سلطة اللاوعي الجمعي في الشعر الجاهلي: المعلقات أنموذجًا
Loading...
Files
Date
2023-12-07
Authors
خالد فريد مصطفى عياش
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
يشبه العقل البشري بحرًا واسعًا، يمثّل الوعي سطحه الخارجي، أما اللاوعي الجمعي فيقبع في أسفله، حيث توجد الكنوز الدفينة، والدرر الثمينة، وكلما انخفض الغوّاص كثيرًا في أعماق هذا البحر؛ فإن مقدار الخيرات التي يجنيها يزداد أضعافًا مضاعفة، وعلى الباحث الذي يرغب في إدراك مفهوم اللاوعي الجمعي أن يتعمّق في أفكار عالم النفس السويسري (كارل يونغ)، وإذا أراد التمكن من هذا المفهوم أكثر فأكثر؛ فعليه أن ينبش ما في الموروث العالمي القديم، ويفتّش في أساطير الأمم الغابرة.
والحقيقة التي تُقال: إن شعر المعلقات يكشف عن تأثُّر الجاهليين باللاوعي الجمعي، ولا غرابة في ذلك، فالحقبة الجاهلية قريبة من الحقب الأولى، والشاعر الجاهلي يكاد يكون صورة طبق الأصل عن سلفه البدائي.
ولقد كشفت هذه الدراسة عن دور اللاوعي الجمعي في تفسير العملية الإبداعية عند شعراء المعلقات، وتطرقت إلى البواعث التي أدت إلى استدعاء مخزون اللاوعي الجمعي لديهم، وتتبعت آلية إبداعهم من اللاوعي الجمعي وصولًا إلى الوعي.
وأثبتت الدراسة أن اللاوعي الجمعي مسؤول عن تشابه مضامين اللوحات الشعرية في المعلقات، فلا يوجد بون شاسع بين الشعراء في وقوفهم على الأطلال، ولا أثر لاختلاف ظاهر بينهم في حديثهم عن الرحلة. فامرؤ القيس كان أكثرهم قربًا من الموروث البدائي القديم، فرحلة الصيد في معلقته لها نظير عند القدماء، أما لوحة السيل فهي امتداد للطوفان في ملحمة جلجامش.
ومن يطّلع بتأنٍ على ما ورد في المعلقات، يستنتج أن مفرداتها أو عبارتها قد تأثّرت بالملاحم والأساطير القديمة، ويخلص إلى أن الأغراض الشعرية الموجودة فيها من فخر، ومدح، وحكمة، ووصف للخمر، هي ذاتها الأغراض الموجودة في نصوص القدماء.
ويُلاحِظ –أيضًا- أن الأنماط الأولية أو النماذج البدئية ترددت على ألسنة شعرائها بكثافة، ومنها: الناقة، والأم، والطفل، والقربان، والعجوز الحكيم، والفرس، والبطل، والثور الوحشي، والوشم..
الكلمات المفتاحية: اللاوعي الجمعي، الفكر، الأساطير القديمة، المعتقدات البدائية، المشترك الإنساني، المعلقات.