التحديات التي تواجه كليات الشريعة وطلبتها وسبل مواجهتها

Thumbnail Image
Date
2017-09-20
Authors
صعيدي, سرين
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
يُعنى التعليم الشرعي وكليات الشريعة بإعداد الفرد الصالح دون الاكتفاء بالاهتمام بالفرد فحسب بل يتعداه إلى الاهتمام بالمجتمع حيث أنّ الفرد هو اللبنة الأساسية في إصلاح المجتمعات، فكليات العلوم الشرعية هي بمثابة المنارة التي ترسل نورها لتبدد ظلمات الجاهلية التي تحاول طمس كل ما من شأنه أن يحرر الإنسان من عبودية العباد إلى عبودية رب العباد والسعي من أجل رقيه وأخذ مكانته في مركزية الكون ليكون العنصر الفعال الذي يعمر هذه الأرض وفق مشيئة الله. ولا يخفى على أحد أنّ الأمة اليوم تمر بأزمات جليلة وتواجه تحدياً غير نزيه ليتحول إلى هجمة شرسة تحاول جاهدة أن تنال من ثقافة هذه الأمة وحضارتها، ماضيها وحاضرها، وأدركت شياطين الإنس أنّ إصابة الهدف وتحقيق الغاية لا يتم إلا من خلال الوصول إلى مناهج التعليم والعبث بها وفق خطة مدروسة ولا سيما التعليم الشرعي. فالتحديات التي تواجه كليات الشريعة وطلبتها من أجل وأعظم التحديات إذ تحاول هذه التحديات أن تفرغ كليات الشريعة من مهمتها وغايتها وتعمل جاهدة على تحويل طلاب العلوم الشرعية إلى آلات تحفظ المعلومات دون أن تفهم فحواها ، حالهم يناقض أقوالهم فيحفظون النصوص دون أن يعملوا بما جاء بها، فامتدت يد غريبة عن ثقافتنا وحضارتنا لتضع لنا المقررات التي ندرسها وندرّسها، تحذف مواضيع وتقرر أخرى ، تغير وتقدم وتؤخر، ونحن نسلمها زمام الأمر وكأننا في غيبوبة لا ندري حجم المصيبة التي تتربص بنا، لأنّ تلك العقلية المدبرة لكل هذا تدرك أنّ العلم الشرعي هو الذي بدل مجرى التاريخ وأخرج من قلب الصحراء خير أمة قادت مركب الحضارة والرقي بعدما كانت أقواماً متناحرة يأكل القوي فيها الضعيف فأمست الرائدة في كافة المجالات. فلا عجب إذن أن يستهدف التعليم الشرعي لتعود الأمة كما كانت من قبل وجوده أحزاباً وشيعاً متفرقة متناحرة، فوضعت العراقيل بطريقه وحورب رواده ووجهت إليه التهم بعدم ملاءمته لشؤون العصر وعدم مناسبته للحداثة التي تسير الأمة في منظومتها اليوم، فجاء هذا البحث ليسلط الضوء على التحديات التي تواجه كليات الشريعة وطلبتها وسبل ومواجهتها.
Description
Keywords
Citation