آليّات التّرابط النصّي في المعلقات السّبع دراسة لسانية
No Thumbnail Available
Date
2025-03-16
Authors
عباس عبد الحميد مجاهد مجاهد
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
الدّراسة هذه حاولت أن ترسي قواعد اللسانيات النّصية، وإعلاء بنيانها، ولكنها لم تحمل دعوة للتخلي عن الجملة، فالجملة تمثل ركيزة رئيسة في البناء النّصي، ولكنها تجاوزت حدّ الجملة في الدّرس والتحليل، واهتمت بالظواهر النصية التآلفية المتعلقة بالسبك النحوي والمعجمي، وبعض الجوانب فيما يتعلق بالحبك الدلالي.
والدراسة جمعت بين النظرية والتطبيق، واستندت على إجراءات علم النص ومبادئه، في بيان آليّات التّرابط النّصي في المعلقات السّبع، وبينت الدّراسة اتّسام المعلقات بالصفة النصية، من خلال تقنيات بنية النص وترابطها وتماسكها، وهذه الدراسة تتلمس أنظار اللسانيين للإبانة عن مقاصد الكلم في المعلقات، من خلال تعيين معاني بعض التراكيب النحوية، والالتفاتة للقرائن السياقية الهادية إلى المتعين، وللإقرار بأن النظرية النحوية ليست قوالب جامدة، وليست منعزلة عن مقتضيات الحال والأنظار الخارجية، فالتراكيب لها سياق اجتماعي يلفها.
واتخذت الدراسة "المعلقات السّبع" ميدانا للدّرس، ومعينا تنهل منه الشواهد والأمثلة، والنص أو الخطاب هو عبارة عن كلّ لساني مجموع، لهذا سيكون النص الشعري مبدأ في التحليل وفق منهجية "لسانيات النص"، معتمدة الدّراسة -أحيانا- لجانبها على المنهج الوصفي التحليلي؛ لدراسة المعلقات ضمن عناصرها ومكوناتها الداخلية والخارجية.
وتناولت الدّراسة في مدخلها المعايير النّصية، وتم التركيز في البابين الأول والثاني على الوسيلتين النحوية والمعجمية، لإنتاج معيار التّرابط النّصي، ودرستا ما يتصل بهما من أساليب ووسائل وتقنيات تؤدي إلى تحقيق البنية النصية، وما تتسم به من ترابط وتماسك، والباب الثالث بيّن أن المعجم الشعري بناء دال على مراد النص الشعري، ليس دلالة قاموسية، بل دلالة أراد حصرها في الخطاب النصي، والمعجم الشعري هو صاحب الأحقية في انتزاع البنية الأسلوبية التي يفرضها الشاعر على المفردات والكلمات، ويشحنها بطاقات الذات، وهي روح النص وتجربة الشاعر وخصوصيته، فهي اختراق المألوف وتحولات المفردة، والولوج إلى مرآة الذات في إعادة تدوير المفردات، وإقامة ما بينها من علاقات، فكل مفردة مركزية في النص، تحمل رمزية تصنع خصوصية الشاعر.