المسكوتُ عنه في خطابة العصر الأمويّ
Loading...
Date
2023-09-03
Authors
عزيزة سعيد مصطفى مصيطف
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
تبحث هذه الدّراسة في المسكوت عنه في خَطابة العصرِ الأُمويّ؛ للكشف عن النسق المُضمر، وما يختبئ خلفه من مكنونات الخِطاب السّلطوي السّياسي ودوره في توجيه وصنع القرار، ودور الرّعية المُتلقيّة لهذا الخِطاب وبيان مدى تجاوبها مع هذا النّوع من الخِطاب، وتهدفُ هذه الدّراسةُ أيضًا إلى ربط الخِطاب الدّيني بالخِطاب السّياسي؛ لإبراز العلاقة بينهما ومدى انسجامهما أو تعارضهما في الخِطاب، وكان دافعي للدّراسة رغبةً في ربط الدّراسة النسقيّة للأنساق الثّقافيّة المُضمرة التي درسناها في مادة حلقة بحث في النّقد والبلاغة؛ لربط ما تعلّمناه في المادة وتطبيقه على خطابة العصر الأُمويّ وهو عصر يُعجُّ بالتّناقضات السّياسيّة المذهبيّة.
وتطلّب ذلك استخدام المنهج الثّقافي الذي يدْرُس النَّصَّ بوصْفِهِ كُلًا مُتَكامِلًا ووحْدَةً لا تَتَجزَّأ، دون فصله عن السّياق الخارجي للنّص والحال والمقام الذي قيل فيه؛ للكشفِ عن الأنساق المُضمرة التي لم يُفصح الكاتب عنها باعتبارها خفية مُؤثّرة في عقليّة المُتَلقي، لمعرفة المخبوء والمُضمر في نسقيّة التّفكيرعند المُتَلقي، وفي الموروث التّاريخي الذي اكتسبه المُتَلقي، وكيفيّة تجلّي هذا المُضمر في خطابة العصر الأُمويّ، مُستعينًا بالمصادر والبحوث الحديثة المُخْتَصّة، من خلالِ كُتُبِ الأدب والأبحاث ذات الصّلة.
وجاءت الدّراسة في ثلاثة فصول: بحثتُ في الفصل الأوّل من المبحث الأوّل نماذج مختارة من خُطب بني أُمية:خُطبة معاوية بن أبي سفيان، ثم تناولتُ في المبحث الثّاني خُطبة عبد الملك بن مروان، وفي المبحث الثّالث تناولتُ خُطبة زياد ابن أبيه، ثم انتقلتُ إلى الفصل الثّاني، لأبحث في خُطب المُعارضة السّياسيّة، وجاء في مبحثين: نماذج من خُطَب الخوارِج، ونماذج من خُطَب الشّيعة، وبحثتُ في الفصل الثّالث من المبحث الأوّل خطابة المحافل والوفود: نماذج من خُطب الأحنف، ثم انتقلتُ إلى المبحث الثّاني، لأبحث في خطابة الوعظ والإرشاد: نماذج من خُطب الحسن البصري.
وفي الخاتمة: كشفت الدّراسةُ عن النّتائج التي توصّلت إليها الباحثة، ومنها: استند بنو أُميّة في حُكمهم على نظريّة الجبر والتّفويض الإلهي؛ لإضفاء صفة شرعيّة على حُكمهم، وبرز في خَطابة الخوارِج والشّيعة خِطاب الضّد الهادِف إلى إقامة خِطاب بديل عن الخِطاب الآخر؛ وظهر في كلا الخِطابينِ صراع فِكري وعقدي وقد وصل إلى المُواجهة بالسّيوفِ؛ مِنْ أجلِ تقويضِ سلطةِ الطّرف الآخر المرفوض لدى الخُطباء وأحزابهم، وقد أضمر الخِطاب فساد ولاة الأمر؛ وما يترتّبُ على ذلك وجوب الثّورة عليهم.
وبرزت فكرة الإمامة والوصاية في خِطاب الشّيعة، واتّفق خُطباء الخوارج والشّيعة على وجوب قتال كلّ من يُعارِض فِكرهم، وعدّوه عدوًّا لهم.
وامتزج الخطاب الدّيني بالخطاب السّياسي في خطابة المحافل وخطابة الوعظ والإرشاد، واتّخذ قالب الوعظ والزّهد، وهذا الخطاب الوعظي يخدم الخطاب السّياسي وفكره ويدعمه ويثبّته، وقد اتّسم بالإيحاء والطّراوة تارةً، وبالحدّة والتّصريح تارةً أُخرى.
الكلمات المفتاحيّة: النسق المُضمر، المسكوت عنه، التّابو السّياسي، خِطاب الضّد، خُطَب الحِزب الحاكم، خُطَب الخوارج، خُطَب الشّيعة، خُطب المحافل والوفود، خطب الوعظ والإرشاد.