أثر القرآن الكريم على حافظه وتاليه

Loading...
Thumbnail Image
Date
2019-03-31
Authors
سميح الخالدي, د. محسن
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
الحمد لله الذي أنزل الكتاب تبيانا لكل شيء، ففتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا، وأخرج الناس من الظلمات إلى النور إلى صراط العزيز الحميد، والصلاة والسلام على نبي الهدى وإمام التوحيد، وبعد. فهذا بحث يتحدّث عن: (أثر القرآن الكريم على حافظه وتاليه)، فآثاره القرآن الكريم على الحافظ والتالي عديدة، وثماره مديدة، منها ما يمكن لنا إدراكه، ومنها ما لم نستطع له دركا، ومن الآثار ما هو مشاهد محسوس، ومنها ما هو مأمول منظور. وقد استعنت ببحثين سبق لي كتابتهما في هذا المجال، وهما: تأثير القرآن الكريم في نفوس سامعيه. وبحث: موانع تأثير القرآن الكريم في النفوس وعلاجها فلقد بهر القرآن الكريم عند نزوله قلوب سامعيه ممن فقهوا لغته، فملك عليهم نفوسهم، وأذعنوا لبلاغته وفصاحته، وعلموا أن لا طائل من معارضته، وتلذذوا بالاستماع إليه، وقد سجلت لنا آيات القرآن الكريم، وكتب السِّير ما أحدثه القرآن من أَثر في نفوس سامعيه، قال تعالى: "قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً" [الإسراء: 107-108]. وكم من معاند انقلب حاله عند سماعه للقرآن، فأصبح مؤمنا، وتحدثنا كتب السير أيضًا عن صحابة لم يتمالكوا أنفسهم من شدة البكاء والعويل عند القراءة والترتيل، فإذا كان هذا الأثر على السامع، فكيف بالحافظ والتالي؟. ولعل أول من نبه إلى تأثير القرآن الكريم كوجه من وجوه الإعجاز هو الخطابي في رسالته: بيان إعجاز القرآنحيث قال: "قلت في إعجاز القرآن وجهًا آخر ذهب عنه الناس، فلا يكاد يعرفه إلا الشاذ من آحادهم، وذلك صنيعه بالقلوب وتأثيره في النفوس، فإنك لا تسمع كلامًا غير القرآن، منظومًا ولا منثورًا إذا قرع السمع خلص له إلى القلب من اللذة والحلاوة في حال، ومن الروعة والمهابة في أخرى ما يخلص منه إليه، تستبشر به النفوس، وتنشرح له الصدور، حتى إذا أخذت حظها منه عادت مرتاعة قد عراها الوجيب والقلق، وتغشاها الخوف والفرق، تقشعر منه الجلود، وتنـزعج له القلوب، يحول بين النفس وبين مضمراتها وعقائدها الراسخة فيها، فكم من عدو للرسول صلى الله عليه وسلم من رجال العرب وفُتاكها أقبلوا يريدون اغتياله وقتله، فسمعوا آيات من القرآن، فلم يلبثوا حين وقعت في مسامعهم أن يتحولوا عن رأيهم الأول، وأن يركنوا إلى مسالمته، ويدخلوا في دينه، وصارت عداوتهم موالاة، وكفرهم إيمانًا" .
Description
Keywords
Citation