ع النَّدْهَة يا بلادِي _ إِعادة إعمار قريَة مهجرة قرية النهر _عكا _

Loading...
Thumbnail Image
Date
2025
Authors
تكريم العملة
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
عَ الندَهة يا بلادي – إحياء قرية النهر" هو مشروع معماري يتجاوز فكرة الإعمار المادي، ليصبح فعلًا رمزيًا ومقاومًا في وجه محاولات الاحتلال المستمرة لمحو الذاكرة والهوية الفلسطينية. إنه مشروع يُعيد تشكيل الحياة التي سُلبت، من خلال تجميع ما تبعثر من تفاصيلها الصغيرة، شظاياها، وصورها الممزقة، ليبعثها من جديد في مكان واحد ينبض بالمعنى والكرامة. قرية النهر المهجّرة، التي طُمست من الجغرافيا بعد نكبة 1948، تعود هنا لا كأنقاض، بل كحيّز معماري مليء بالحياة، والشهادة، والرسالة.. تبدأ الرحلة من "ساحة النور"، وهي مساحة ترحيبية رمزية تمثل بداية الوعي وبزوغ الذاكرة. ومنها يدخل الزائر إلى ممر متحفي ضيق، تحيط به صور مجزأة، وخرائط مشوّهة، ووثائق تروي كيف كانت الحياة اليومية نابضة في القرية، وكيف تفتّت كل ذلك بفعل النكبة والاحتلال. الجدار المهدّم في هذا الممر لا يحمل آثار الزمن، بل آثار البنادق والقذائف، وقد كُتب إلى جواره: "هذا الجدار المهدم ليس من فعل الزمن، بل من أفواه البنادق وقذائف المحتل. إنه بقايا مجزرة، لا بقايا زمن. كل شقّ فيه شاهد صامت على الأمان الذي عرفته القرية يومًا، وعلى الخراب الذي حلّ بها.." يتقدّم الزائر نحو "ساحة الدم"، وهي قلب المشروع الرمزي، حيث بركة مائية حمراء تمثّل دماء 18 شهيدًا سقطوا في المجزرة التي ارتُكبت بحق القرية. من هذه البركة تتفرع 18 قناة ماء تسيل باتجاه نهر القرية، وكأن دمهم يروي الأرض ويعيد الحياة إلى جذورها. الماء هنا ليس عنصرًا طبيعياً فحسب، بل رسالة: دماؤهم لم تذهب هدرًا، بل أصبحت جزءًا من دورة الحياة. هذه المياه تُغذي الأراضي الزراعية التي تُشكل امتدادًا وظيفيًا للمشروع، حيث يمكن للزوار قطف الثمار وزراعتها، والمشاركة في طبخها مع طهاة محليين، ضمن تجربة تفاعلية تُحاكي بساطة ودفء الحياة الفلسطينية القديمة.. المشروع يتضمّن مسجدًا، وسوقًا زراعيًا، وأكشاكًا، ومقهى، ومطاعم، ومدرجًا للعروض، ومعارض داخلية وخارجية، لتعود القرية إلى وظيفتها كمركز حياة يومية، وثقافية، وروحية. كل عنصر في التصميم يحمل بعدًا رمزيًا ووظيفيًا في آنٍ معًا، فالمسجد ليس فقط مكانًا للعبادة، بل مساحة تجمع الناس، والسوق ليس فقط للتجارة، بل لإحياء العادات الريفية القديمة، ولتعزيز الاقتصاد المحلي والارتباط بالأرض.. هذا المشروع هو محاولة صادقة لإعادة تجميع الحياة من الشذرات والقصاصات التي بعثرتها النكبة والاحتلال. هو ليس متحفًا للبكاء، بل فضاءٌ للحياة، للكرامة، وللإصرار على أن ما تم هدمه يمكن أن يُبنى من جديد، وما تم نسيانه يمكن أن يُستعاد. إنه إعلان واضح أن الأرض تتذكر، والروح لا تموت، والعودة ليست حلمًا مستحيلًا، بل فعل تصميم، وقرار معماري، ورسالة شعب. قرية النهر هنا لا تُبنى بالحجارة فقط، بل تُبنى بالدم، بالذاكرة، وبالحنين الذي لا يُقهر.
Description
Keywords
Citation