معوقات حفظ القرآن الكريم وتحفيظه وكيفية التغلب عليها
Loading...
Date
2019-03-31
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
القرآن الكريم كتاب هداية وإرشاد، تكفل الله تعالى بحفظه من التغيير والتحريف، وصونه عن التبديل والتصحيف، فقال: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر:9]، فمن حفظ حروفه، وأدى حق حدوده دخل وبلا شك في سياق هذا الوعد، وشملته بشرى الحفظ الموعود، كما أخبر الحق جل وعلا أنَّ في ها الكتاب العزيز ذكر من تجنَّد لخدمته، العمل بمحكم آياته، فقال تبارك وتعالى: { لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [الأنبياء:10]، فبقي القرآن الكريم الحارس الأمين الذي حفظ على هذه الأمة كيانها ومقومات وجودها وذاتيتها وحمى لغتها من الضياع رغم ما مرت به الأمة خلال تاريخها الطويل من أيام قاسية ونكبات سود أهلكت الحرث والنسل.
من أجل ذلك اهتمت الأمة الإسلامية على مختلف العصور وحِقَبِ التاريخ بهذا الكتاب المبارك تلاوة وحفظًا وفهما وتدبرًا وتفسيرًا، وتفرَّغ للعناية به جهابذة العلم، وفطاحلة اللغة فأوقفوا أعمارهم على خدمته، والغوص في أعماق آياته وسوره، والبحث في مجمله ومفصله، فألفوا وصنفوا، ولم تنقضي عجائبه، ولا شبعت النفوس من لطائفه ولا ارتوت القلوب من عبره وعظاته، بل كلما تكشفت منه الأسرار تاقت الأرواح للمزيد.