مؤتمر الفن والتراث الشعبي الفلسطيني الرابع / واقع وتحديات
Permanent URI for this collection
Browse
Browsing مؤتمر الفن والتراث الشعبي الفلسطيني الرابع / واقع وتحديات by Author "د. مها أحمد يحيى"
Results Per Page
Sort Options
- Itemالحلي التقليدية المكملة للأزياء الشعبية الفلسطينية(2012-10-08) د. ميرفت عياش; د. مها أحمد يحيى
لكل أمة تراث تفخر وتعتز به، فهو الجذر الذي يمتد في الماضي البعيد ليؤرخ للأمه أمجادها العظيمة، وتعتبر الحاضر امتدادا للماضي. ويشكل التراث الصفة المميزة لكل أمة عن غيرها.
ووطننا فلسطين الذي هو جزء من عالمنا العربي يمتلك تنوعا ثقافيا مميزا، لكنه يواجه تحديات كبرى ومتنوعه احدها الرئيس هو الاحتلال الذي يحاول جاهدا طمس معالمنا الثقافية وتراثنا المجيد.
وقد ورد ذكر كلمة تراث في القران الكريم مرة واحدة في سورة الفجر آية 16 في قوله تعالى" وتأكلون التراث أكلا لما" صدق الله العظيم. أما مشتقاتها فوردت كثيرة نوعا ما.
والتراث لغة: مأخوذ من الفعل ورث فنقول ورث فلان المال أي صار له المال.
والوارث صفة من صفات الله عز وجل وهو الباقي الدائم الذي يرث الأرض ومن عليها.
أما التراث اصطلاحا: فهو كل ما ورثناه (أخذناه) ممن قبلنا سواء أكان معنويا كالنظم الاجتماعية، العادات، التقاليد... الخ أو حسيا كالأموال والمنقولات والأزياء وغيرها. كقوله تعالى: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا" صدق الله العظيم سورة فاطر اية 32 .
فالتراث هو امتداد السلف للخلف ونقطة انطلاق نحو المستقبل فهو الذاكرة الحية للفرد والمجتمع وبه يتم التعرف على هويته وانتمائه الى شعب من الشعوب.
وشعبنا الفلسطيني غني بتراثه الثقافي، وفلسطين ارض الديانات تخصصت بصناعة الأراضي المقدسة تلبية لحاجات حجاج هذه الأراضي.
ونحن في هذه الدراسة (الورقة البحثية) اردنا التعرف على جانب واحد من جوانب موروثنا الثقافي وهو " الحلي التقليدية المكملة للأزياء الفلسطينية".
تكاد تكون الزينة والحلي، عالم المرأة لكل العصور فالزينة ظاهرة وممارسة قديمة، ارتبطت بحياة المرأة وطبيعتها أينما وجدت في مختلف العصور بسبب طبيعتها وتكونها الذاتي المجبول بحب الجمال، فالزينة هي صدى لتحقيق ذاتها وإشباع لغريزتها، لذا أصبح التزيين والتحلي حقاً من حقوقها وجزء من شخصيتها وسلوكها، وعملية تكميلية لجمالها وأنوثتها التي لا تستطيع الاستغناء عنها، فنجد أنها منذ العصور البدائية وحتى عصرنا الحالي اعتادت تجميل نفسها بأبسط ما توفر لديها، ثم اجتهدت في ابتكار طرق ووسائل تضفي إلى جمالها جمالا، منتقية بحسها وجمالها أجمل القطع وأبدعها تناسقاً لتكون قلادة أو قرطاً أو سواراً الخ... من أدوات ومكملات الزينة والملابس.
ولا يفوتنا أن لا نغفل ما ذكرته المصادر التاريخية إلى أن بعضاً من ضروب الزينة قد بدأت في استعمالاتها الأولى كطلاسم سحرية ترمي إلى استمالة قلوب ومشاعر المقربين من الأهل والزوج أو المحب، أو كطلاسم وتعاويذ سحرية تحمي من يلبسها من الشر والحسد. فهذا الاعتقاد كان سائداً بين النساء لفترة ليست بقصيرة ما زالت آثاره تشكل قناعة عند بعضهن في المناطق البدائية والمتخلفة، إضافة إلى أن الزينة عند المرأة لها دوافع أخرى أهمها مبالغة في إظهار جمالها للمجتمع بشكل عام وللرجل بشكل خاص.
ولم يهمل الدين الإسلامي زينة المرأة بل أعطى هذا الجانب أهمية كبيرة لما له من علاقة بالمرأة والمجتمع والقيم الخلقية وتحتل الحرف والصناعات اليدوية في فلسطين أهمية خاصة بين مختلف القطاعات الإنتاجية نظراً للبعدين التراثي والاقتصادي. ومن أنواع الحرف الفلسطينية التقليدية هي حرفة الحلي التي هي موضوع بحثنا في هذه الورقة.