تداعيات البعد الديموغرافي على آفاق الحل النهائي في فلسطين

Thumbnail Image
Date
2019-08-01
Authors
فضه, نايف عمر
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
An-Najah National University
Abstract
هذه الدراسة سلطت الضوء على تأثير البعد الديموغرافي في فلسطين على الصراع الدائم بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي، حيث يعتقد الباحث أن الديموغرافيا تمثل هاجسا وجوديا لكلا الطرفين، وهو ما يجعل الصراع ينحى منحا وجوديا وليس فقط صراعا على الحيز الجغرافي والمناطقي في فلسطين الانتدابية، ولذلك كانت الديموغرافيا هي صلب الصراع بين الجانبين وهي المحرك الأساسي للفعل الإسرائيلي على الأرض منذ ما قبل الاحتلال عام 1948 وحتى أيامنا هذه، وما قابله من ردود أفعال من الجانب الفلسطيني، حيث سعت الصهيونية وبمساعدة أطراف دولية عديدة على إحكام سيطرتها على فلسطين على مرحلتين، الأولى كانت عام 1948م والثانية كانت في العام1967، وترافق مع هذه السيطرة التي تمثلت بالاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة قومية لليهود عليها، و تهجير السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض الأصليين من مدنهم وقراهم عبر وسائل عسكرية فتاكة وأخرى قانونية واقتصادية وغيرها من الوسائل والأساليب التي حققت للجانب الإسرائيلي أمام قبضتهم على كافة مناحي الحياة فيها، وترافق مع هذا التهجير استقدام ملايين اليهود من دول العالم المختلفة وزرعهم في فلسطين بدلاً من سكانها الأصليين وإقامة مئات المستوطنات لاستيعابهم فيها، ومنحهم حقوقاً وامتيازات هائلة لإغرائهم بالبقاء والاستمرار وبناء الدولة اليهودية التي كان يحلم بها قادة وزعماء الصهيونية عبر عشرات السنوات التي سبقت الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، حيث استطاع الاحتلال الإسرائيلي عبر موجات الهجرة اليهودية المتلاحقة أن يجعل من اليهود أكثرية عددية واضحة، وأصبح الفلسطينيون هم الأقلية داخل الأرض المحتلة، وقد كان للجانب الفلسطيني ردات فعل تسعى لمجابهة الصلف الإسرائيلي وتحاول المحافظة على الوجود الفلسطيني داخل فلسطين التاريخية، رافضة كل محاولات طمس الهوية العربية والإسلامية فيها. وبرغم توقيع اتفاق أوسلو للسلام بين الجانبين عام 1993م والذي نص على الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة الاحتلال الإسرائيلي، والشروع بمفاوضات الحل النهائي للصراع القائم منذ عشرات السنين، حيث كان ينبغي أن تنتهي هذه المفاوضات بعد خمس سنوات من تاريخه، باتفاق يقضي بإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وإيقاف الاستيطان وإزالة ما بني منه على أراضي الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة وحل مشكلة المياه وترسيم الحدود بين الدولتين، إلا أنه وبعد مرور أكثر من 25 عام على توقيع تلك الاتفاقية، وجد الفلسطينيون أنفسهم وقد ازدادت أمورهم سوءا إذ لم تفضي المفاوضات لشيء يذكر وتزايد الاستيطان وتكاثرت أعداد المستوطنين في الضفة الغربية، وأحكم الاحتلال الإسرائيلي قبضته على القدس الشرقية بما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية، وسلب مزيداً من أراضي الضفة الغربية لصالح الاستيطان وجدار الفصل العنصري، ونهبت مياهه وموارده الطبيعية، وازداد تغول الاقتصاد الإسرائيلي على الاقتصاد الفلسطيني وتلاشى الحلم الفلسطيني بإقامة دولته على أراضي الرابع من حزيران لعام 1967م. ورغم كل المعيقات والأساليب والوسائل التي سلكها الاحتلال الإسرائيلي لسلب الأرض ونهب الموارد والتضييق على السكان الفلسطينيين لإرغامهم على ترك أرضهم إلا أن محاولاته فشلت واصطدمت بمقاومة شعب فلسطين وثباته على حقوقه ومقدراته في ارض فلسطين مستفيدا بشكل كبير من سلاح الديموغرافيا الفلسطيني الذي يتميز به شعب فلسطين طبيعيا، إذ تشير كافة الإحصائيات والأبحاث الفلسطينية والإسرائيلية والدولية إلى أن الميزان الديموغرافي يميل شيئا فشيئا لصالح الجانب الفلسطيني، ما يجعله يمثل خلال سنوات قليلة قادمة الأكثرية المتزايدة داخل فلسطين التاريخية وذلك لأسباب موضوعية أهمها زيادة نسبة المواليد لدى العائلة الفلسطينية مقارنة بنظيرتها الإسرائيلية، وكذلك انخفاض أعداد المهاجرين اليهود بنسبة كبيرة جدا إلى فلسطين مقارنة مع بدايات إنشاء دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما دفع دولة الكيان الإسرائيلي إلى تشريع قوانين تخرجها من المأزق الديموغرافي المتنامي على غرار قانون الدولية اليهودية وقانون القومية اليهودي لتفادي التفوق الديموغرافي الفلسطيني المستقبلي، عدا عن تلك الدعوات المتجددة من قادة الاحتلال وأحزابه اليمينية المتطرفة التي تنادي بالترانسفير الجديد للفلسطينيين الى خارج أرضهم، أو ضم الضفة الغربية وإعادة الحكم العسكري لها. من هنا جاءت هذه الدراسة لتؤكد على استحالة حل الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين نظرا للدوافع الديموغرافية ذات النزعة الإقصائية المتجددة والمتجذرة لدولة الاحتلال الإسرائيلي تجاه شعب فلسطين، الذي يرفض الرضوخ لتلك النزعة التصفوية لحقوقه وسلبها شيئا فشيئا، وهو ما جعل شعبا الجانبين يرفضون الحلول السلمية التي جاءت في بنود اتفاقية السلام (أوسلو).
Description
Keywords
تداعيات البعد الديموغرافي على آفاق الحل النهائي في فلسطين
Citation