مدى وعي طلبة الصفّين الحادي عشر والثاني عشر في فلسطين لموضوع الكوارث وفهم مخاطرها (دراسة حالة في مدارس محافظة رام الله والبيرة)
No Thumbnail Available
Date
2025-09-03
Authors
Barghouthi, Thaer
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
إن وعي المجتمع الفلسطيني، وخاصة فئة الشباب والطلبة فيه، هو أساس قدرته على الصمود في مواجهة الكوارث والحد من مخاطرها، وإن دراسة وعي هذه الفئة الكبيرة والمؤثرة، ومعرفة نقاط قوتها وضعفها لهي الخطوة الأولى لرفع مستوى الوعي لديها ضمن خطة وطنية لتعزيز قدرة المجتمع الفلسطيني على مواجهة الكوارث والحد من مخاطرها.
تهدف هذه الدراسة، الأولى من نوعها على هذه الفئة، إلى استكشاف وعي الطلبة الثانويين في فلسطين حول الأخطار والكوارث وفهم مخاطرها، ومدى توفر مهارات السلامة العامة لديهم، واستشراف ميولهم للمشاركة والتطوع في المجتمع لمواجهة الكوارث.
صُمّمت دراسة الحالة هذه كبحث وصفي لفحص انعكاس ظاهرة الكوارث في وعي الطلبة (مجتمع الدراسة) في محافظة رام الله والبيرة التي اختيرت لأهميتها الكبيرة، نظراً لتنوعها السكاني وشمولها لمختلف فئات المجتمع الفلسطيني، مما يسمح بتعميم النتائج على طلبة فلسطين عموماً. وشملت عينة الدراسة مختلف مكونات مجتمع الدراسة، واعتُمدت الاستبانة المحكّمة بنموذجيها الإلكتروني والورقي أداة لجمع البيانات، وعززت نسبة الاستجابة المرتفعة مصداقية النتائج.
أكدت نتائج الدراسة الفرضيات الأساسية التي انطلقت منها وهي: محدودية وعي الطلبة في موضوع الكوارث، ونظرتهم المحدودة تجاه مواجهتها كعملية استجابة طارئة لا كإدارة متكاملة لمخاطرها، وعدم جاهزية المجتمع المحلي لمواجهتها. وأظهر الطلبة في بعض المحاور مستوى جيداً من الوعي مع بعض الضعف والخلط في المفاهيم والتعريفات، ورغم إدراكهم لأهمية "توعية الجمهور"، إلا أنهم لم يعتبروه الإجراء الأهم في مواجهة الكوارث. وقيّم معظم الطلبة بدرجة عالية من الخطورة الأخطار المباشرة الموجودة في بيئتهم القريبة، وخاصة الاحتلال. وبرزت الإنترنت ووسائل الإعلام كمصادر رئيسية لمعرفة الطلبة حول الكوارث، وكانت المواقع الإلكترونية ومنصة "إنستاغرام" الأكثر استخداماً من قبلهم. وكشفت الدراسة كفاية نسبة الطلبة الذين يملكون مهارات السلامة العامة كالإطفاء والاسعاف، ونقص الخدمات الصحية في المدارس مما يزيد من المخاطر على هذه الفئة عند وقوع الحوادث والكوارث، وأبدى معظم الطلبة استعدادهم للتطوع في مواجهة الكوارث. وأظهرت الدراسة افتقاد الشعور بالأمان لدى معظم الطلبة (خاصة الذكور) في مدارسهم، ومناطق سكناهم. وعبر غالبيتهم عن عدم رضاهم عن تغطية المنهاج الدراسي لموضوع الكوارث ومخاطرها.
إن تحقيق أهداف الدراسة يتطلب معالجة الضعف في وعي الطلبة، بتعزيز معرفتهم للمفاهيم المتعلقة بالكوارث ومخاطرها وآثارها، ووضع خطة وطنية لتوعية الجمهور بالأدوار المنوطة به في مواجهة الكوارث، وذلك باستخدام القنوات المناسبة لهم، لرفع مستوى صمودهم وتعزيز مهارات السلامة والأمان لديهم في البيت والمدرسة، وتسخير دافعيتهم العالية للتطوع في مواجهة الكوارث، وتعزيز دور المنهاج الدراسي في ذلك.