القتل لأسباب عائلية (القتل على خلفية الشرف) الأسباب والعلاج من منظور إسلامي

Loading...
Thumbnail Image
Date
2015-06-03
Authors
خليل عوض الله, إبراهيم
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلــه إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وسلّـم، وعلى آله، وصحبه، وسلّم تسليمًا. لقد حرصت الشريعة الإسلامية على صيانة النفس وحفظها، ودرء الاعتداء عليها، فكانت مقصدًا من مقاصد الشريعة الضرورية، التي لا بدّ منها في قيام مصالح الدّين والدّنيا. وقد حرّمت الشريعة قتل النّفس بغير حقّ؛ لذلك كانت جريمة القتل من أبشع الجرائم وأخطرها في حياة الإنسان، وتُعدّ من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، فعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْكَبَائِرَ أَوْ سُئِلَ عَنْ الْكَبَائِرِ؟ فَقَالَ: «الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ»، فَقَالَ: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟ قَالَ: قَوْلُ الزُّورِ، أَوْ قَالَ: شَهَادَةُ الزُّورِ»( ). ولمّا كان القتل خطيراً، قامت الشريعة بسدّ الذّرائع المؤدِّية إلى قتل النفس، والمفضية إلى جلب المفاسد للمجتمع، وحرّمت كلّ ما يؤدّي إلى إزهاق الأنفس بغير حقّ، فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَشَارَ إِلَى أَخِيهِ بِحَدِيدَةٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَلْعَنُهُ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ أَخَاهُ لِأَبِيهِ وَأُمِّهِ»( )، وذلك؛ لأنّ للوسائل أحكام المقاصد. ومن ظواهر القتل المنتشرة في مجتمعنا، القتل لأسباب عائلية، ومن أبرزها، القتل على خلفية شرف العائلة، أو القتل بسبب الخلافات الزوجية وغيرها، وهذا أمر خطير لا ينسجم مع أحكام الشريعة الإسلامية السمحة، وعلى الجميع أن يعلم أن هذه الظواهر وغيرها، تمثّل صورة من صور انحراف المجتمعات عن الالتزام بأحكام الشريعة الإسلامية، ومحاولة لصقها بالدّين صورة من صور محاربة أعداء الدّين لشريعة الإسلام؛ لذلك فإنّ القتل على الوجه الممارس في بعض المجتمعات العربية تحت ذريعة الدّفاع عن الشرف أو غيره، أمر يرفضه الدّين الإسلامي رفضًا قاطعًا لا لبس فيه، ويعتبره جريمة نكراء؛ لِما فيه من التعدي على حكم الله وشروطه وهديه، وإنّ التستر تحت عباءة الدّين للقيام بانتهاك حرمات الخلق وحقوقهم، أمر يمقته الإسلام.
Description
Keywords
Citation