السمات المنشودة في طلبة كليات الشريعة
Loading...
Date
2017-09-20
Authors
عواودة, سمير
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
الحمد لله رب العالمين، نحمده أن أحلّ لعباده المؤمنين الطيبات بأنواعها، وحرّم عليهم الخبائث بكل صورها، ونحمده أن شرع للمؤمنين من الديـن ما يُبعدهم عن كل ما يلحق الضرر بنفوسهم وعقولهم ومجتمعاتهم، وله الحمد دائماً أن فتح باب التوبة لعباده الذين أسرفوا على أنفسهم، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين وحجة على الخلق أجمعين وسلم تسليماً كثيراً .
أما بعد :
فإن الشواهد من القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، على فضل العلم الشرعي، وجلالة قدره، وعظيم منزلته، كثيرة العدد، غزيرة الفوائد والآثار، لأنه الوسيلة إلى الدار الآخرة وسعادتها، والذريعة إلى القرب من الله تعالى ورضوانه، تتعب في نيله الأجساد ، ويتفارق الأحبة لنيله ، ويحرم طالبه لذة النوم، حيث يورث صاحبه العزة والوقار، ويحصّل الشرف والافتخار، وينال عند الناس التقدير والاحترام، كيف لا وقد قال تعالى شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( )، وقال تعالى هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ( )، وفي الحديث الشريف أنه قال ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) ( ) ، وقال ( العلماء ورثة الأنبياء) ( )، وإذا كان العلم لا ينال إلا بالسعي والطلب، والجدّ والاجتهاد، فقد حث القرآن الكريم على طلب العلم، ووعد طالبه بالعطاء ، بل جعل السعي إليه، يعدل الخروج إلى الجهاد، قال تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ( )، وقال عليه الصلاة والسلام ( من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة) ( ) ، وقد أثنى القرآن على معلمي الناس الخير، وأمرهم أن لا يكتموا منه شيئاً، فقال تعالى وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ( ).
وقديماً كانت حلقات العلم هي التي تتولى تدريس العلم الشرعي، واليوم صارت المدارس الشرعية وكليات الشريعة هي التي تنهض بأعبائه، وإذا كانت حلقات العلم قديماً قد تخرّج فيها خيرة العلماء ، فإن خريجي كليات الشريعة يعانون اليوم بوجه عام –من عزوف في بعض الأحيان عن ممارسة دورهم كأئمة وأساتذة وواعظين، بالإضافة لضعف الإمكانات المادية التي تجعل هذه المؤسسات تأخذ دورهم المأمول ، ولما كانت الأنظار تتجه اليوم نحو الرقي بهذه المؤسسات التعليمية فقد حاولت أن أبرز السمات المنشودة لدى طلبة وخريجي كليات الشريعة الإسلامية ، وسميت هذا البحث بـ