مفهوم جريمة الإرهاب وفقاً للقوانين الوطنية والدولية

Thumbnail Image
Date
2017-01-26
Authors
القيسي, محمد مصطفى صبحي
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
تعد ظاهرة الإرهاب من أخطر الظواهر التي أثرت بشكل سلبي على واقع المجتمعات في العالم كله خاصة في جانبها الإنساني ، وقد تفاقمت خطورة هذه الظاهرة في عالمنا المعاصر بعد أن تحول الإرهاب إلى ظاهرة عالمية تمس وتؤثر على جميع نواحي الحياة لشعوب العالم ، فالإرهاب لم يعد يخص طرفاً أو شعباً أو دولةً دون أخرى وإنما مس الجميع بغض النظر عن أسبابه وأشكاله وأهدافه وحتى طبيعة الجهات التي تقف وراءه ، ويبدو أن هذه الحقيقة قد أدركها المجتمع الدولي منذ بداية القرن العشرين والذي سعى إلى محاربتها والحد من أثارها المدمرة لجوانب الحياة الإنسانية والحضارية والاقتصادية والسياسية ...الخ . وعلى الرغم من ذلك فإن المجتمع الدولي لم يتمكن من تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع فيما يخص تعريفه لظاهرة الإرهاب. تحدثت الأطروحة عن ماهية الإرهاب الذي يعد جريمة جنائية لها ما يميزها من أركان وعناصر وخصائص مستقلة عما سواها من الجرائم ، واستطاعت كذلك توضيح نقاط اختلاف واتفاق وجهات النظر العربية والغربية ، فكلاهما يتفقان في أن غاية الإرهاب هي إحداث حالة من الرعب والفزع بين السكان، إلا أنهم يختلفون فيما إذا كانت حركات التحرر تحمل الطابع الشرعي أم الإرهابي، مما انعكس على تعريف كل من الطرفين للإرهاب في قوانينها الداخلية ، ناهيك عن الخلاف الذي نشأ على مستوى المحافل الدولية بما فيها المنظمة الأممية . وبالرغم من تعدد أسباب وأشكال وأنواع وأهداف الإرهاب، إلا أنها تتفق فيما بينها بعنصر العنف وإحداث حالة من الفوضى في المجتمعات المستهدفة ومحاولة تغيير الأنظمة بالطرق اللادستورية، وكذلك فإنها تتفق في التنظيم والتنسيق والعشوائية المنتقاة . ولا شك بأن حق الدفاع عن النفس والمجتمعات والأنظمة القائمة هي حق أصيل للدول والمجتمعات إلا أنها لا تصل بأي حال من الأحوال إلى هدر حقوق الإنسان أو التفريط بجزء منها على حساب مكافحة الإرهاب ومحاربته ، سيما بأن قوانين الإرهاب الحديثة قد اعتبرت بأن الفعل الإرهابي قد يكون فعلاً سليباً أو إيجابياً ، ونصها على تجريم أشكالٍ حديثةٍ كالإرهاب البيئي . وعمدنا إلى البحث في القوانين الدولية التي تخص الإرهاب ، والتي لا تزال في طور تقديم المشاريع التي لم تتم المصادقة عليها وقبولها من المجتمع الدولي ، ولا شك بأن ذلك يعود إلى اختلاف وجهات النظر من حيث المفاهيم والأسس التي يقوم عليها التعريف القانوني للإرهاب ، فيما تمكنت الدول العربية إلى تعريف موحد له في الوقت الذي تباينت تعريفاتها الداخلية في تفاصيل دقيقة منه ، والخلاف هنا لا يصل إلى حد التباين الجذري . ولعدم الخلط بين الإرهاب وما سواه من الجرائم المشابهة أو العنيفة أو ذات الخطر العام ، فقد تطرقت الأطروحة لهذا الأمر وتمكنت من الوصول إلى أن الإرهاب لا يقع إلا عمداً بتوافر القصد العام والخاص وبغاية تحقيق أهدافه وغاياته سواءً كان الرعب الوقتي الناتج عن الوسائل أو الغايات التي يسعى الإرهابيون إلى تحقيقها من هذا الفعل كاملاً . كما قمنا بالتفريق بين الرعب الناتج عن الوسيلة المستخدمة والرعب الناشيء عن الفعل ذاته وهو الغاية التي ينشدها الفاعلون . وفي ختام الأطروحة توصل الباحث إلى توصيات وجه بعضاً منها إلى السلطات الرسمية في دولة فلسطين والتي تطالبها بسن قانون خاص بالإرهاب يتضمن مفهوماً واضحاً له ، كما توجه الباحث بذات الطلب من المشرع الداخلي عموماً ، وتمنى على المجتمع الدولي أن يضع حداً لعدم الاتفاق على تعريف موحدٍ للإرهاب .
Description
Keywords
Citation
Collections