استدراكات الكيا الهرَّاسيِّ الشَّافعي في تفسيره "أحكام القرآن" على أبي حنيفة دراسة تحليلية نقدية
Loading...
Date
2024-12-18
Authors
طارق عبيدية
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
جامعة النجاح الوطنية
Abstract
تناولت هذه الدِّراسة استدراكات الهرَّاسيِّ الشَّافعيِّ الفقهيَّة في تفسيره (أحكام القرآن) على أبي حنيفة.
وتكمن أهمِّيَّتها في كونها تتناول كتاب (أحكام القرآن) للهرَّاسي، وكونها تتعرَّض لمسائل فقهية عمليَّة ترتبط بسلوك المسلم اليومي كفرد، وبالعلاقات بين المسلمين أنفسهم، وبينهم وبين غيرهم، كمجتمعٍ ودولة، وذلك ببيان معاني القرآن، واستنباط الأحكام، وتحديد معالم المنهج الواجب اتباعه في ذلك، خاصَّةً في هذا الزمن الذي كثُرت فيه دعوات الحداثيِّين بالمطالبة بإعادة النَّظر في كتب التَّفسير، وتفسير القرآن وفق قواعد وأصول جديدة وحديثة تتناسب مع العصر بدعوى التَّجديد وعدم الجمود على ما جاء به المتقدِّمون، وذلك من خلال استدراكات الهرَّاسي في تفسيره على أبي حنيفة.
وافتتحت الدِّراسة بالتَّعريف بالإمامين الجليلين أبي حنيفة والهرَّاسيِّ، وتفسير (أحكام القرآن)، وبيان معنى الاستدراكات.
واشتملت الدِّراسة على الصِّيغ التي عبَّر بها الهرَّاسيُّ عن استدراكاته الفقهيَّة على أبي حنيفة، فكان منها الصَّريح وغير الصَّريح، وقد اتَّسعت استدراكاته لتشمل مختلف أبواب الفقه، كفقه العبادات، والمعاملات، والأحوال الشَّخصيَّة، والعقوبات والجنايات، والأطعمة والأشربة، والأيمان والنُّذور والكفَّارات، والجهاد والسِّيَر.
وأظهرت الدِّراسة مخالفة الهرَّاسي لأبي حنيفة غالباً، وموافقته له أحياناً قليلة، وقد رجَّح الباحث رأي الهرَّاسيِّ غالباً، ورأي أبي حنيفة أحياناً، وخالفهما أحياناً أخرى، ورائده في ذلك قوةُ الدَّليل. كما أظهرت القواعد والأصول التفسيريَّة التي اتبعها الهرَّاسيُّ في استدراكاته الفقهيَّة على أبي حنيفة، فتجلَّى بذلك منهجه التَّفسيريّ الفقهي، فكان واضح المعالم منضبط القواعد والأصول، إذ لم يخرج عن منهج جماهير المفسرين في ذلك، وقد اعتمد أولاً على القرآن، فكان يفسر القرآن بالقرآن، ثمَّ بالسُّنة، ثمَّ بأقوال السَّلف، مقدماً أقوال الصحابة على التَّابعين، ثمَّ بالرأي والاجتهاد، معتمداً في ذلك على المعارف اللُّغوية، والشَّرعية معاً.
وقد كان لمباحث اللَّغة وأصول الفقه وعلوم القرآن كالمجمل والمفسَّر، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والنَّاسخ والمنسوخ، والإجماع، والقياس، والقراءات، وغيرها، أثرٌ كبيرٌ في تفسيره للآيات، من حيث فهمُ دلالة الألفاظ، واستنباط الأحكام، والتَّرجيح، وقد ظهر من خلال ذلك غزارة علمه، ودِقَّة أسلوبه، وسلامة مصادره المعتمدة في تفسيره.