الزي ( اللباس ) في منطقة دورا جنوب الخليل دليل على الهوية
No Thumbnail Available
Date
2012-10-08
Authors
د. محمد ذياب ابو صالح
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
<p>إنها لفكرة رائعة أن نتدبر واقعنا لنعود على جذورنا وأصالتنا ، ففي هذا الطرح الذي قدمته لنا كلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح الوطنية مشكورة نجد الاهتمام الأكيد بالعودة إلى الهوية الفلسطينية والتمسك بكل ما هو فلسطيني ، فنجد الجذور الحقيقية لهذا الموضوع ألا وهو الزي قد كان معمولا به منذ النشأة الأولى لأبناء هذا الشعب أي في العهد الكنعاني الغابر فنجد لمسات هذا الزي في ذلك العصر البعيد ، ولم يقم البعض بارتدائه تقليدا في مواسم أو مناسبات بل بقي على مر العصور يتنقل من إلى جيل في هذا الوطن محافظا على أصالته وتراثه العريق ، وعلى الرغم من كثرة الدول والحضارات التي مرت على هذه البلاد بقي هذا الشعب متمسكا بكل موروث وتقليد أصيل ، فلم يضِّيع زيه ولا لغته ولا عقيدته ولا أي أمر من ثوابته بل بقي محافظا على كل موروث ولو أن أي أمة مرت عليها ما مر على هذه الأمة لنسيت تاريخها وحضارتها وزيها بل ولغتها ولذابت في مرحلة من مراحل الغزاة الذين مروا على هذا الوطن ، إلا أن هذا الشعب بطبعه بل وبطبيعته وأصالته يحافظ دائما على جذوره وأصوله ويعود إلى ما نشأ عليه ليبقى متماسكا ومتجذِّرا في أصوله ، ومع ذلك فإن أبناء منطقة دورا الذين هم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن لتجد فيهم الأصالة في أمور عديدة من مناحي حياتهم فمجتمعهم محافظ ويحب الإلزام بكل موروث وأينما تسير المرأة أو الرجل في أي موقع من هذه المعمورة ويكون لابسا هذا الزي فإنك تحكم عليه بهويته بأنه من أبناء منطقة دورا جنوب الخليل بلباسه وتطريز ثوب المرأة . ومع أنني عاصرت ممن عاشوا في المرحلة الأولى وأذكر زيهم وعشت المراحل جميعا حتى وقتنا الحاضر فإن هذه المشاهد جعلتني أخوض في هذا الموضوع خوضا واثقا وأكتب عنه كما شاهدته وعشته في مراحل حياتي عن زي الآباء والأجداد والجدات والأمهات والأخوات ، فيمتاز أبناء هذه المنطقة بهويتهم الدالة على شخصيتهم وعلى صدق انتمائهم لهذا الوطن العزيز.<br />
أما التوصيات فيجدر بي أن أنوه لها ، حيث أنه من الواضح أنَّ لنا جذورا وهوية وقضية فيجب أن نحافظ على هذا الإرث ونعتز به ، وألا نتركه نهبا للآخرين ليسلبوا حضارتنا وإرثنا وتاريخنا كما هو ملاحظ اليوم ، بأن المحتل البغيض يحاول أن يجيَّر كل شيء لصالحة ليمسح تاريخنا وحضارتنا وكل ما يتعلق بهذا الوطن ليحيله أمام العالم إلى موروث يهودي متجاهلا وجودنا على هذه الأرض قبله بآلاف السنين وأننا أصحاب هذا الوطن مهما اشتدت بنا الخطوب وجرت علينا العوادي ،فالتمسك بكل ما هو قديم من عادات وتقاليد والحفاظ على تقليدنا العروبي ومنهجنا الإسلامي هو الأساس في وجودنا وعدم اندثار شخصيتنا وزوال قضيتنا .<br />
لذلك يجب الحفاظ على هذا النمط من الحياة واللون من الأزياء لنظل أصحاب هوية مميزة وقضية عادلة نفاخر بها الأمم ونتحدى المحتل البغيض</p>
<p>إنها لفكرة رائعة أن نتدبر واقعنا لنعود على جذورنا وأصالتنا ، ففي هذا الطرح الذي قدمته لنا كلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح الوطنية مشكورة نجد الاهتمام الأكيد بالعودة إلى الهوية الفلسطينية والتمسك بكل ما هو فلسطيني ، فنجد الجذور الحقيقية لهذا الموضوع ألا وهو الزي قد كان معمولا به منذ النشأة الأولى لأبناء هذا الشعب أي في العهد الكنعاني الغابر فنجد لمسات هذا الزي في ذلك العصر البعيد ، ولم يقم البعض بارتدائه تقليدا في مواسم أو مناسبات بل بقي على مر العصور يتنقل من إلى جيل في هذا الوطن محافظا على أصالته وتراثه العريق ، وعلى الرغم من كثرة الدول والحضارات التي مرت على هذه البلاد بقي هذا الشعب متمسكا بكل موروث وتقليد أصيل ، فلم يضِّيع زيه ولا لغته ولا عقيدته ولا أي أمر من ثوابته بل بقي محافظا على كل موروث ولو أن أي أمة مرت عليها ما مر على هذه الأمة لنسيت تاريخها وحضارتها وزيها بل ولغتها ولذابت في مرحلة من مراحل الغزاة الذين مروا على هذا الوطن ، إلا أن هذا الشعب بطبعه بل وبطبيعته وأصالته يحافظ دائما على جذوره وأصوله ويعود إلى ما نشأ عليه ليبقى متماسكا ومتجذِّرا في أصوله ، ومع ذلك فإن أبناء منطقة دورا الذين هم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن لتجد فيهم الأصالة في أمور عديدة من مناحي حياتهم فمجتمعهم محافظ ويحب الإلزام بكل موروث وأينما تسير المرأة أو الرجل في أي موقع من هذه المعمورة ويكون لابسا هذا الزي فإنك تحكم عليه بهويته بأنه من أبناء منطقة دورا جنوب الخليل بلباسه وتطريز ثوب المرأة . ومع أنني عاصرت ممن عاشوا في المرحلة الأولى وأذكر زيهم وعشت المراحل جميعا حتى وقتنا الحاضر فإن هذه المشاهد جعلتني أخوض في هذا الموضوع خوضا واثقا وأكتب عنه كما شاهدته وعشته في مراحل حياتي عن زي الآباء والأجداد والجدات والأمهات والأخوات ، فيمتاز أبناء هذه المنطقة بهويتهم الدالة على شخصيتهم وعلى صدق انتمائهم لهذا الوطن العزيز.<br /> أما التوصيات فيجدر بي أن أنوه لها ، حيث أنه من الواضح أنَّ لنا جذورا وهوية وقضية فيجب أن نحافظ على هذا الإرث ونعتز به ، وألا نتركه نهبا للآخرين ليسلبوا حضارتنا وإرثنا وتاريخنا كما هو ملاحظ اليوم ، بأن المحتل البغيض يحاول أن يجيَّر كل شيء لصالحة ليمسح تاريخنا وحضارتنا وكل ما يتعلق بهذا الوطن ليحيله أمام العالم إلى موروث يهودي متجاهلا وجودنا على هذه الأرض قبله بآلاف السنين وأننا أصحاب هذا الوطن مهما اشتدت بنا الخطوب وجرت علينا العوادي ،فالتمسك بكل ما هو قديم من عادات وتقاليد والحفاظ على تقليدنا العروبي ومنهجنا الإسلامي هو الأساس في وجودنا وعدم اندثار شخصيتنا وزوال قضيتنا .<br /> لذلك يجب الحفاظ على هذا النمط من الحياة واللون من الأزياء لنظل أصحاب هوية مميزة وقضية عادلة نفاخر بها الأمم ونتحدى المحتل البغيض</p>
<p>إنها لفكرة رائعة أن نتدبر واقعنا لنعود على جذورنا وأصالتنا ، ففي هذا الطرح الذي قدمته لنا كلية الفنون الجميلة بجامعة النجاح الوطنية مشكورة نجد الاهتمام الأكيد بالعودة إلى الهوية الفلسطينية والتمسك بكل ما هو فلسطيني ، فنجد الجذور الحقيقية لهذا الموضوع ألا وهو الزي قد كان معمولا به منذ النشأة الأولى لأبناء هذا الشعب أي في العهد الكنعاني الغابر فنجد لمسات هذا الزي في ذلك العصر البعيد ، ولم يقم البعض بارتدائه تقليدا في مواسم أو مناسبات بل بقي على مر العصور يتنقل من إلى جيل في هذا الوطن محافظا على أصالته وتراثه العريق ، وعلى الرغم من كثرة الدول والحضارات التي مرت على هذه البلاد بقي هذا الشعب متمسكا بكل موروث وتقليد أصيل ، فلم يضِّيع زيه ولا لغته ولا عقيدته ولا أي أمر من ثوابته بل بقي محافظا على كل موروث ولو أن أي أمة مرت عليها ما مر على هذه الأمة لنسيت تاريخها وحضارتها وزيها بل ولغتها ولذابت في مرحلة من مراحل الغزاة الذين مروا على هذا الوطن ، إلا أن هذا الشعب بطبعه بل وبطبيعته وأصالته يحافظ دائما على جذوره وأصوله ويعود إلى ما نشأ عليه ليبقى متماسكا ومتجذِّرا في أصوله ، ومع ذلك فإن أبناء منطقة دورا الذين هم جزء لا يتجزأ من هذا الوطن لتجد فيهم الأصالة في أمور عديدة من مناحي حياتهم فمجتمعهم محافظ ويحب الإلزام بكل موروث وأينما تسير المرأة أو الرجل في أي موقع من هذه المعمورة ويكون لابسا هذا الزي فإنك تحكم عليه بهويته بأنه من أبناء منطقة دورا جنوب الخليل بلباسه وتطريز ثوب المرأة . ومع أنني عاصرت ممن عاشوا في المرحلة الأولى وأذكر زيهم وعشت المراحل جميعا حتى وقتنا الحاضر فإن هذه المشاهد جعلتني أخوض في هذا الموضوع خوضا واثقا وأكتب عنه كما شاهدته وعشته في مراحل حياتي عن زي الآباء والأجداد والجدات والأمهات والأخوات ، فيمتاز أبناء هذه المنطقة بهويتهم الدالة على شخصيتهم وعلى صدق انتمائهم لهذا الوطن العزيز.<br /> أما التوصيات فيجدر بي أن أنوه لها ، حيث أنه من الواضح أنَّ لنا جذورا وهوية وقضية فيجب أن نحافظ على هذا الإرث ونعتز به ، وألا نتركه نهبا للآخرين ليسلبوا حضارتنا وإرثنا وتاريخنا كما هو ملاحظ اليوم ، بأن المحتل البغيض يحاول أن يجيَّر كل شيء لصالحة ليمسح تاريخنا وحضارتنا وكل ما يتعلق بهذا الوطن ليحيله أمام العالم إلى موروث يهودي متجاهلا وجودنا على هذه الأرض قبله بآلاف السنين وأننا أصحاب هذا الوطن مهما اشتدت بنا الخطوب وجرت علينا العوادي ،فالتمسك بكل ما هو قديم من عادات وتقاليد والحفاظ على تقليدنا العروبي ومنهجنا الإسلامي هو الأساس في وجودنا وعدم اندثار شخصيتنا وزوال قضيتنا .<br /> لذلك يجب الحفاظ على هذا النمط من الحياة واللون من الأزياء لنظل أصحاب هوية مميزة وقضية عادلة نفاخر بها الأمم ونتحدى المحتل البغيض</p>