تخريج الأحاديث الواردة في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري من كتاب الآذان باب إذا حضر الطعام وأقيمت الصلاة إلى نهاية كتاب الجمعة
Loading...
Files
Date
2003
Authors
Tha'er Ragheb Abd Al-Rahmman Al-Shrouf
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
Praise be to God and peace and prayer be upon him the Messenger , Mohammad . This paper is entitled the interpretation of the prophetic traditions (Hadiths) in the book of Fathrl Bary expounded by Sahih AL- Bokhari by Ben Hajar AL-asgalany .The work is presented for completing the master degree at AL-Najah University –Nablus .At the University the Faeulty of the Islamc Law (Sharia) made a plan for the interpretation of prophetic tradition which Ben Hajr al- asgalani mentioned in his book Al - fath in the course of explaining , interpreting and commenting on Al- sahiha hadiths ( sahih Al- bokhari some of the hadiths he repaired to in his exposition were in sahih muslim , others were in others books some of these are good , others are not.in his book , Al- fath , Ibn hajr judged on some of these Hadiths , but overlooked the others so , the college of sharia and Hadith learners at the Faculty of higher studies proposed that the students of Hadiths should work on this valuable book so as to be beproduced and present to people especially . Learners of legal sciences in a good manner . this will in turn enable students to consult it and make use of it .It should be pointed out that this book is not only useful for students of legal science but for jurists and interpreters , as well . The methodology of this paper is based on firstly , referred to in book ( fath Al- Bari ) . I’ve listed the hadith in the compilation of chapter forty- two of the book of Al- Azan entitled as ( when food is ready and prayer is performed ……..until the book of Al-Jum’a – The book that follows A L- azan’s.
Secondly , I’ve interpreted these hadiths through looking for them in their places in the different kind of Sunna book like Al- sihah , Al-sunnas and Al-Masanid and others . Wherever I’ve found the hadith , I cited it in my paper . It’s worth- mentioning that Ibn hajr didn’t refer some of the Prophetic traditions to book of sunna or hadith.
Thirdly , after I have gathered these hadiths from their places , I only wrote down one text from among those ones as they are similar though the Asanids are different . Then , comes the matter of judgement on the hadith through considering men of Isnad showing their ranks and conditions in terms of validity , weakness , accuracy and In other words , showing whether the relator is an authorative source , memorizer and amaster . Furthermore , knowing the levels for descrbing untrusted or weak narrates through relying on book of men and background know ledge including the lengthy and the detailed like book of Al-kamal by yousuf Ben Al- mezi and the briefs and the concises as ( Al-Taqrib on book ) by Ibn Hajr.
Fourthly , after I have judged the Isnad of Hadith in terms of strength and weakness , Iook for other evidence that supports the truth or which raise its level from the extent of good to right ,or from weak to good . This requires that the Hadith must be told by more than one of the Companions of the Prophet
Fifthly, knowing the meaning of the commonly used difficult terms, which the reader may find strange, especially if he is not from people of Hadith or sharia. This should be done through putting a number next to them in the text of Hadith and then, giving the meaning in the footnotes of this work. The meaning must be given based on books of Ggharib AL-Hadith as Al-Nihaya at Ggharib Al-Ather by Abu Al-Sa’adat Al-Juzari or on Arabic dictionaries like book of Lesan Al-Arab by Ibn Manthur, in a simple and easy manner that conveys the message and serves the purpose without boring long-windedness.
Sixthly, in conclusion this paper included the methodology and findings I reached to and some of the recommendations. Moreover, I included the work with some of the indexes which may enable the reader to refer to and extract information as quickly as possible. For example, I set a table of content arranged on the jurist books and chapter, bound by Ibn Hajrs’s. I also set an index verses and distinguished figure and table of references arranged alphabetically, and which I used to prepare this paper. I concluded this work with English extract so that non-speakers of Arabic can figure out its content easily and decide if they can benefit from it.
الحمد لله الأعز الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم و أشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، فهو الأول بلا ابتداء و الآخر بلا انتهاء وهو الظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ويعلم ما في البر والبحر وهو بكل شيء عليم . وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله ربه رحمة للعالمين و قدوة للعاملين وحجة للسالكين وإماماً للأنبياء و المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . وارض اللهم عن الهداة المهديين غير الضالين ولا المضلين من صحابة سيد الخلق أجمعين و خاتم النبيين والمرسلين وقائد الغر الميامين الذين بجهدهم أصبحنا مسلمين بعد أن أراقوا وبذلوا وأرخصوا دماءهم في سبيل إعزاز هذا الدين فحق لهم أن يكونوا صحابة سيد المرسلين فكانوا خير سلف لخير خلف فرضي الله عنهم جميعاً وعن سادتنا أبي بكر وعمر وعثمان و علي الخلفاء الراشدين المهديين وعن سائر أصحاب رسول الله أجمعين وعمن سار على نهجهم و اقتفى أثرهم واهتدى بهديهم والتزم سنتهم إلى يوم الدين أما بعد . فهذه مقدمة أو لمحة موجزة عن ما ضمنته و صنفته بين دفتي رسالتي هذه وعن منهجي في إعدادها و تبويبها وعن طبيعة عملي فيها . فقد قمت من خلال هذا الجهد المتواضع بحصر الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرها ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري ، ذلك أن ابن حجر ـ عليه رحمة الله ـ كان يستعين في معرض شرحه لما جاء من الأحاديث النبوية الشريفة في الصحيح بأحاديث أخرى من صحيح مسلم أو من غيرها من كتب السنة بل حتى أحياناً من غيرها من المصنفات و ذلك حتى يسهم في توضيح الأحاديث المذكورة في الصحيح و ليبين إذا كان ثمة زيادات في تلك الأحاديث على ما هو في الصحيح فكان أحياناً ينسب تلك الأحاديث إلى المصنفات التي نقلها منها وأحياناً لا ينسبها وكان أحياناً يحكم على هذه الأحاديث وأحياناً لا يحكم عليها والتزم في ترتيب كتابه الفتح بما هو عند البخاري فقسم كتابه إلى كتب و قسم الكتب إلى أبواب . و لقد شاء الله بمنه وكرمه وفضله من فوق سبع سماوات أن أقوم بخدمة الأحاديث التي ذكرها ابن حجر في كتاب الأذان من الباب الثاني و الأربعين و الذي هو بعنوان : إذا حضر الطعام و أقيمت الصلاة إلى آخر كتاب الجمعة ، فما ذكره ابن حجر في شرحه من هذه الأحاديث قمت بحصره وعده فما كان منه في صحيح مسلم ـ عليه رحمة الله ـ نسبته إليه مشيراً في الحاشية إلى رقم الجزء والصفحة و الحديث و الكتاب و الباب . و أما ما كان خارج الصحيحين فمنه ما حكم عليه ابن حجر مبيناً رتبته من حيث الصحة والضعف و منه ما أغفل أو ترك الحكم عليه ولقد التزمت بخطة هذه الرسالة فقمت بالحكم على كل تلك الأحاديث سواء التي حكم عليها أو لم يحكم عليها . والتزمت الأصول والقواعد والضوابط التي وضعها المحدثون جزاهم الله ألف ألف خير عن أمة الإسلام والمسلمين في الحكم على تلك الأحاديث والتي لولاها لضاع الحديث واختلط على أهله ولقال في الدين من شاء ما شاء . منهجي في إعداد هذه الرسالة: أولاً : كتبت لمحة موجزة ومختصرة جدا عن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ، وعن كتابه الصحيح ومكانته ، بالإضافة إلى لمحة موجزة أخرى عن الحافظ ابن حجر العسقلاني تشمل نسبه ولقبه وكنيته وأسرته وترحاله في طلب العلم وأهم مصنفاته التي على رأسها كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري وعن منهج ابن حجر في شرح الصحيح . ثانياً : تخريج تلك الأحاديث من مظانها : حيث قمت بتخريج أسانيد الحديث من كتب السنة على اختلاف أسمائها و أنواعها من الصحاح و السنن والمسانيد وغيرها وإن لم أجد فيها أبحث في غيرها من كتب الشريعة على اختلافها سيما وأن ابن حجر كان يحيل أحياناً إلى غير كتب الحديث ثالثاً : بعد تخريج الحديث انتقل إلى المرحلة التي تليها وهي الحكم على الحديث من خلال دراسة إسناده وبيان درجة رجال السند من حيث الصحة والضعف والضبط وعدمه معتمداً في ذلك كتب الرجال بالدرجة الأولى فكنت أرجع ابتداءً إلى المطولات منها تهذيب الكمال للمزي أو تهذيب التهذيب لابن حجر فأطلع على أقوال أهل الجرح والتعديل في كل راو من رواة إسناده أحتاج إلى معرفة حاله و لبيان و معرفة شيوخه و تلاميذه ثم أنظر بعد ذلك إلى المختصرات من كتب التراجم كتقريب التقريب لابن حجر أيضاً وهذه هي الخطوة الأولى للحكم على الإسناد رابعاً : قبل الحكم على الحديث من خلال بيان حال الرواة كنت أرجع وأستعين إلى من لا غنى عنهم بعد عون الله عز وجل من أئمة الحديث الجهابذة الأفذاذ الذين يكاد المرء يجزم أنهم لم يدعوا شاردة ولا واردة تتعلق بحديث أشرف المرسلين إلا أوضحوها وتحدثوا عنها فوضعوا عشرات المصنفات في بيان علل الحديث و تخريجه كعلل الترمذي و الدارقطني و نصب الراية للزيلعي والدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر ، حيث أشاروا فيها إلى علل تقدح في صحة الحديث أحياناً و ما كان للباحث أن يتنبه لها أحياناً من خلال دراسته المجردة لرجال الإسناد فتحدثوا عن المتون و الأسانيد و قلبوا ظاهرها و جوهرها فنصحوا الأمة و كشفوا الغمة عن أحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم خامساً : بعد الحكم على الحديث كنت أبحث له عن شواهد أخرى من شأنها أن تعاضد صحته أو ترفع درجته من الحسن إلى الصحيح ، أو من الضعيف إلى الحسن فلربما كان الحديث الذي ذكره ابن حجر من رواية أبي هريرة رضي الله عنه كنت أبحث له عن شاهد من أحاديث غيره من الصحابة رضوان الله عليهم حيث تتعزز قوة الحديث الذي يذكره ابن حجر إن كان صحيحاً ، أو تتقوى درجته و منزلته إن كان دون ذلك فلربما كان سند هذا الحديث عن أبي هريرة ضعيف لكن الحديث ثابت عن غيره من الصحابة لذا لا بد من التنبه إلى هذا الأمر حتى لا يتوهم القارئ أن كل الأحاديث في هذا الباب ضعيفة و أنه لم يثبت شيء منها عن رسولنا صلى الله عليه وسلم سادساً : بيان وضبط ما أبهم من غريب الحديث : لا شك أن لغتنا العربية واسعة ومتطورة بتطور الأحوال وتطاول الأزمان وتجدد الحوادث والمسميات والمخترعات ، فلربما ورد في بعض الأحاديث كلمات أو مصطلحات استعجم وخفي معناها على قارئها لغرابتها أو لقلة استعمالها أو لورودها على سبيل الاستعارة والمجاز ، فكنت أشير إلى هذه الكلمات في المتون بوضع رقم ما بجانبها في المتن ثم أبين معناها ومقصودها والمراد منها في الهامش مستعينا بكتب غريب الحديث بشكل خاص وكتب معاجم اللغة بشكل عام وكنت أبين معناها بأسلوب موجز لا هو بالقصير المخل ولا بالطويل الممل سابعا : ذيلت وأنهيت هذا البحث بخاتمة موجزة بينت فيها أهم ملامح هذه الرسالة وخطوطها العريضة وأهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذه الدراسة لهذه الأحاديث التي ذكرها ابن حجر في كتابي الأذان والجمعة ثامناً : عملت عدة فهارس بعد الخاتمة سوى فهرس المحتويات وذلك من أجل التيسير قدر الإمكان على من أحب الرجوع إلى هذه الرسالة وعلى من يتوقع أن يجد بغيته وحاجته بين دفتيها وثنايا سطورها ، فعملت فهرسا للآيات وآخر للأحاديث وثالثاً للأعلام المترجم لهم في الرسالة ، مرتبة على الحروف الهجائية وأخيرا قائمة بالمصادر والمراجع مرتبة كذلك حسب الحروف الهجائية من اسم الشهرة لمصنفي تلك الكتب ، فما كان من صواب وسداد ورشاد في هذا الجهد فمن الله وما كان من خطأ وتقصير أو نقصان فمن نفسي ، سائلا الله أن يتجاوز عن زلاتي ، وأن يجعلها في ميزان حسناتي وحسنات عموم المسلمين من لدن سيد المرسلين إلى أن يرث الله السماوات والأراضين تاسعاً : أما الراوي المقبول فأنا أعتبر حديثه ضعيفا ، لأن الراوي المقبول مجهول الحال فأحكم بضعف حديثه ما لم يتقوى بشواهد وقرائن أخرى عاشراً : وفي حال اختلاف أئمة الجرح والتعديل في راو واحد فإني لا أعتبر رأي الأكثرية ، بل آخذ بقول المجرحين سيما إن كان جرحهم مفسراً لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ ، وسيما إذا كان في المجرحين من يعتد بتوثيقه وتجريحه فلم يعرف عنه التساهل في هذا الجانب. سبب اختياري للموضوع: لا شك أن بعض المدرسين المخلصين أوتوا من الموهبة والقدرة ما يجعلهم قادرين على ترك بصمات طيبة في نفوس طلابهم وهذا ما حصل معي حيث كان بعض المدرسين يحفزونني دائما مع سائر الطلاب على وجوب البذل والعناء والتعب والسهر من أجل خدمة هذا الدين لا سيما علم الحديث الذي لا زال أقل نصيبا من أقرانه من سائر علوم الشريعة الإسلامية من حيث البحث والتصنيف والخدمة رغم أهمية هذا العلم ورغم أنه لا غنى لمفسر ولا لفقيه ولا لأصولي عنه فآثرت أن أكون بإذن الله ضمن العاملين في خدمة هذا العلم والساعين من أجل تسهيل الرجوع إليه من قبل الناس بشكل عام وطلاب العلوم الشرعية بشكل خاص وطلاب الحديث بشكل أخص ، لذا آثرت أن يكون هذا البحث والذي هو قريب من تحقيق النصوص من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري ، لما يمتاز به هذا الكتاب من شمولية وسعة ولأنه بحاجة إلى مزيد من التوضيح والتدقيق والضبط والتحقيق أهمية البحث: تنبع أهمية هذا البحث أولا من أهمية الحديث بشكل عام ، فالحديث هو المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام ، وعليه يعتمد في فهم وتفسير كثير من نصوص المرجع الأول ألا وهو كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وترجع كذلك أهمية هذا البحث ثانيا إلى أهمية كتاب الفتح الذي حوى دررا وجواهر وكنوز يعز وجودها ويقل نظيرها مجتمعة في غيره من الكتب والمصنفات ، فكان لا بد من السعي من أجل تسهيل مهمة الرجوع إليه والاستفادة منه ، وذلك بفتح ما أحكم من أغلاقه وأقفاله وكشف ما استشكل من مضمونه ومحتوياته ، وهنا لا أتردد في توجيه الشكر مرة أخرى للقائمين على كلية الشريعة في جامعة النجاح لتبنيهم هذا العمل النفيس الثمين. مشكلات البحث : لا شك أن بحثا كهذا يقوم على دراسة المئات من الأحاديث النبوية الشريفة والتدقيق في أسانيدها والحكم عليها لن يخلو من بعض الإشكالات والصعوبات التي كان أبرزها: 1. إحالة ابن حجر ـ عليه رحمة الله ـ بعض الأحاديث إلى كتب قديمة كانت قد ذهبت واندرست ولم يعد الحصول عليها متمكنا إما لتلفها وإما لأنها لا زالت في طي النسيان وحبيسة في رفوف المكتبات الأثرية القديمة والتي يلزمها سنوات من البحث والتحقيق. .2أن بحثا كهذا يعتمد في الغالب على الكتب القديمة التي تمتاز غالبا بصعوبة أسلوبها وأحيانا تفكك عباراتها ، وكل هذا يزيد من صعوبة الرجوع إليها والاستفادة منها إلا بعد مراجعة المعلومة الواحدة من أكثر من موضع .3 أن دراسة الأحاديث والحكم عليها يعتمد على شقين المتون والأسانيد التي كثيرا ما تكون صعبة للغاية وذلك لوجود رواة أبهمت أسماؤهم في الإسناد أو لوجود تشابه بين أسماء الرواة ورجال الأسانيد الأمر الذي كان يستغرق كثيرا من الوقت في التعرف على هوية وشخصية الراوي قبل تحديد حاله من حيث الجرح والتعديل. .4 بعد تحديد اسم الراوي والتعرف على شخصيته كانت تظهر مشكلة أخرى تتلخص بالاختلاف الكبير بين أئمة علم الجرح والتعديل في الحكم على راو ما من الرواة في سلسلة السند ، الأمر الذي يستدعي المزيد من البحث والدراسة والمقارنة ، بالرجوع إلى المطولات من كتب التراجم وحصر أقوال أئمة علم الجرح والتعديل في هذا الراوي ، وتحديد من روى عنه قبل أو بعد الاختلاط إذا كان اختلاطه هو سبب اختلافهم وبيان إذا كان الجرح مفسرا أو غير مفسر أو مؤثرا أو غير مؤثر سيما وأن علماء الجرح والتعديل لم يكن بينهم إجماع على مراتب التعديل والتجريح وما هو قادح وما هو غير قادح ، لا سيما ما يندرج منها تحت بند خوارم المروءة. .5 ولعل هذا الإشكال أو العائق الأخير يتعلق بطبيعة الظرف الذي نعيش فيه وفقدان الباحث لحرية التنقل والذهاب والإياب من أجل الحصول على كل ما يحتاجه من المصادر والمراجع الأمر الذي أخر كثيرا في إتمام الرسالة ووضع اللمسات الأخيرة عليها.
الحمد لله الأعز الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم و أشهد أن لا إله إلا الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد و لم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، فهو الأول بلا ابتداء و الآخر بلا انتهاء وهو الظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ، يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها ويعلم ما في البر والبحر وهو بكل شيء عليم . وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه وأمينه على وحيه أرسله ربه رحمة للعالمين و قدوة للعاملين وحجة للسالكين وإماماً للأنبياء و المرسلين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين . وارض اللهم عن الهداة المهديين غير الضالين ولا المضلين من صحابة سيد الخلق أجمعين و خاتم النبيين والمرسلين وقائد الغر الميامين الذين بجهدهم أصبحنا مسلمين بعد أن أراقوا وبذلوا وأرخصوا دماءهم في سبيل إعزاز هذا الدين فحق لهم أن يكونوا صحابة سيد المرسلين فكانوا خير سلف لخير خلف فرضي الله عنهم جميعاً وعن سادتنا أبي بكر وعمر وعثمان و علي الخلفاء الراشدين المهديين وعن سائر أصحاب رسول الله أجمعين وعمن سار على نهجهم و اقتفى أثرهم واهتدى بهديهم والتزم سنتهم إلى يوم الدين أما بعد . فهذه مقدمة أو لمحة موجزة عن ما ضمنته و صنفته بين دفتي رسالتي هذه وعن منهجي في إعدادها و تبويبها وعن طبيعة عملي فيها . فقد قمت من خلال هذا الجهد المتواضع بحصر الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرها ابن حجر العسقلاني في كتابه فتح الباري شرح صحيح البخاري ، ذلك أن ابن حجر ـ عليه رحمة الله ـ كان يستعين في معرض شرحه لما جاء من الأحاديث النبوية الشريفة في الصحيح بأحاديث أخرى من صحيح مسلم أو من غيرها من كتب السنة بل حتى أحياناً من غيرها من المصنفات و ذلك حتى يسهم في توضيح الأحاديث المذكورة في الصحيح و ليبين إذا كان ثمة زيادات في تلك الأحاديث على ما هو في الصحيح فكان أحياناً ينسب تلك الأحاديث إلى المصنفات التي نقلها منها وأحياناً لا ينسبها وكان أحياناً يحكم على هذه الأحاديث وأحياناً لا يحكم عليها والتزم في ترتيب كتابه الفتح بما هو عند البخاري فقسم كتابه إلى كتب و قسم الكتب إلى أبواب . و لقد شاء الله بمنه وكرمه وفضله من فوق سبع سماوات أن أقوم بخدمة الأحاديث التي ذكرها ابن حجر في كتاب الأذان من الباب الثاني و الأربعين و الذي هو بعنوان : إذا حضر الطعام و أقيمت الصلاة إلى آخر كتاب الجمعة ، فما ذكره ابن حجر في شرحه من هذه الأحاديث قمت بحصره وعده فما كان منه في صحيح مسلم ـ عليه رحمة الله ـ نسبته إليه مشيراً في الحاشية إلى رقم الجزء والصفحة و الحديث و الكتاب و الباب . و أما ما كان خارج الصحيحين فمنه ما حكم عليه ابن حجر مبيناً رتبته من حيث الصحة والضعف و منه ما أغفل أو ترك الحكم عليه ولقد التزمت بخطة هذه الرسالة فقمت بالحكم على كل تلك الأحاديث سواء التي حكم عليها أو لم يحكم عليها . والتزمت الأصول والقواعد والضوابط التي وضعها المحدثون جزاهم الله ألف ألف خير عن أمة الإسلام والمسلمين في الحكم على تلك الأحاديث والتي لولاها لضاع الحديث واختلط على أهله ولقال في الدين من شاء ما شاء . منهجي في إعداد هذه الرسالة: أولاً : كتبت لمحة موجزة ومختصرة جدا عن الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ، وعن كتابه الصحيح ومكانته ، بالإضافة إلى لمحة موجزة أخرى عن الحافظ ابن حجر العسقلاني تشمل نسبه ولقبه وكنيته وأسرته وترحاله في طلب العلم وأهم مصنفاته التي على رأسها كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري وعن منهج ابن حجر في شرح الصحيح . ثانياً : تخريج تلك الأحاديث من مظانها : حيث قمت بتخريج أسانيد الحديث من كتب السنة على اختلاف أسمائها و أنواعها من الصحاح و السنن والمسانيد وغيرها وإن لم أجد فيها أبحث في غيرها من كتب الشريعة على اختلافها سيما وأن ابن حجر كان يحيل أحياناً إلى غير كتب الحديث ثالثاً : بعد تخريج الحديث انتقل إلى المرحلة التي تليها وهي الحكم على الحديث من خلال دراسة إسناده وبيان درجة رجال السند من حيث الصحة والضعف والضبط وعدمه معتمداً في ذلك كتب الرجال بالدرجة الأولى فكنت أرجع ابتداءً إلى المطولات منها تهذيب الكمال للمزي أو تهذيب التهذيب لابن حجر فأطلع على أقوال أهل الجرح والتعديل في كل راو من رواة إسناده أحتاج إلى معرفة حاله و لبيان و معرفة شيوخه و تلاميذه ثم أنظر بعد ذلك إلى المختصرات من كتب التراجم كتقريب التقريب لابن حجر أيضاً وهذه هي الخطوة الأولى للحكم على الإسناد رابعاً : قبل الحكم على الحديث من خلال بيان حال الرواة كنت أرجع وأستعين إلى من لا غنى عنهم بعد عون الله عز وجل من أئمة الحديث الجهابذة الأفذاذ الذين يكاد المرء يجزم أنهم لم يدعوا شاردة ولا واردة تتعلق بحديث أشرف المرسلين إلا أوضحوها وتحدثوا عنها فوضعوا عشرات المصنفات في بيان علل الحديث و تخريجه كعلل الترمذي و الدارقطني و نصب الراية للزيلعي والدراية في تخريج أحاديث الهداية لابن حجر ، حيث أشاروا فيها إلى علل تقدح في صحة الحديث أحياناً و ما كان للباحث أن يتنبه لها أحياناً من خلال دراسته المجردة لرجال الإسناد فتحدثوا عن المتون و الأسانيد و قلبوا ظاهرها و جوهرها فنصحوا الأمة و كشفوا الغمة عن أحاديث سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم خامساً : بعد الحكم على الحديث كنت أبحث له عن شواهد أخرى من شأنها أن تعاضد صحته أو ترفع درجته من الحسن إلى الصحيح ، أو من الضعيف إلى الحسن فلربما كان الحديث الذي ذكره ابن حجر من رواية أبي هريرة رضي الله عنه كنت أبحث له عن شاهد من أحاديث غيره من الصحابة رضوان الله عليهم حيث تتعزز قوة الحديث الذي يذكره ابن حجر إن كان صحيحاً ، أو تتقوى درجته و منزلته إن كان دون ذلك فلربما كان سند هذا الحديث عن أبي هريرة ضعيف لكن الحديث ثابت عن غيره من الصحابة لذا لا بد من التنبه إلى هذا الأمر حتى لا يتوهم القارئ أن كل الأحاديث في هذا الباب ضعيفة و أنه لم يثبت شيء منها عن رسولنا صلى الله عليه وسلم سادساً : بيان وضبط ما أبهم من غريب الحديث : لا شك أن لغتنا العربية واسعة ومتطورة بتطور الأحوال وتطاول الأزمان وتجدد الحوادث والمسميات والمخترعات ، فلربما ورد في بعض الأحاديث كلمات أو مصطلحات استعجم وخفي معناها على قارئها لغرابتها أو لقلة استعمالها أو لورودها على سبيل الاستعارة والمجاز ، فكنت أشير إلى هذه الكلمات في المتون بوضع رقم ما بجانبها في المتن ثم أبين معناها ومقصودها والمراد منها في الهامش مستعينا بكتب غريب الحديث بشكل خاص وكتب معاجم اللغة بشكل عام وكنت أبين معناها بأسلوب موجز لا هو بالقصير المخل ولا بالطويل الممل سابعا : ذيلت وأنهيت هذا البحث بخاتمة موجزة بينت فيها أهم ملامح هذه الرسالة وخطوطها العريضة وأهم النتائج التي توصلت إليها من خلال هذه الدراسة لهذه الأحاديث التي ذكرها ابن حجر في كتابي الأذان والجمعة ثامناً : عملت عدة فهارس بعد الخاتمة سوى فهرس المحتويات وذلك من أجل التيسير قدر الإمكان على من أحب الرجوع إلى هذه الرسالة وعلى من يتوقع أن يجد بغيته وحاجته بين دفتيها وثنايا سطورها ، فعملت فهرسا للآيات وآخر للأحاديث وثالثاً للأعلام المترجم لهم في الرسالة ، مرتبة على الحروف الهجائية وأخيرا قائمة بالمصادر والمراجع مرتبة كذلك حسب الحروف الهجائية من اسم الشهرة لمصنفي تلك الكتب ، فما كان من صواب وسداد ورشاد في هذا الجهد فمن الله وما كان من خطأ وتقصير أو نقصان فمن نفسي ، سائلا الله أن يتجاوز عن زلاتي ، وأن يجعلها في ميزان حسناتي وحسنات عموم المسلمين من لدن سيد المرسلين إلى أن يرث الله السماوات والأراضين تاسعاً : أما الراوي المقبول فأنا أعتبر حديثه ضعيفا ، لأن الراوي المقبول مجهول الحال فأحكم بضعف حديثه ما لم يتقوى بشواهد وقرائن أخرى عاشراً : وفي حال اختلاف أئمة الجرح والتعديل في راو واحد فإني لا أعتبر رأي الأكثرية ، بل آخذ بقول المجرحين سيما إن كان جرحهم مفسراً لأن من حفظ حجة على من لم يحفظ ، وسيما إذا كان في المجرحين من يعتد بتوثيقه وتجريحه فلم يعرف عنه التساهل في هذا الجانب. سبب اختياري للموضوع: لا شك أن بعض المدرسين المخلصين أوتوا من الموهبة والقدرة ما يجعلهم قادرين على ترك بصمات طيبة في نفوس طلابهم وهذا ما حصل معي حيث كان بعض المدرسين يحفزونني دائما مع سائر الطلاب على وجوب البذل والعناء والتعب والسهر من أجل خدمة هذا الدين لا سيما علم الحديث الذي لا زال أقل نصيبا من أقرانه من سائر علوم الشريعة الإسلامية من حيث البحث والتصنيف والخدمة رغم أهمية هذا العلم ورغم أنه لا غنى لمفسر ولا لفقيه ولا لأصولي عنه فآثرت أن أكون بإذن الله ضمن العاملين في خدمة هذا العلم والساعين من أجل تسهيل الرجوع إليه من قبل الناس بشكل عام وطلاب العلوم الشرعية بشكل خاص وطلاب الحديث بشكل أخص ، لذا آثرت أن يكون هذا البحث والذي هو قريب من تحقيق النصوص من كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري ، لما يمتاز به هذا الكتاب من شمولية وسعة ولأنه بحاجة إلى مزيد من التوضيح والتدقيق والضبط والتحقيق أهمية البحث: تنبع أهمية هذا البحث أولا من أهمية الحديث بشكل عام ، فالحديث هو المصدر الثاني من مصادر التشريع في الإسلام ، وعليه يعتمد في فهم وتفسير كثير من نصوص المرجع الأول ألا وهو كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . وترجع كذلك أهمية هذا البحث ثانيا إلى أهمية كتاب الفتح الذي حوى دررا وجواهر وكنوز يعز وجودها ويقل نظيرها مجتمعة في غيره من الكتب والمصنفات ، فكان لا بد من السعي من أجل تسهيل مهمة الرجوع إليه والاستفادة منه ، وذلك بفتح ما أحكم من أغلاقه وأقفاله وكشف ما استشكل من مضمونه ومحتوياته ، وهنا لا أتردد في توجيه الشكر مرة أخرى للقائمين على كلية الشريعة في جامعة النجاح لتبنيهم هذا العمل النفيس الثمين. مشكلات البحث : لا شك أن بحثا كهذا يقوم على دراسة المئات من الأحاديث النبوية الشريفة والتدقيق في أسانيدها والحكم عليها لن يخلو من بعض الإشكالات والصعوبات التي كان أبرزها: 1. إحالة ابن حجر ـ عليه رحمة الله ـ بعض الأحاديث إلى كتب قديمة كانت قد ذهبت واندرست ولم يعد الحصول عليها متمكنا إما لتلفها وإما لأنها لا زالت في طي النسيان وحبيسة في رفوف المكتبات الأثرية القديمة والتي يلزمها سنوات من البحث والتحقيق. .2أن بحثا كهذا يعتمد في الغالب على الكتب القديمة التي تمتاز غالبا بصعوبة أسلوبها وأحيانا تفكك عباراتها ، وكل هذا يزيد من صعوبة الرجوع إليها والاستفادة منها إلا بعد مراجعة المعلومة الواحدة من أكثر من موضع .3 أن دراسة الأحاديث والحكم عليها يعتمد على شقين المتون والأسانيد التي كثيرا ما تكون صعبة للغاية وذلك لوجود رواة أبهمت أسماؤهم في الإسناد أو لوجود تشابه بين أسماء الرواة ورجال الأسانيد الأمر الذي كان يستغرق كثيرا من الوقت في التعرف على هوية وشخصية الراوي قبل تحديد حاله من حيث الجرح والتعديل. .4 بعد تحديد اسم الراوي والتعرف على شخصيته كانت تظهر مشكلة أخرى تتلخص بالاختلاف الكبير بين أئمة علم الجرح والتعديل في الحكم على راو ما من الرواة في سلسلة السند ، الأمر الذي يستدعي المزيد من البحث والدراسة والمقارنة ، بالرجوع إلى المطولات من كتب التراجم وحصر أقوال أئمة علم الجرح والتعديل في هذا الراوي ، وتحديد من روى عنه قبل أو بعد الاختلاط إذا كان اختلاطه هو سبب اختلافهم وبيان إذا كان الجرح مفسرا أو غير مفسر أو مؤثرا أو غير مؤثر سيما وأن علماء الجرح والتعديل لم يكن بينهم إجماع على مراتب التعديل والتجريح وما هو قادح وما هو غير قادح ، لا سيما ما يندرج منها تحت بند خوارم المروءة. .5 ولعل هذا الإشكال أو العائق الأخير يتعلق بطبيعة الظرف الذي نعيش فيه وفقدان الباحث لحرية التنقل والذهاب والإياب من أجل الحصول على كل ما يحتاجه من المصادر والمراجع الأمر الذي أخر كثيرا في إتمام الرسالة ووضع اللمسات الأخيرة عليها.