تأثير التدخل الخارجي في تفتيت الدولة وإفشال عملية التحول الديمقراطي في ليبيا بعد الثورة
Loading...
Date
2018-06-28
Authors
"برهم زيد", إيمان
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
هدفت هذه الدراسة إلى تبيان تأثير التدخل الخارجي في تفتيت الدولة، وإفشال عملية التحول الديمقراطي في ليبيا بعد الثورة، باعتباره أحد أهم أسباب تعثر ثورة 17 فبراير/شباط في ليبيا، إذ نرى انعكاسات التدخل الخارجي في الشأن الليبي من خلال انقسام القوى المحلية واشتداد القتال فيما بينها؛ حيث ولدت الصراعات الدائرة في ليبيا خطراً يكمن في انقسام ليبيا جغرافياً إلى عدة مراكز نفوذ نستطيع أن نسميها أقاليم في ليبيا الجديدة، ما ينبئ باستمرار فشل التحول الديمقراطي وانهيار الدولة من خلال ممارسة النفوذ الأجنبي لنهب الثروات الليبية.
طرحت الدراسة عدة تساؤلات تتعلق بأثر التدخل الخارجي على فشل التحول الديمقراطي وتفتيت الدولة في ليبيا، وفي سبيل الإجابة عن هذه التساؤلات قدمت الدراسة فرضية مفادها أن للتدخل الخارجي في الثورة الليبية الأثر الكبير على مسارها وعسكرتها، وأدى التباين في مصالح القوى الدولية إلى زيادة حدة الصراع بين النخب وتفتيت قوى الثورة، وظهور مناطق النفوذ لأمراء الحرب، ما قاد إلى تفتيت الدولة وفشل عملية التحول الديمقراطي.
بُنيت الدراسة على أساس منهجين؛ المنهج الوصفي التحليلي لوصف ظاهرة تعثر مسار التحول الديمقراطي في ليبيا وتشخيصها من خلال التوصيف الدقيق لمسار هذا التحول، وأهم المحطات التي شكلت عائقا أمام المضي قدماً نحو تشكيل نظام ديمقراطي، ومنهج دراسة الحالة للتعرف على الحالة الليبية بطريقه تفصيلية دقيقة من خلال جمع البيانات والمعلومات الخاصة بالحالة، ومعرفة العوامل المتداخلة والمتشابكة المسببة للظاهرة، والتي تشكل وضعاً استثنائياً يصعب إصدار الحكم عليه دون الخوض في أدق التفاصيل للوصول إلى نتائج واضحة.
قُسمت الدراسة إلى أربعة أقسام رئيسية؛ تناول القسم الأول مقدمة الدراسة والإطار النظري، أما القسم الثاني فقد تناول أسباب الثورة الليبية ومآلاتها حيث بينت الدراسة بالمناقشة والتحليل طبيعة التحديات التي واجهت الثورة في ليبيا من خلال خصوصية الحالة الليبية، وطبيعة المسارات التي اتخذتها الثورة، للتغلب على هذه التحديات، وذلك من خلال مناقشة خصوصية النظام السياسي الليبي، والعلاقة التي تشكلت في ظل النظام السابق بين الجغرافيا والثروة، والثروة والحكم ومؤسسات الدولة، وكيف رسمت كل هذه العلاقات الثورة باستراتيجياتها وخصائصها، وناقشت الدراسة في قسمها الثالث آليات التدخل الخارجي في الثورة الليبية، سواء العربي-الإقليمي- أو الدولي، وتأثير ذلك على مسار الثورة الليبية، والعلاقة مع القوى الثورية، وكيف أثرت هذه العلاقات في علاقات القوى مع بعضها البعض، وتأثير ذلك على تفتيت الدولة ونشوء إمارات الحرب وفقاً لمناطق النفوذ والتوزيع الجغرافي المستمدة من الدعم الخارجي، وانفرد القسم الرابع بتوضيح الخلاصة والنتائج، فقد خلصت الدراسة إلى أن التباين في المصالح الدولية والإقليمية زاد من حدة الصراع بين النخب الليبية، وبالتالي فشلت هذه النخب في التوافق على شكل الدولة الليبية وإفراز حكومة مدنية ديمقراطية تبسط نفوذها على كافة الأرض الليبية