رسالة الزيّ الشعبي في المأثور القولي
Loading...
Date
2012-10-08
Authors
أ. عمر عبد الرحمن
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
<p>تستعرض هذه الورقة دور الزيّ الشعبي الفلسطيني في صياغة جوانب الحياة الفلسطينية المختلفة، حيث يوظف الزيّ في الأنماط الثقافية للتراث في جانبه القولي، ففي المثل الشعبي الذي يستشهد بمعناه، وخلاصة تجربته شرائح اجتماعية مختلفة بكافة مستوياتها، وفئاتها العمرية يوظف الزي. إضافة لهذا فالزيّ يدخل بلا استئذان اللحن الطربي الفلسطيني، فهو في الأهزوجة الطربية، يعانق اللحن، وهو في العتابا والزفات والآهات يتماثل في الأفق، يقطر حزناً وألماً، نعم يدخل الأغنية واصفاً أو دالاً، أو موحياً بقيمة اجتماعية ما، أو مركزاً لها معمقاً لمعانيها.</p>
<p>والزيّ الشعبي يمثل حلقة مركزية من حلقات (الخريفية الفلسطينية) أو ما يطلق عليه أحياناً الحكاية الشعبية الفلسطينية، فهو الثوب الواقعي حيناً، والذي يضفي الجمال الإيجابي أو السلبي على أحد الشخوص. وأحياناً كثيرة هو الثوب الخرافي الأسطوري الذي ينقل الحدث من سطور الحياة في صفحاتها الواقعية، إلى عوالم من الآفاق الضبابية بكل تحولاتها الأسطورية.</p>
<p>ومهما تعددت الوظائف، وتشكلت الصور وتنوعت، فإن الزيّ الفلسطيني يسلط الضوء على الحياة الاجتماعية، إذ يعتبر دالة مهمة عليها، وذلك بمرجعيته الاقتصادية المتمثلة بقيمته المادية، أو ثراء نوعية قماشه، أو المصدر الذي أنشأه، ومن هنا كان الدور الثقافي للزيّ الشعبي والذي هو جزء لا يتجزأ من التراث الشعبي المادي..</p>
<p>إذ "تعتبر الأزياء التقليدية شكلاً من أشكال الإبداع التشكيلي، حيث تشكلت في إطار العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية السائدة في مجتمعها، والتي صاغت مفرداتها المعارف والمفردات والإمكانات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وما ينطوي تحت ذلك من عادات وتقاليد، حيث تلقي الأزياء التقليدية بأضوائها على الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والفنية، فالأزياء مرآة حقيقية لكل عناصر الفنون الأخرى".1.</p>
<p>إذن، فالأزياء إفراز حضاري، وانعكاس حضاري في الوقت نفسه، وذلك من علاقتها الجدلية بسلوكات الإنسان، وممارساته على الأرض؛ فهي تملي عليه كينونتها من واقع اقتصادي أو ثقافي، وبالتالي تصبح دالة على ذلك الواقع، وربما امتدت لتدلل على وظيفة أو دور يقوم به الشخص، فما أصدق الزيّ الشعبي في تكوين الرسائل، وتوصيلها للمشاهد أو المتلقي، والتأثير فيه.</p>
<p>"فالأزياء الشعبية تنقل لنا معانٍ رمزية مختبئة وراء الزخارف والتطريز لحياة الإنسان وبيئته، فهي مرآة لوجوده الإنساني في مكان ما، ويعد ملبس الأمة مفتاحاً من مفاتيح شخصيتها، ودليلاً على حضارتها، ولعل الملبس هو أهم مفتاح للشخصية، وأسبق دليل عليها، لأن العين تقع عليه، قبل أن تصغي الأذن إلى لغة الأمة، وقبل أن يتفهم العقل ثقافتها ورسالتها"2.</p>
<p>هذا كله علاوة على ما يؤديه اللباس من وظائف بيولوجية أخرى مثل: الوقاية من البرد والحرارة، أو الملاءمة للقيام بالعمل (ملابس العمل)، فملابس الصياد مثلاً تختلف عن ملابس الحصاد، كذلك الحال فإن الاختلاف في الأزياء يتأتى من ارتداء هذه الأزياء في مناسبات مختلفة، فأزياء الحج مثلاً ليست زيّ العيد، وأزياء الأفراح والأعراس قطعاً تختلف عن الأحزان وهكذا... وكل هذه العناصر المتعلقة بنظام الزيّ، سواء أكانت في وظيفته أو دوره أو مناسبته، ترسل الرسائل والمعاني للمتلقي.</p>
<p>تستعرض هذه الورقة دور الزيّ الشعبي الفلسطيني في صياغة جوانب الحياة الفلسطينية المختلفة، حيث يوظف الزيّ في الأنماط الثقافية للتراث في جانبه القولي، ففي المثل الشعبي الذي يستشهد بمعناه، وخلاصة تجربته شرائح اجتماعية مختلفة بكافة مستوياتها، وفئاتها العمرية يوظف الزي. إضافة لهذا فالزيّ يدخل بلا استئذان اللحن الطربي الفلسطيني، فهو في الأهزوجة الطربية، يعانق اللحن، وهو في العتابا والزفات والآهات يتماثل في الأفق، يقطر حزناً وألماً، نعم يدخل الأغنية واصفاً أو دالاً، أو موحياً بقيمة اجتماعية ما، أو مركزاً لها معمقاً لمعانيها.</p> <p>والزيّ الشعبي يمثل حلقة مركزية من حلقات (الخريفية الفلسطينية) أو ما يطلق عليه أحياناً الحكاية الشعبية الفلسطينية، فهو الثوب الواقعي حيناً، والذي يضفي الجمال الإيجابي أو السلبي على أحد الشخوص. وأحياناً كثيرة هو الثوب الخرافي الأسطوري الذي ينقل الحدث من سطور الحياة في صفحاتها الواقعية، إلى عوالم من الآفاق الضبابية بكل تحولاتها الأسطورية.</p> <p>ومهما تعددت الوظائف، وتشكلت الصور وتنوعت، فإن الزيّ الفلسطيني يسلط الضوء على الحياة الاجتماعية، إذ يعتبر دالة مهمة عليها، وذلك بمرجعيته الاقتصادية المتمثلة بقيمته المادية، أو ثراء نوعية قماشه، أو المصدر الذي أنشأه، ومن هنا كان الدور الثقافي للزيّ الشعبي والذي هو جزء لا يتجزأ من التراث الشعبي المادي..</p> <p>إذ "تعتبر الأزياء التقليدية شكلاً من أشكال الإبداع التشكيلي، حيث تشكلت في إطار العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية السائدة في مجتمعها، والتي صاغت مفرداتها المعارف والمفردات والإمكانات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وما ينطوي تحت ذلك من عادات وتقاليد، حيث تلقي الأزياء التقليدية بأضوائها على الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والفنية، فالأزياء مرآة حقيقية لكل عناصر الفنون الأخرى".1.</p> <p>إذن، فالأزياء إفراز حضاري، وانعكاس حضاري في الوقت نفسه، وذلك من علاقتها الجدلية بسلوكات الإنسان، وممارساته على الأرض؛ فهي تملي عليه كينونتها من واقع اقتصادي أو ثقافي، وبالتالي تصبح دالة على ذلك الواقع، وربما امتدت لتدلل على وظيفة أو دور يقوم به الشخص، فما أصدق الزيّ الشعبي في تكوين الرسائل، وتوصيلها للمشاهد أو المتلقي، والتأثير فيه.</p> <p>"فالأزياء الشعبية تنقل لنا معانٍ رمزية مختبئة وراء الزخارف والتطريز لحياة الإنسان وبيئته، فهي مرآة لوجوده الإنساني في مكان ما، ويعد ملبس الأمة مفتاحاً من مفاتيح شخصيتها، ودليلاً على حضارتها، ولعل الملبس هو أهم مفتاح للشخصية، وأسبق دليل عليها، لأن العين تقع عليه، قبل أن تصغي الأذن إلى لغة الأمة، وقبل أن يتفهم العقل ثقافتها ورسالتها"2.</p> <p>هذا كله علاوة على ما يؤديه اللباس من وظائف بيولوجية أخرى مثل: الوقاية من البرد والحرارة، أو الملاءمة للقيام بالعمل (ملابس العمل)، فملابس الصياد مثلاً تختلف عن ملابس الحصاد، كذلك الحال فإن الاختلاف في الأزياء يتأتى من ارتداء هذه الأزياء في مناسبات مختلفة، فأزياء الحج مثلاً ليست زيّ العيد، وأزياء الأفراح والأعراس قطعاً تختلف عن الأحزان وهكذا... وكل هذه العناصر المتعلقة بنظام الزيّ، سواء أكانت في وظيفته أو دوره أو مناسبته، ترسل الرسائل والمعاني للمتلقي.</p>
<p>تستعرض هذه الورقة دور الزيّ الشعبي الفلسطيني في صياغة جوانب الحياة الفلسطينية المختلفة، حيث يوظف الزيّ في الأنماط الثقافية للتراث في جانبه القولي، ففي المثل الشعبي الذي يستشهد بمعناه، وخلاصة تجربته شرائح اجتماعية مختلفة بكافة مستوياتها، وفئاتها العمرية يوظف الزي. إضافة لهذا فالزيّ يدخل بلا استئذان اللحن الطربي الفلسطيني، فهو في الأهزوجة الطربية، يعانق اللحن، وهو في العتابا والزفات والآهات يتماثل في الأفق، يقطر حزناً وألماً، نعم يدخل الأغنية واصفاً أو دالاً، أو موحياً بقيمة اجتماعية ما، أو مركزاً لها معمقاً لمعانيها.</p> <p>والزيّ الشعبي يمثل حلقة مركزية من حلقات (الخريفية الفلسطينية) أو ما يطلق عليه أحياناً الحكاية الشعبية الفلسطينية، فهو الثوب الواقعي حيناً، والذي يضفي الجمال الإيجابي أو السلبي على أحد الشخوص. وأحياناً كثيرة هو الثوب الخرافي الأسطوري الذي ينقل الحدث من سطور الحياة في صفحاتها الواقعية، إلى عوالم من الآفاق الضبابية بكل تحولاتها الأسطورية.</p> <p>ومهما تعددت الوظائف، وتشكلت الصور وتنوعت، فإن الزيّ الفلسطيني يسلط الضوء على الحياة الاجتماعية، إذ يعتبر دالة مهمة عليها، وذلك بمرجعيته الاقتصادية المتمثلة بقيمته المادية، أو ثراء نوعية قماشه، أو المصدر الذي أنشأه، ومن هنا كان الدور الثقافي للزيّ الشعبي والذي هو جزء لا يتجزأ من التراث الشعبي المادي..</p> <p>إذ "تعتبر الأزياء التقليدية شكلاً من أشكال الإبداع التشكيلي، حيث تشكلت في إطار العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية السائدة في مجتمعها، والتي صاغت مفرداتها المعارف والمفردات والإمكانات الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وما ينطوي تحت ذلك من عادات وتقاليد، حيث تلقي الأزياء التقليدية بأضوائها على الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والفنية، فالأزياء مرآة حقيقية لكل عناصر الفنون الأخرى".1.</p> <p>إذن، فالأزياء إفراز حضاري، وانعكاس حضاري في الوقت نفسه، وذلك من علاقتها الجدلية بسلوكات الإنسان، وممارساته على الأرض؛ فهي تملي عليه كينونتها من واقع اقتصادي أو ثقافي، وبالتالي تصبح دالة على ذلك الواقع، وربما امتدت لتدلل على وظيفة أو دور يقوم به الشخص، فما أصدق الزيّ الشعبي في تكوين الرسائل، وتوصيلها للمشاهد أو المتلقي، والتأثير فيه.</p> <p>"فالأزياء الشعبية تنقل لنا معانٍ رمزية مختبئة وراء الزخارف والتطريز لحياة الإنسان وبيئته، فهي مرآة لوجوده الإنساني في مكان ما، ويعد ملبس الأمة مفتاحاً من مفاتيح شخصيتها، ودليلاً على حضارتها، ولعل الملبس هو أهم مفتاح للشخصية، وأسبق دليل عليها، لأن العين تقع عليه، قبل أن تصغي الأذن إلى لغة الأمة، وقبل أن يتفهم العقل ثقافتها ورسالتها"2.</p> <p>هذا كله علاوة على ما يؤديه اللباس من وظائف بيولوجية أخرى مثل: الوقاية من البرد والحرارة، أو الملاءمة للقيام بالعمل (ملابس العمل)، فملابس الصياد مثلاً تختلف عن ملابس الحصاد، كذلك الحال فإن الاختلاف في الأزياء يتأتى من ارتداء هذه الأزياء في مناسبات مختلفة، فأزياء الحج مثلاً ليست زيّ العيد، وأزياء الأفراح والأعراس قطعاً تختلف عن الأحزان وهكذا... وكل هذه العناصر المتعلقة بنظام الزيّ، سواء أكانت في وظيفته أو دوره أو مناسبته، ترسل الرسائل والمعاني للمتلقي.</p>