مدينة وادي آش الأندلسيَّة في العصر الإسلامي (92 -895هـ/711-1489م): دراسة في التَّاريخ السِّياسي والحضاري

Thumbnail Image
Date
2020-12-01
Authors
دويكات, إلهام سمحات عادل
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
تقع مدينة وادي آش شمال شرق مدينة غرناطة، في المنطقة الجنوبيَّة الشَّرقيَّة من بلاد الأندلس، وعُدَّت من أهم المعاقل الأندلسيَّة خلال العصر الإسلاميِّ. وكانت قد فُتحت عقب النَّصر الذي تحقَّق على القوط في معركة وادي لكَّة سنة 92هـ/711م، واشتملت بعد اكتمال مرحلة الاستقرار على مزيجٍ من العناصر السُّكانيَّة، التي تنوَّعت ما بين عناصر إسلاميَّة كالبربر والعرب والمولَّدين، وعناصر غير إسلاميَّة كاليهود والنَّصارى. وعانت المدينة من أوضاع غير مستقرَّة خلال العديد من سنوات عصر الولاة (95-138هـ/714-755م)، كما كان لها نصيبٌ من تداعيات ثورات المولَّدين ضدَّ الدَّولة الأمويَّة في الأندلس، أُسوة بغيرها من المدن، وبخاصَّةٍ ثورة عمر بن حفصون وأبنائه منذ النِّصف الثّاني من القرن الثّالث الهجري/التّاسع الميلادي. وتعاقب على حكم مدينة وادي آش عددٌ من الأسر الحاكمة، حيث خضعت لحكم الصنهاجيّين سنة 403هـ/1012م، ثمَّ تولّى أمرها يحيى بن صمادح بعد تآمره على باديس ابن ماكسن سنة 459هـ/1066م. وشهدت في ظلِّ الحكم المرابطيِّ(484-541هـ/1091-1147م) العديد من الحروب والثَّورات، منها: ثورة أحمد بن ملحان الطّائي الذي تمكَّن من السَّيطرة عليها، حتّى تغلَّب عليه محمَّد بن سعد بن مردنيش سنة 546هـ/1151م، ثمَّ غزت قوّات الموحِّدين المدينة وأطاحت بحكم ابن مردنيش سنة 567هـ/1171م. وبقيت مدينة وادي آش ضمن أملاك الموحِّدين إلى أن انتزعها منهم محمَّد بن هود سنة 625هـ/1228م، ثمَّ ما لبثت أن انتظمت بعد سنوات قليلة تحت حكم محمَّد بن يوسف ابن الأحمر أوَّل ملوك مملكة غرناطة، وخلال ذلك خضعت لحكم بني أشقيلولة، وبني مرين، وفي نهاية عصر المملكة المذكورة شهدت المدينة صراعاً مريراً على الحكم بين آخر ملوكها أبي عبد الله الصَّغير، وبين عمِّه أبي عبد الله الزّغل، حتى سقطت بيد الإسبان سنة 895هـ/1489م. وأمّا على الصَّعيد العلمي، فقد عرفت مدينة وادي آش ظاهرة البيوتات العلميَّة، التي أنجبت العديد من العلماء، فشهدت نهضة فكريَّة وعلميَّة في مختلف المجالات، وبخاصَّةٍ القضاء، والعلوم الدّينيَّة، وعلوم اللغة العربيَّة وآدابها وفنونها. وعلاوة على ذلك؛ شهدت المدينة نشاطاً عمرانيّاً لافتاً، ومن ذلك اشتمالها على العديد من المساجد، وعلى رأسها مسجدها الجامع، وتميَّزت بتسامح أهلها مع أهل الذِّمَّة، الذين أتيح لهم بناء الكنائس ودور العبادة. كما شهدت ازدهاراً اقتصاديّاً كبيراً؛ بحكم موقعها الجغرافيِّ، فاهتمَّ أهلها بالزِّراعة الحقليَّة والأشجار المثمرة؛ كالزَّيتون، والتُّفاح، والتّوت، واهتمّوا كذلك بالصِّناعات النَّسيجيَّة المُعتمدة على الحرير والكتّان، فانتشرت فيها الأسواق، وراجت في طرقاتها وحوانيتها البضائع، وأقام أهلها علاقات تجاريَّة خارجيَّة نشطة.
Description
Keywords
Citation
Collections