كثيرا ما يتحدثون الباحثون عن الخصائص التقنية للمعلومات الرقمية، يشيدون بسرعة وصولها، وقطعها الحواجز الجغرافية، وكثرة وسائطها، وميزتها التفاعلية ، تعددية الوسائط، ولا يتعرضون لموثوقيتها إلا لمما، ولا يشيرون إلى موثوقيتها، ولا إلى ما يتيحه الوسط الرقمي من إمكانات تقنية، تسمح بالتحوير والتزييف، بل والكذب، رغما ما لذلك من خطورة إعلامية ومعرفية، وهذا ما يقتضي تحفظا كبيرا في التعامل معها، والاستناد إليها، لاسيما ما يتعلق بالقضايا الدينية، لما من أثر في رؤيته الكونية والوجودية. ومن هنا فقد تبلورت إشكالية هذه الورقة، لتنظر في دور المعلومات الرقمية في تزيف الوعي الديني، من خلال الإجابة على ثلاثة أسئلة: ما الذي يفرق المعلومات الرقمية عن معلومات الوسائط الأخرى؟ إلى أي حد يمكن أن نثق بالمعلومات الرقمية؟ ما دور المعلومات الرقمية في تزييف الوعي الديني؟ وسأجيب عليها اعتمادا على منهج تحليلي تاريخي.