توظيف المنهج الاستقرائي في تدريس الفقه الإسلامي في كليات الشريعة

Loading...
Thumbnail Image
Date
2017-09-20
Authors
جبور , إياد
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
تقديم الحمد لله رب العالمين، خالق الإنسان، ومعلّمه البيان، والصلاة والسلام على نبيّ الأمة ورسول الرحمة محمد معلّم الخير، وعلى من تبعه بإحسان، وبعد يعدُّ الفقه الإسلامي ثمرة فهم الوحي السماوي بأصليه القرآن الكريم والسنة النبوية، وقد تعدّدت المدارس الفقهية، وتنوعت المذاهب، فكان من نتائج ذلك تعدّد الآراء في المسائل الفرعية. والاختلاف الفقهي في مسائل الفروع سمة من سمات المرونة في الفقه الإسلامي، وفيه دلالة على احترام الإسلام للعقل البشري، ففي تنوع النصوص الشرعية من حيث قطعية ثبوتها، ودلالتها، وظنيتها ميدان رحب للمجتهد؛ ولأنّ طلاب العلم الشرعي بشكل عام، والمتخصصين منهم في الفقه الإسلامي بشكل خاص تصدّوا لتعلّم أصوله وفروعه، كان من الأهمية بمكان أن يحرص القائمون على كليات الشريعة على تطوير أدوات العلم، وأساليبه، ووسائله بما يسهم في تحسين مستوى طلاب العلم الشرعي، والرقي بمستوى استيعابهم لأصول الفقه وفروعه، وفي هذا السياق جاءت هذه الورقة البحثية؛ لتسلّط الضوء على الاستقراء كواحد من أهم الموضوعات في الاستدلال الفقهي، والذي أولاه الأصوليون اهتماما بالغا في استنباط القواعد الأصولية، والفقهية، والأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية، مركزاً على الجانب العملي في الموضوع والمتمثّل في توظيف الاستقراء كمنهج تدريسي لطلبة الفقه الإسلامي في كليات الشريعة. أهمية البحث: تبرز أهمية البحث من موضوعه المرتكز إلى توظيف الطريقة الاستقرائية في تدريس الفقه، كواحدة من أهم مسالك الاستدلال التي اعتمدها جمهور الأصوليين، والفقهاء في استنباط الأحكام الشرعية، ما يربط الطالب بأصول العلم، وينمي فيه ملكة الاستدلال، والمحاججة، ويطوّر قدرته على التأصيل، ويعينه على ربط الفروع بالأصول. مشكلة البحث: ثمة تفاوت في استخدام طرق التدريس، وتنويعها بين من يتصدّون لتعليم الفقه في كليّات الشريعة، ولا شك أن في التنوع إفادة بليغة بكسر النمطية في إيصال المعرفة، وارتباطا بسياق الحالة ثمّة تفاوت في اكتساب طلبة الفقه الإسلامي لمهارات الاستدلال، بل ضعف في اكتساب القدرة على مناقشة الآراء الفقهية، والموازنة بينها، وترجيح بعضها على بعض، ما يطرح تساؤلا: هل في توظيف الطريقة الاستقرائة حلٌّ لمثل هذه الإشكالية؟ وهل سيسهم المنهج الاستقرائي في تطوير قدرات الطلاب على الاستدلال، ومناقشة الآراء، والتأصيل لمسائل الفقه؟ أهداف البحث: يهدف البحث في توظيف المنهج الاستقرائي في التدريس إلى ما يأتي: -تسليط الضوء على الاستقراء كمسلك من مسالك الاستدلال عند الأصوليين الفقهاء. -عرض نماذج من الأحكام والمسائل، التي عالجها الفقهاء واستنبطوا أحكامها بالاستقراء. -طرح فوائد المنهج الاستقرائي في التدريس، ومحاسنه. -عرض مجالات الإفادة من المنهج الاستقرائي في التدريس. -تسليط الضوء على محاذير توظيف المنهج الاستقرائي في التدريس، وكيفية تجاوزها. -تصميم بعض النماذج الإيضاحية التوظيفية للاستقراء. -عرض النتائج، والتوصيات التي توصل إليها الباحث للإفادة منها في تطوير التعليم الشرعي في كليات الشريعة. منهج البحث: اعتمد الباحث على المنهج الوصفي في عرض عناصر البحث وبيانها، والربط بين المقدمات والنتائج، وطرح المشكلات وتصوّر الحلول، واعتمد على أسلوب النّمْذجة في إيضاح بعض الجوانب التطبيقية في الموضوع محلِّ البحث. ويبقى البحث في الاستقراء موضوعاً قديماً جديداً، فقد كثر الحديث عنه في كتب الأصول والمقاصد، واهتمت بعض الدراسات الحديثة بموضوع أساليب التدريس ومناهجه ، وفيما يتعلّق بالاستقراء فقد غلب على الدراسات النمط التعميمي المجرّد، والذي تمثّل ببيان الاستقراء كمسلك من مسالك الاستدلال، ويتميّز هذا البحث بالتخصيص والتركيز على الجانب التوظيفي التطبيقي للاستقراء في التدريس. وقد قسّم الباحث موضوع بحثه في أربعة مباحث: المبحث الأول: الاستقراء مفهومه، ومشروعيته. المبحث الثاني: المنهج الاستقرائي مجالاته، وخطواته. المبحث الثالث: فوائد المنهج الاستقرائي، ومحاذيره، وعلاجها. المبحث الرابع: أمثلة تطبيقية، ونماذج إيضاحية. ثم كانت خاتمة البحث مجموعة من النتائج والتوصيات، قدّمها الباحث في حدود ما خلص إليه بحثه.
Description
Keywords
Citation