إعادة إحياء قرية صفورية المدمرة

No Thumbnail Available
Date
2024
Authors
رؤى مناصره
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
في قلب التاريخ الفلسطيني النابض، يقف مشروع إعادة إحياء قرية صفورية كشعلة تُضيء دروب النضال المستمر من أجل الحرية. إنها ليست مجرد مبادرة لإعادة بناء مكان، بل هي رحلة لإحياء الذاكرة، واستعادة الروح الفلسطينية التي لا تموت. صفورية، تلك القرية الوادعة التي تنام شمال غرب مدينة الناصرة، كانت يوماً ما ملاذاً للسلام والجمال. لكنها تعرضت للاحتلال في عام 1948، حيث ارتُكبت مجزرة مروعة أودت بحياة 180 من أبنائها، وهُجّر أهلها قسراً، لتتحول القرية إلى جرح في الذاكرة الجماعية للشعب الفلسطيني. وبينما حاول الاحتلال طمس هذه الجذور العميقة بمشروع استيطاني أُطلق عليه "تزهيير الصحراء"، حيث أُزيلت معالم القرية تماماً واستُبدلت بغابة من أشجار الصنوبر الأوروبي، إلا أن هذا المشروع البائس لم ينجح في إخفاء صوت الحق والحقيقة. فالأشجار المزروعة بأيدي المستوطنين لم تُنبت سوى أكذوبة زائفة، ولم تستطع أبداً خلق رابط حقيقي بين المستوطنين والأرض التي سُلبت من أهلها الحقيقيين. إعادة إحياء صفورية هو أكثر من مجرد مشروع؛ إنه صرخة في وجه كل محاولات الطمس والتشويه، وتأكيد على أن الأرض التي احتضنت دماء الشهداء لا تنسى أبناءها، وأن الهوية الفلسطينية راسخة كجذور الزيتون في تلك الأرض الطيبة. ولتحقيق هذا الهدف، تم اتباع استراتيجيات مدروسة لإظهار السردية الحقيقية التي حاول الاحتلال إخفاءها. حيث عمل المشروع على إعادة القرية إلى حالتها السابقة قبل النكبة، من خلال إعادة بناء المواقع الأثرية المهمة، وإرجاع بعض المباني الأساسية إلى موقعها الأصلي. كل ذلك لإعادة الحياة إلى روح القرية، وتجسيد الذاكرة الفلسطينية الجماعية التي تأبى أن تُمحى. هذا المشروع يعيد لنا صفورية، يعيد لنا جزءاً من روحنا، ويجسد الأمل في مستقبل يُعاد فيه الحق لأصحابه. إنه يمثل الحرية والتحرر من قيود النسيان، ويعيد للحياة ما حاولوا دفنه تحت رماد الصنوبر الأوروبي.
Description
Keywords
Citation