تداعيات التدخل الخارجي وأثره على مسار التغيير السياسي في السودان بعد ثورة عام 2018م
Loading...
Date
2022-12-01
Authors
مبين محمد عبد الله عبد الرحمن
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
هدفت هذه الدراسة إلى تعرف أثر التدخل الخارجي على التغيير السياسي في السودان بعد ثورة عام 2018م. إذ دخلت الساحة السودانية بمدة انتقاليةٍ كان من المفترض أن تؤدي إلى تغييرٍ سياسيٍّ وانتقالٍ آمنٍ للسلطة في السودان، لكن سيطرة المكون العسكري على السلطة خلال الفترة الانتقالية، وارتباطه بقوى عديدة إقليميةٍ ودوليةٍ؛ أدت إلى تعطيل مسار التغيير السياسي في السودان.
تفترض الدراسة بأن التدخل الخارجي في المشهد السياسي العام، ولأي دولةٍ في العالم، له تأثيراته المباشرة وغير المباشرة على عمليات التغيير السياسي فيها. فهي تنتج أنماطاً سياسيةً واقتصاديةً واجتماعيةً مغايرةً ومخالفةً لما تطلع إليه الشعوب والمجتمعات. بذلك، تفترض هذه الدراسة بأن التدخل الخارجي في الثورة السودانية عام 2018م أثر على عمليات التغيير السياسي في السودان وبشكلٍ مغايرٍ لطموحات وتطلعات الشارع السوداني. كما أن التدخل الخارجي في نتائج الثورة الشعبية السودانية عام 2018م اعاد إنتاج المشهد السياسي القائم في السودان إلى ما قبل ثورته الشعبية.
وللتحقق من صحة هذه الفرضيات، والوصول إلى إجاباتٍ لسؤال الدراسة الرئيس (ما أثر وتأثير التدخل الخارجي على التغيير السياسي في السودان بعد ثورة عام 2018م؟)، وأسئلتها الفرعية الاخرى؛ استخدمت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، باعتبار هذه الدراسة من المواضيع الحديثة نسيباً، حيث سيتم وصف التدخل الخارجي في مجريات الثورة الشعبية السودانية عام 2018م، وبفواعل سياسية من داخل السودان وخارجها، وتأثيرات ذلك على مخرجات هذه الثورة. إضافةً إلى توظيف منهج دراسة الحالة في هذه الدراسة، عبر دراسة الحالة الثورية السودانية الواقعة تحت وطأة التدخلات الخارجية، وانعكاسات ذلك على مختلف مكونات الشارع السوداني. كما ووظفت الدراسة المنهج التاريخي لتتبع بعض المسارات والاحداث السياسية والتاريخية عبر الساحة السودانية.
قسمت الدراسة فصولها إلى ثلاثة فصول رئيسية. إذ تناول الفصل الرئيس الاول التدخل الخارجي والتغيير السياسي وعلاقة كل منهما بالآخر، عبر تناول الادبيات العامة للتدخل الخارجي والتغيير السياسي، ومسارات ذلك في السودان. أما الفصل الرئيس الثاني فقد تناول الثورة السودانية لعام 2018م، من خلال الحديث عن الاجواء المؤدية لها، وشرارتها الأولى، والقوى السودانية الفاعلة فيها، والموقف الدولي والاقليمي منها، وردة فعل نظام (البشير) المخلوع نحوها. اما الفصل الرئيس الثالث، وهو المركزي في هذه الدراسة، فقد تناول أثر التدخل الخارجي على التغيير السياسي في السودان بعد ثورة عام 2018م، إذ تناول هذا الفصل تأثيرات التدخلات الخارجية من القوى الاقليمية والدولية في الساحة السودانية، وارتباطها المباشر وغير المباشر مع المكونات السودانية، المدنية والعسكرية، وتأثيرات ذلك على التغيير السياسي في السودان بعد ثورة عام 2018م.
توصلت الدراسة إلى عدة نتائج اهمها: شكلت التدخلات الخارجية، وما زالت، سبباً في تباطؤ التغيير السياسي في السودان، أو حتى عدم حدوثه، نظراً لما يحقق لها ذلك من مصالح سياسية واقتصادية وعسكرية أيضاً. تمكن المكون العسكري من السيطرة على السلطة خلال الفترة الانتقالية في السودان، وابعاد المكون المدني عن المشهد السياسي السوداني، الذي أثر بدوره على التغيير السياسي في السودان. وهناك عدة سيناريوهات تنتظر مستقبل التغيير السياسي في السودان، ما بين أن يؤدي ذلك إلى حرب اهلية، أو الابقاء على الوضع القائم، أو سيطرة المكون العسكري على السلطة والحكم في السودان. كما وتوصي الدراسة: بضرورة ابعاد المكونات العسكرية، قدر الامكان، عن أي مشهد سياسي مستقبلي في السودان. والعمل على تحقيق شراكة سياسية حقيقية بين المكونات السودانية، المدنية والعسكرية، وخلال الفترة الانتقالية تؤدي إلى تعزيز مسار التغيير السياسي في السودان.
الكلمات المفتاحية: التدخل الخارجي؛ التغيير السياسي؛ السودان.