التراث العمراني بالمدن القديمة العربية، تقنيات وتخطيط وهوية

dc.contributor.authorد. فوزي بودقة
dc.date.accessioned2017-05-03T09:36:01Z
dc.date.available2017-05-03T09:36:01Z
dc.date.issued2010-07-12
dc.description.abstract<p>لعل أحد أوجه النمو المتسارع والامتداد العمراني للكتل الحضرية بالمدن العربية وبخاصة المدن العواصم والمدن الكبرى، بالنظر إلى قوة استقطابها للإنسان وللأموال، أن إدارات المدن لم تتمكن من أحداث تسيير عمراني يضمن السير الوظيفي الفعال للمدن، التي باتت تشكو بمرور الوقت، من أزمة السكن ونقص الخدمات والتجهيزات الحضرية، أمام الطلب المرتفع يوماً بعد يوم. وأضحى توجيه الجهد والسعي نحو إيجاد الحلول للمشكلات، والاستجابة للطلب من طرف إدارات المدن والمجموعات المحلية، يفوق أي اهتمام لاسيما الاهتمام بقضايا حماية التراث العمراني وصيانته، وفي كثير من الأحيان تجاهل مخططات التطوير العمراني (urban planning) أثناء إعدادها لمشا ريع صيانة المدن القديمة وحماية تراثها العمراني، المتمثل في المعالم والآثار، التي تعكس الحضارات المتعاقبة في مدن العال العربي والإسلامي.</p> <p>قد تجد من المستثمرين من لديه استعداد لإزالة المساكن القديمة، وربما الأماكن الأثرية من أجل إقامة أبراج سكنية أو مراكز تجارية حديثة، ولكن باستعمال أنماط من العمارة تتناقض مع البيئة والوسط والحقبة التاريخية، ولقد حدثت مثل هذه التجاوزات في بعض المدن القديمة العربية، وسبق أن حدثت في قلب مدينة باريس كالحي اللاتيني، ولكن هذه الأعمال قوبلت بالاستنكار من لدن جمعيات الحفاظ على الأماكن التاريخية والتراث العمراني، التي طالبت بإيقاف التجديد الذي يؤدي إلى تشويه أو تغيير الهوية الثقافية، والتراث والطابع المعماري للنسيج العمراني القديم.</p> <p>وما بات مؤكداً -وفقاً لعديد التجارب العالمية- أنه من غير الممكن الحفاظ التراث العمراني، خارج سياق تهيئة البيئة والمحيط والتخطيط الحضري، كما لا يمكن فصل حماية المباني وصيانة الأماكن الأثرية، ومعالم المدينة ومراكزها القديمة والأنوية التاريخية، عن خطة تطوير المدينة، في إطار التنمية العمرانية المستدامة (urban sustainability development) والتنمية السياحية والاقتصادية والاجتماعية بالمدن القديمة العربية، التي تزخر بعمق حضاري كامتداد للحضارات العالمية القديمة.<br /> علاوة على الأبعاد التنموية للتراث العمراني، هناك البعد الثقافي والهوية الوطنية، وهنا يجب التمييز بين صيانة التراث في المدن القديمة بالبلدان العربية وبين ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أعمال حفريات باسم الصيانة وحماية التراث، للسيطرة على مدينة القدس القديمة بهدف تهويدها، ومحاولاتها الرامية أيضاً لتهويد الحرم الإبراهيمي والمواقع التاريخية والدينية والآثار الفلسطينية، لطمس الثقافة والهوية الوطنية للأرض ولأماكن التراث العمراني وإيهام الرأي العام بأنها تقوم بأعمال الصيانه والترميم التي تستهدف حماية التراث العمراني كمسعى عصراني وحضاري.<br /> من أجل حماية التراث العمراني والمحافظة عليه، لا بد من اعتباره جزءاً أساسياً من التخطيط الحضري، ضمن منظومة التنمية العمرانية المستدامة، فلا يمكن تصور التنمية الشاملة للمدينة، دون الاهتمام الفعلي بالتراث واتخاذ الإجراءات الضرورية: القرار، الجانب الإداري والتسيير، الخبرة الفنية والتحكم في التقنية الحديثة لصون عناصر التراث، توعية المجتمع والمجموعات المحلية بأهمية هذا المسعى، التمويل والخطة وأخيراً اعتماد مبدأ الشراكة مع القطاع الخاص وجمعيات الحفاظ على التراث العمراني وإشراك السكان القاطنين بالمدن القديمة أنفسهم.</p>en
dc.description.abstract<p>لعل أحد أوجه النمو المتسارع والامتداد العمراني للكتل الحضرية بالمدن العربية وبخاصة المدن العواصم والمدن الكبرى، بالنظر إلى قوة استقطابها للإنسان وللأموال، أن إدارات المدن لم تتمكن من أحداث تسيير عمراني يضمن السير الوظيفي الفعال للمدن، التي باتت تشكو بمرور الوقت، من أزمة السكن ونقص الخدمات والتجهيزات الحضرية، أمام الطلب المرتفع يوماً بعد يوم. وأضحى توجيه الجهد والسعي نحو إيجاد الحلول للمشكلات، والاستجابة للطلب من طرف إدارات المدن والمجموعات المحلية، يفوق أي اهتمام لاسيما الاهتمام بقضايا حماية التراث العمراني وصيانته، وفي كثير من الأحيان تجاهل مخططات التطوير العمراني (urban planning) أثناء إعدادها لمشا ريع صيانة المدن القديمة وحماية تراثها العمراني، المتمثل في المعالم والآثار، التي تعكس الحضارات المتعاقبة في مدن العال العربي والإسلامي.</p> <p>قد تجد من المستثمرين من لديه استعداد لإزالة المساكن القديمة، وربما الأماكن الأثرية من أجل إقامة أبراج سكنية أو مراكز تجارية حديثة، ولكن باستعمال أنماط من العمارة تتناقض مع البيئة والوسط والحقبة التاريخية، ولقد حدثت مثل هذه التجاوزات في بعض المدن القديمة العربية، وسبق أن حدثت في قلب مدينة باريس كالحي اللاتيني، ولكن هذه الأعمال قوبلت بالاستنكار من لدن جمعيات الحفاظ على الأماكن التاريخية والتراث العمراني، التي طالبت بإيقاف التجديد الذي يؤدي إلى تشويه أو تغيير الهوية الثقافية، والتراث والطابع المعماري للنسيج العمراني القديم.</p> <p>وما بات مؤكداً -وفقاً لعديد التجارب العالمية- أنه من غير الممكن الحفاظ التراث العمراني، خارج سياق تهيئة البيئة والمحيط والتخطيط الحضري، كما لا يمكن فصل حماية المباني وصيانة الأماكن الأثرية، ومعالم المدينة ومراكزها القديمة والأنوية التاريخية، عن خطة تطوير المدينة، في إطار التنمية العمرانية المستدامة (urban sustainability development) والتنمية السياحية والاقتصادية والاجتماعية بالمدن القديمة العربية، التي تزخر بعمق حضاري كامتداد للحضارات العالمية القديمة.<br /> علاوة على الأبعاد التنموية للتراث العمراني، هناك البعد الثقافي والهوية الوطنية، وهنا يجب التمييز بين صيانة التراث في المدن القديمة بالبلدان العربية وبين ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من أعمال حفريات باسم الصيانة وحماية التراث، للسيطرة على مدينة القدس القديمة بهدف تهويدها، ومحاولاتها الرامية أيضاً لتهويد الحرم الإبراهيمي والمواقع التاريخية والدينية والآثار الفلسطينية، لطمس الثقافة والهوية الوطنية للأرض ولأماكن التراث العمراني وإيهام الرأي العام بأنها تقوم بأعمال الصيانه والترميم التي تستهدف حماية التراث العمراني كمسعى عصراني وحضاري.<br /> من أجل حماية التراث العمراني والمحافظة عليه، لا بد من اعتباره جزءاً أساسياً من التخطيط الحضري، ضمن منظومة التنمية العمرانية المستدامة، فلا يمكن تصور التنمية الشاملة للمدينة، دون الاهتمام الفعلي بالتراث واتخاذ الإجراءات الضرورية: القرار، الجانب الإداري والتسيير، الخبرة الفنية والتحكم في التقنية الحديثة لصون عناصر التراث، توعية المجتمع والمجموعات المحلية بأهمية هذا المسعى، التمويل والخطة وأخيراً اعتماد مبدأ الشراكة مع القطاع الخاص وجمعيات الحفاظ على التراث العمراني وإشراك السكان القاطنين بالمدن القديمة أنفسهم.</p>ar
dc.identifier.urihttps://hdl.handle.net/20.500.11888/9311
dc.titleالتراث العمراني بالمدن القديمة العربية، تقنيات وتخطيط وهويةen
dc.titleالتراث العمراني بالمدن القديمة العربية، تقنيات وتخطيط وهويةar
dc.typeOther
Files
Original bundle
Now showing 1 - 1 of 1
Loading...
Thumbnail Image
Name:
ltrth-lmrny-blmdn-lqdym-lrby-tqnyt-wtkhtyt-whwy.pdf
Size:
128.18 KB
Format:
Adobe Portable Document Format
Description: