أَسْماءُ الآلِهَةِ الْجَاهليّةِ وَدَلالَتُها بيْنَ الْفِكْرِ الجَاهِليّ والْقُرآنِ الْكَريِم
Loading...
Date
2018-04-01
Authors
حشيمه, أيام
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
ِAn-Najah National University
Abstract
يُشكّل الدّينُ جوهرَ الوجودِ الإنسانيّ، وهو ضروريٌّ للفردِ والمجتمعِ في آنٍ واحدٍ، به تُسيّرُ الحياةُ، ومن خلالِه يُضْبطُ سلوكُ المجتمعِ، فضلاً عن الرّاحةِ النّفسيّة للإنسانِ من خلالِ إجابتِهِ على مُعَميّات الوجودِ والكونِ.
والإنسانُ العربيُّ في العصرِ الجاهليِّ، كان للدّينِ حضورٌ كبيرٌ في فكرِه وذِهنِه وسلوكِه، وغلبتِ الوثنيّةُ غيرَها من الدّياناتِ في هذا العصرِ، وتعدّدتْ آلهةُ العربِ وأصنامُهم.
وفي الوُقوفِ على أصولِ أسماءِ آلهةِ العربِ ودلالاتِها فَهمٌ للعقليّةِ الّتي أنتجتْها في إطارٍ من الزّمان والمكانِ، وفي مقارَبَتِها مع القرآن الكريمِ تَجَلٍّ لتطوّرِ الفكرِ العربيِّ وتغيُّرِ الدّينِ، وهذا ما سعى البحثُ لتحقيقِهِ.
واقتضتْ طبيعةُ الدّراسةِ أنْ تكونَ في مقدّمةٍ وأربعةِ فصولٍ وخاتمة، تناولتُ في المقدّمةِ أهميّةَ البحثِ، والدّراساتِ السّابقة ومنهجَه وفصولَه، وكانَ المبحثُ الأوّل من الفصلِ الأوّلِ لتعريفِ الدّينِ ونشأتِه، والنّظرّياتِ الّتي قيلتْ حولَه، فتبيّنَ أنّ الجذورَ الأولى للدّينِ ظهرتْ عند الإنسانِ في معتقداتٍ بدائيّةٍ، مثل: الفيتِشيّة، والأرواحيّةِ، والطّوطميّة، وارتبطَ في نشأتِه الأولى بالسّحرِ والأُسطورةِ.
وتناولَ المبحثُ الثّاني مفهومَ الجاهليّةِ في اللّغةِ والاصطلاحِ، وقراءة تاريخيّة في تأصيلِ نشأةِ الأصنامِ وعبادتها عندَ العرب، وقراءة أُخرى في المفهومِ والمعنى، فظهرَ أنّ العربَ قد دانوا في جاهليّتهم بأديانٍ عدّة، وغلبتْ عليهم الوثنيّة، وعبادة الأصنام، حتّى وسمَ عصرهم بالجاهليّةِ لِجَهْلِهم بالدّين.
وخُصّصَ الفصلُ الثّاني لتناولِ أسماء الآلهةِ الجاهليّةِ التّسعةِ الّتي وردتْ في القرآنِ الكريم في الزّمان والمكان، كما وردتْ في المصادرِ العربيّة، وكُتُبِ التّاريخ، واشتملَ على مقدّمةٍ وثلاثةِ مباحثَ: الأوّل لآلهة قوم نوح () الخمسة (ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر)، والثّاني للإله (بَعْل)، والثّالث للإلهاتِ الإناثِ (اللات والعزّى ومناة)، فَدَلّتِ الدّراساتُ التّاريخيّةُ على أنَّ هناك نوعًا من التّوافقِ بين أسماءِ الآلهة ونماذجِ عبادتِها في شبهِ الجزيرةِ العربيّة، وبين الآلهةِ الّتي كانتْ تُعبَدُ خارجها، ممّا يشيرُ إلى أنّ آلهةَ العربِ هي مُستوحاةٌ من حَضاراتٍ أُخرى كالفينيقيّةِ والبابليّةِ والتّدمريّةِ وغيرِها.
وأشارتْ هذه الدّراسات إلى أنّ حالَ الآلهةِ العربيّةِ كَحَالِ غيرِها من آلهةِ الحضاراتِ القديمة، كانت متّصلةً بالأقمارِ والكواكب والنّجومِ، ومنها ما كان متّصلاً بِبعْضِ الحيواناتِ أو النّباتاتِ، ولكنّها في أغلبِها هي الكواكب، وهذا يدلّلُ على الإيمانِ بالقوّةِ الخارقةِ. كما أجْمَعتِ الدِّراساتُ على أنَّ عمرو بن لُحيّ هو أوّلُ مَنْ أحْضَرَ الآلهةَ مِن بلاد الشّام إلى شبهِ الجَزيرةِ العربِيّة، وأمَرَ النّاسَ بعبادتِها. واختلفَ الدّارسونَ في أشكالِ هذه الآلهة التّسعة، وزمانِها، وأماكنِ عبادتها، والقبائل الّتي عبدتها.
وتناولَ الفصلُ الثّالث الدّلالةَ المعجميّةَ لأسماءِ الآلهةِ الجاهليّةِ الّتي وردتْ في القرآن الكريم، ويلاحظُ أنّهُ غابَ عن اللّغويين العرب كثيرٌ من أصول هذه الآلهة الوافدة، فلجأوا إلى التّأويل تارة، وإلى اختلاقِ قِصصٍ تاريخيّة تُفسّرُ أسماءَ هذه الآلهة. وكرّرَ اللّغويّون معلوماتهم عن هذه الآلهة، وأخذ اللاّحق منهم عن السّابق، ممّا جعل الإضافات بينهم قليلة جدًّا.
وتطرّقَ الفصلُ الرّابعُ لدلالاتِ أسماءِ الآلهةِ الجاهليّة الّتي وردتْ في القرآنِ الكريمِ في كُتبِ المفسّرين، إذْ تناقلتْ هذه الكتبُ في مُجمَلِها عبادةَ الأصنامِ، وأسماءَها، وطُرُقَ عبادتِها، ولم تكنْ هناك أيّ محاولةٍ جادّةٍ للبحثِ في تفسيرِ هذه العباداتِ ضمنَ سياقِها التّاريخيّ، وليسَ ضمن سياقِها الدّينيّ، فكانَ حالُ المفسّرينَ كما كان اللّغويونَ في حديثِهم عن هذه الآلهة، وتفسير حضورِها في القرآن الكريم، إذْ لمْ يكن الخلاف بينهم كبيرًا. وتناولَ المُفسّرونَ هذه الآلهة مُجْمَلَةً وليستْ مُفصّلة، فتَحدّثوا عن آلهةِ قوْمِ نوح والإلهات الإناث مُجتمِعَة، كما كان للإسرائيليّاتِ القدحُ المُعلّى والنّصيبُ الأوفر في كتاباتِ المفسّرين حوْلَ هذه الأصنام.
وقد ذيّلتُ البحثَ بخاتمةٍ ضمّتْ أهمَّ النّتائجِ الّتي توصّلتُ إليها .
واعتمدتُ في هذه الدّراسةِ منهجيْن رئيسيْن، هما: المنهج الاستقرائي التّاريخي، والمنهج المقارن. وعُدْتُ إلى كثيرٍ من المصادرِ التّاريخيّةِ، ومعظمِ المعاجمِ اللّغويةِ وكتب التّفسيرِ.
وبعد، أتمنّى أن أكون قد وفّقت في كتابة هذا البحث، والتّفصيل فيه، ما أنا إلا بشر قد أخطئ، وقد أصيب، فإن كنت قد أخطأتُ فمن نفسي، وإن كنتُ قد أصبْتُ فهذا كلّ ما أرجوه من الله ().
Description
Keywords
أَسْماءُ الآلِهَةِ الْجَاهليّةِ وَدَلالَتُها بيْنَ الْفِكْرِ الجَاهِليّ والْقُرآنِ الْكَريِم