الملعونون في الخمرة وانطباق ذلك على كُلِّ مخدر

Thumbnail Image
Date
2016-03-31
Authors
سعد خضر, حسن
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
إن الخير كله، والسعادة جمعاء، وطمأنينة القلب، وهدوء النفس، وراحة البدن، كل ذلك إنما يتحصّل باتباع منهج الله تعالى. وإن الشقاوة كلها، والاضطراب، والقلق المستحكم، والشر كله، إنما يكمن في الابتعاد عن منهج الحق، وسلوك سبيل الشيطان، واتباع هوى النفس، والجري وراء المتع الزائفة، وتحقيق الشهوات الجامحة. فهذه وأمثالها نتيجة للإعراض عن سبيل الله، وهو ما أفادت به الآية: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } طه 12 ولتحقيق هذه الغاية فقد منح الله تعالى الإنسان عقلاً به يدرك العلوم ، ويميز بين النافع والضار ، والحسن والقبيح ، وما هو موافق لشرع الله وما هو مخالف ، وكان حفظُ هذا العقل واجباً لا يقبل المهادنة ، وهو مما اختُصّ به الإنسان دون غيره ، وبذا تميّز عن مخلوقات كثيرة هي أشد منه قوة ، وأثقل وزناً ، لكنها لا عقل لها تفكر به ، تحكمها غرائزها ، وتسعي لتحقيقها ، ولا تريد من الدنيا أكثر من حفاظها على حياتها وإشباع شهواتها ، إنها سائرة على فطرتها التي فطرها اللهُ عليها ، ثم يوم القيامة يقول لها الله كوني تراباً . إن من شروط التكليف بالأحكام الشرعية أن يكون لدى المكلف القدرة على فهم دليل التكليف ، ثم أن يكون قادراً على العمل بخطاب التكليف ، وآلة الفهم والإدراك هو العقل ، ومن لا عقل له فلا فهم لديه ، وتكليفه محال ، وعلامة العقل حُسْن التصرف ، وأما علامة القدرة على القيام بأعباء التكليف فهو البلوغ ، وعلامة البلوغ الاحتلام أو المحيض عند النساء ، قال أبو زيد الدبوسي : ( فقام البلوغ شرعاً مقام العقل فتوجه لديه الخطاب ) .
Description
Keywords
Citation