توظيف الرموز السينمائية لسرد القصة التاريخية في الفيلم الروائي- تحليل سيميلوجي لفيلم غولدا
No Thumbnail Available
Date
2025-08-28
Authors
أماني "محمد مهدي" فتحي عودة
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
بحثت هذه الدراسة في كيفية توظيف الرموز السينمائية في سرد القصص التاريخية، وذلك من خلال تحليل فيلم غولدا (2023)، الذي يجمع بين السرد للسيرة الذاتية والحدث التاريخي، ممثلاً في حرب أكتوبر 1973. سعت الدراسة إلى استكشاف المعاني المقصودة خلف الصورة السينمائية، من خلال تفكيك الرموز البصرية والسمعية والإشارات اللفظية، بما يكشف عن الطريقة التي يعاد بها تشكيل التاريخ داخل العمل الفني، ويؤثر في تصورات المتلقي للأحداث.
اعتمدت الدراسة على مقاربة سيميائية وفق نموذج تشارلز بيرس (الأيقونة، المؤشر، الرمز)، مع توظيف مفاهيم التناص (السردي، الرمزي، البصري، والأيديولوجي) لفهم الطريقة التي يُعاد بها بناء السيرة الذاتية لغولدا مائير في سياق حرب أكتوبر 1973. وبحثت الدراسة في كيفية توظيف العناصر السمعية والبصرية كأدوات دلالية تساهم في إعادة تشكيل صورة غولدا باعتبارها ضحية، وأماً، وقائدة ذكية، ومُنقذة، ضمن خطاب أيديولوجي، والرجوع إلى مصادر تاريخية وتوثيقية ومذكرات غولدا مائير، للكشف عن استراتيجيات الإخفاء والإبراز التي تتبناها اللغة السينمائية.
أظهرت الدراسة أن الفيلم يعيد تأطير الهزيمة العسكرية على أنها نصر رمزي، من خلال إبراز اللحظات العاطفية، وإدماج ذكريات الطفولة والاضطهاد اليهودي، وتوظيف أسطورة "المسادا"، فضلاً عن تقديم تناصات مع مقاطع وثائقية، ونصوص من المذكرات الشخصية، والتلاعب بالمونتاج من حيث التسلسل السردي بما يضفي شرعية على الخطاب الرسمي ويقدمه بصرياً كحقيقة. خلصت الدراسة إلى أن الفيلم يستخدم العناصر السمعية والبصرية لتقديم خطاب يُقصي الرواية العربية ويعيد تشكيل الوعي بالتاريخ عبر سردية عاطفية تُضفي الشرعية على قرارات غولدا السياسية والعسكرية.
توصي الدراسة بأهمية تطوير وعي نقدي بصري لدى المتلقي العربي لفهم آليات صناعة المعنى في الأفلام ذات البعد السياسي الدعائي، والانتباه إلى التحيزات السردية التي تُبنى داخل الأعمال السينمائية، وضرورة التفاعل النقدي مع ما تقدّمه، خاصة في سياق المواضيع المتعلقة بالصراع والتاريخ.