أسلوب التدريس من السلوك العفوي إلى الفعل الواعي
Loading...
Date
2017-09-20
Authors
لفرم, محمد
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
إن التدريس الراهن له دور هام منوط به نحو المجتمع والدولة، وقد أصبحت الحاجة ملحة، اليوم، وأكثر من أي وقت آخر، لتبادل الرؤى بين المهتمين، من قريب أو من بعيد، والمعنيين المباشرين بالتعليم، وتلاقح التجارب في إطار احتكاك مباشر من أجل الخروج بتصور مفاده أن من يشتغل منفردا، في أي مجال، وفي مجال التعليم على الخصوص، لا محالة، سيتِيهُ في طريق رملي، تتشكل منعرجاته بحسب الرياح، ولا يرسو على حال، وليس بإمكان أي مهندس أن يضع له سكة نهائية، خصوصا إذا فكر من منطقه الخاص.
كما لا تخفى أهمية التدريس عموما، وتدريس العلوم الشرعية خصوصا، سواء بالتعليم المدرسي أو بالتعليم الجامعي والعالي وكذا بالتعليم الأصيل والتعليم العتيق بمختلف أسلاكها، من حيث إنه الجسر الرابط بين الأجيال السابقة التي رسمت الطريق لبناء العلوم الشرعية، وبين الأجيال الحالية والمستقبلية التي عليها إكمال المسير، سواء بالتطوير أو التصويب أو التعديل أو الإنتاج العلمي الذي يناسب التطور السريع، والفريد، الواقع في كل مجالات الحياة الفردية أو الجماعية.
وهذه الأهمية تقتضي من المعني بالموضوع المباشر الفعل فيه أن يطور ذاته بما يجعله متيقظا لكل جديد ليباشره بالتجربة، والتعجيل بإعطاء الصورة للوضعية التي يعيشها لكي يتسنى للآخر، الباحث، الذي عليه اكتشاف الطرق والأساليب التدريسية وعرضها للتنزيل والتطبيق والوقوف على حقيقة ذلك من الواقع التدريسي حتى يكون تصورا يعطي المقاييس التقويمية والمعايير الكفيلة بإيجاد السبل الكفيلة لتطوير فعل التدريس بشكل مستمر ولا نهائي، إذ ليس هناك صيغة تدريسية مستقرة ودائمة.