منهج قطرب في إيراد القراءات القرآنية وتوجيهها في كتابه معاني القرآن وتفسير مشكل إعرابه
Loading...
Date
2025-08-25
Authors
خديجة أحمد إبراهيم خويص
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
تشمل هذه الدّراسة على منهج قطرب في إيراد القراءات القرآنيّة وتوجيهها في كتابه (معاني القرآن وتفسير مشكل إعرابه)، وكانت حدود الدّراسة القراءات القرآنيّة المتواترة والشّاذّة الواردة في المطبوع من كتابه؛ وهو النصّف الأوّل منه؛ من بداية الفاتحة إلى نهايةِ سورةِ «طه» وتوجيهها.
ومن أسباب اختيار موضوع البحث أَنَّ كتاب قطرب من الكتب التي طُبِعَت وحقِّقَت حديثا؛ لذا فَإِنَّ جوانبَ كثيرةً من الكتاب تحتاجُ إلى دراسةٍ؛ منها جانب القراءات، بالإضافة إلى اشتمال كِتَابِ قُطْرُبٍ على كمٍّ كبيرٍ من القراءات القرآنيَّةِ وتوجيهها؛ فقد حازت أكثر من ثُلُث الكتاب، وهذه القراءات تحتاج إلى دراسةٍ، وكون قطرب من المبكّرين في الكتابة في مجال القراءات وتوجيهها؛ فكان لا بُدَّ من هذه الدِّراسةِ؛ لمعرفة ملامح الكتابة في علم القراءات في الفترة الزّمنيّة التي عاش فيها قطرب.
وتهدف الدّراسة إلى التّعرف على منهج قطرب في إيراد القراءات القرآنيّة ونسبتها لأصحابها ومنهجه في توجيه القراءات القرآنية بما يوسّع المعاني ويثريها، ومعرفة طرق قطرب في الاحتجاج للقراءات القرآنية وموقفه من القراءات.
واعْتُمِدَ في إعداد هذه الدراسة على الْمَنْهَجِ الاستقرائي، وَالْمَنْهَجِ الْوَصْفِيِّ التَّحْلِيلِيِّ.
وجاءت هذه الدّراسة للتّعريف بالقراءات والقرّاء و للتّعريف بقطرب وبكتابه ومصادره فيه وأبرز الآخذين عنه و كذلك تناولت الدّراسة منهج قطرب في إيراد القراءات القرآنيّة ومدى توفّر شروط القراءة المقبولة عنده وطريقته في سرد القراءات ونسبتها إلى أصحابها وتناوله أصول القراءات وفرشها ومنهج قطرب في توجيه القراءات القرآنيّة وطرقه في الاحتجاج لها وموقفه منها.
وَخَلَصَتِ الدراسةُ إلى مجموعةٍ من النتائج؛ مِنْ أَبْرَزِهَا: أنَّ ما كتبه قُطْرُبٌ في القراءاتِ القرآنيَّةِ كان في فترةٍ زمنيّةٍ لم تستقرَّ فيها القراءاتُ العشرُ المتواترةُ ولا السّبعُ؛ لذلك فإنَّ قطربًا لم يذكر كُلَّ القراءاتِ، ولم ينسُبها إِلَى جَمِيعَ القارئين، ولم تتمايز القراءاتُ في عصره إلى متواترةٍ وشاذَّةٍ، ولم تستقرَّ ضوابطُ القراءةِ المقبولةِ. وأنَّ قطربًا نَسَبَ القراءاتِ إلى مجموعةٍ كبيرةٍ من الصّحابةِ والتّابعينَ وتابعيهم، ونسب إلى بعض الْقُرَّاءِ العشرةِ ولم ينسب إلى جميعهم ولم ينسب إلى أَيٍّ من رواتهم، وَنَسَبَ إلى قُرَّاء القراءاتِ الشَّاذَّةِ.
كما يُعدّ قطربٌ من المتقدّمين في علم توجيه القراءات، وكتابه غنيٌّ جدًّا بتوجيهها، حيث اشتمل على توجيه القراءات توجيهًا معجميًّا، وصوتيًّا، وصرفيًّا، ونحويًّا، وبلاغيًّا. وقد شكّل توجيهُه للقراءات في كتابه مصدرًا لمن بعده.
ويحتجّ قطرب للقراءات القرآنية بوجوهٍ عدّة، ويرجّح أحيانًا بين القراءات المتواترة، معلّلًا ذلك بوجهٍ من وجوه الاحتجاج التي اعتمدها، كما يضعّف بعض القراءات المتواترة ويحكم عليها بالشذوذ، وإن لم يُكثر من ذلك.
ومن أبرز التّوصيات التي توصي بها الباحثة: مقارنة توجيه قطرب للقراءات القرآنيَّة مع توجيه القراءات للعلماء السّابقين لقطرب. ودراسة المواضع التي أخذها علماء القراءات والمفسّرين عن قطربٍ في التَّوْجِيه. ودراسة القراءات الشَّاذَّة التي أوردها قطربٌ في كتابه، وكذلك توجيهها. ودراسة معالم الكتابة في علم القراءات في الفترة الزّمنيّة التي عاش فيها قطرب بناءً على كتابه (معاني القرآن).