النَّزْعَةُ الدِّينِيَّةُ فِي شِعْرِ رِثاءِ المُدُنِ الأَنْدَلُسِيَّةِ

Loading...
Thumbnail Image
Date
2018-09-16
Authors
عصيدة, كوثر
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
كوثر مصطفى أحمد عصيدة
Abstract
يعرض هذا البحث لقضية من قضايا الشعر الأندلسي، الذي واكب حضارة الأندلس منذ فتحها حتى الرّحيل والخروج منها، فهذا الشعر واكب الفتح، ووصف الحضارة، وتغنى بجمالها وصفات مدنها وأهلها، وعندما حصلت النكبة في تلك البلاد، وحلَّ القتل والموت مكان الحياة الرغيدة السعيدة، وقف الشعراء مع مدنهم وبلادهم، وجعلوا شعرهم وسيلة لوصف مآسي الأندلس، وما عانته من ذبائح وفضائح على يد الإسبان، وكان شعرهم وسيلة مهمة في الدعوة إلى الجهاد ونصرة البلاد التي كانوا يرونها تضيع من أيديهم إلى غير رجعة، ويعتمد شعرهم الدين منطلقا أساسيا لها، حيث إنها ذات سلطة قوية، ولها تأثيرها في النفوس، لذلك حمل شعرهم الذي رثى المدن الأندلسية المضامين الدينية، وبدت فيه واضحة جلية تناسبا مع الموقف والموضوع. وقد هدف هذا البحث إلى تتبع روافد النزعة الدينية ومصادرها، من القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وغيرها، كذلك توضيح موضوعات شعر رثاء المدن الأندلسية التي برزت فيها النزعة الدينية، إضافة إلى دراسة فنية أسلوبية لهذا الشعر، ومعرفة أثر هذه النزعة على بنية هذا الشعر الفنية وأساليبه. وقد اقتضت طبيعة هذا البحث أن يسير وفق المنهج الاستقرائي الذي يتقصى شعر رثاء المدن الأندلسية في مصادرها ككتب المؤرخين والأدباء والدواوين الشعرية، والمنهج التحليلي الذي يقوم بتحليل تلك الأشعار للوقوف على روافد تلك النزعة ، إضافة إلى تحليل تلك الشعر تحليلاً فنياً. وقد خلص البحث إلى عدد من النتائج منها: يعدّ القرآن الكريم أهم الروافد الدينية التي استقى منها شعراء رثاء المدن الأندلسية، وأكثرها حضورا، تلاه الحديث النبوي الشريف، وقد تعددت الموضوعات التي اشتملت على النزعة الدينية وبدت فيها تلك النزعة واضحة، كالدعوة للجهاد، واستنصار الأمة وقادتها، وبيان أسباب السقوط والمآل الذي آلت إليه تلك البلاد، وبعض الشعائر الدينية والعبادات، كما استخدم الشعراء الأساليب الفنية الخاصة بمضامين شعرهم، فجاء شعرهم منسجما في لغته وأساليبه مع الواقع الذي تتحدث عنه، وتميزت مطالع قصائدهم بالتصريع الذي يُحْدِث في النفس تأثيراً هو ما ينشده هؤلاء الشعراء . وقد اقتضت طبيعة هذا البحث أن يكون في مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، حيث كانت المقدمة في صلب الموضوع ومشكلته، وأسباب اختياره، وبينت أهداف البحث وأهميته، كما عرضت لحدوده وأبرز الدراسات السابقة التي عرضت لهذا الموضوع، ثم خُتِمَت بتوضيح يُبيِّن ما ميَّز هذا البحث عن غيره من تلك الدراسات، وتفصيل لأجزائه. أما التمهيد فعرض نبذة عن الأندلس، والحياة فيها سواء الحياة الاجتماعية أم العلمية أم السياسية. وبعد التمهيد كان الفصل الأول الذي تناول معنى الرثاء لغة واصطلاحا، ثم تحدث عن نشأة شعر رثاء المدن وجذور هذا الغرض الفني، والحديث بعدها عن شعر رثاء المدن الأندلسية. أما الفصل الثاني الذي خُصص لدراسة روافد النزعة الدينية في شعر رثاء المدن الأندلسية، تلك التي كان لها الدور الفعال في نضوج هذا الاتجاه، فكان الفصل الثاني في أربعة مباحث: المبحث الأول كان للرافد الأول والأهم وهو القرآن الكريم وعلومه، فوضح المكانة التي حظي بها عند الشعراء، فهو أصل العلوم في الأندلس. أما المبحث الثاني فكان للرافد الثاني وهو القصص القرآني، وتوظيفها في شعر رثاء المدن. والمبحث الثالث مخصص حول الرافد الثالث، وهو الحديث النبوي الشريف، فهو يلي القرآن في المكانة والاهتمام. والرافد الرابع له المبحث الأخير في هذا الفصل وهو الشعائر الإسلامية والمقدسات الإسلامية. والفصل الثالث كان دراسة فنية ، حيث سلط الضوء على هذا الشعر من ناحية اللغة والأسلوب والصورة لبيان أثر الاتجاه الإسلامي فيه من الناحية الفنية، مع التركيز على قضية التناص والأسلوبية اللغوية في اختيار الألفاظ والكلمات، وتحليل الصور الفنية وغيرها من القضايا الأسلوبية واللغوية.
Description
Keywords
النَّزْعَةُ الدِّينِيَّةُ فِي شِعْرِ رِثاءِ المُدُنِ الأَنْدَلُسِيَّةِ
Citation