادَةُ السّياسِيَّةُ واعِيَةً بِمَشاكِلِ الدَّوْلَةِ الَّتي تُؤَثّرُ عَلى نُهوضِها، كَمْا إِنَّ رَفْضَ مَهاتيرَ مُحَمَّدٍ لِشُروطِ وَسياساتِ الْبَنْكِ الدَّوْلِيّ وَصُنْدوقِ النَّقْدِ الدَّوْلِيّ، كانَ لَها أَثَرٌ كَبيرٌ عَلى النُّهوضِ الْاقْتِصادِيّ.
كَما أََنَّ الدِّراسَةَ خَرَجَتْ بِالْعَديدِ مِنَ التَّوْصياتِ مِنْها أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَتِمَّ اخْتيارُ الْقيادَةِ السّياسِيَّةِ الْعَرَبِيَّةِ الْحَكيمَةِ، بِناءً عَلى انْتِخاباتٍ حُرَّةٍ وَنَزيهَةٍ يَسودُها الْجَوُّ الدّيمُقْراطِيُّ، وَأَنْ يَتِمَّ اخْتيارُ الرَّجُلِ الأَصْلَحِ لِقيادَةِ الدَّوْلَةِ وَالْقادِرِ عَلى تَحْقيقِ التَّنْمِيَةِ فيها، وَأَلا يَتِمَّ الاخْتيارُ بِناءً عَلى الْمَصالِحِ الْمُشْتَرَكَةِ أَوْ لِلْحِزْبِ أَوْ لِلْعائِلَةِ، كَما أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ تَتْبَعَ الدُّوَلُ الْعَرَبِيَّةُ نَماذِجَ تَنْمَوِيَّةً تَعْتَمِدُ عَلى بِناءِ شَراكَةٍ وَتَعاوُنٍ مُتَبادَلٍ بَيْنَ الأَفْرادِ وَالْمُجْتَمَعِ وَالدَّوْلَةِ، وَلَيْسَ عَلى تَبَنّي أَنْظِمَةٍ قَمْعِيَّةٍ تَعَسُّفِيَّةٍ ضِدَّ الشَّعْبِ، ويَجِبُ أَيْضاً عَلى جَميعِ الدُّوَلِ الْعَرَبِيَّةِ الاعْتِمادَ عَلى نَفْسِها وَعَلى مَوارِدِها، وَاسْتِغْلالُها بِالشَّكْلِ الإِيجابِيّ وَالْمَطْلوبِ لِتَحْقيقِ التَّنْمِيَةِ وَتَحْقيقِ النُّهوضِ الاقْتِصادِيّ، وَأَنْ تُنْهِيَ جَميعَ الْخِلافاتِ وَالصِّراعاتِ الْمَوْجودَةِ فيها وَالتَّرْكيزُ عَلى بِناءِ الدَّوْلَةِ، حَيْثُ إِنَّ ما قامَ بِهِ مَهاتيرُ مُحَمدٍ مِنْ إِجْراءاتٍ وَإِصْلاحاتٍ تَنْمَوِيَّةٍ عَلى كافَّةِ الأَصْعِدَةِ تُعَدُّ بِمَثابَةِ نَهْجٍ تَنْمَوِيٍّ يَجِبُ تَدْريسُهُ وَإتّباعَهُ لَدى جَميعِ الدُّوَلِ الَّتي تُريدُ أَنْ تُحَقِّقَ التَّنْمِيَةَ.