مدينة نابلس إلى أين!

Loading...
Thumbnail Image
Date
2012-10-02
Authors
د. خالد قمحية
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
<p>مدينة نابلس تتفرد عن سواها من المدن بتاريخها المتميز بالاستمرارية وفي تجدد بنيتها وطابعها عبر التاريخ، وتعود الاستمرارية هذه إلى مكانتها الاقتصادية والسياسية والمعمارية والاجتماعية والدينية إذ كانت ولا تزال من أهم المدن الاقتصادية في فلسطين وصفها المؤرخون بأنها "مدينة يحتاج إليها ولا تحتاج لغيرها". وقد ضمنت لها التبادلية والتواصل بينها وبين المدن والقرى المحيطة قوة وتأثيراً مميزين. سميت بـ (دمشق الصغرى)، لكثرة المياه الجارية والأشجار الخضراء والخيرات فيها، موقعها الاستراتيجي على مفترق طرق جعلها بؤرة تجارية وإدارية منذ نشأتها وحتى اليوم. كان زلزال 1927م. أول نقطة تحول حيث اندفع الأهالي للبناء خارج البلدة القديمة والسكن على سفوح الجبال، أضف الى ذلك ما تبعه من تحولات جذرية على الحياة الاجتماعية والنظم الاقتصادية والتقنيات العلمية وتعاظم دور الآلة خصوصا السيارة في حياة السكان، ما أثر سلبياً على البلدة القديمة وانعكس ذلك على البنية العمرانية والتحتية لهذه المناطق التاريخية. وأصبحت مدن الأمس القريب أحياءً منبوذةً، يفر منها الأغنياء ومالكوها الاصليون إلى الأحياء الجديدة، وأضحى سكانها من ذوي الدخل المحدود أن لم يكن المتدني، من أولئك الذين هربوا من الأوضاع المزرية في القرى المجاورة ومخيمات اللاجئين، قدموا باحثين عن العمل. فأصبحت هذه المراكز التاريخية بما فيها من إرث ثقافي بحال يرثى لها تفتقر إلى الكثير من الخدمات العامة والبنية التحتية الأساسية وتشكوانعدام الاهتمام والصيانة.وكان اجتياح الجيش الإسرائيلي للمدينة في ليلة 3 نيسان 2002 وقصفه الأحياء السكنية القديمة في مركزها التاريخي، وما تبعه من حصار خانق استمر سبع سنوات بمثابة ثاني نقطة تحول في حياة المدينة بشقيها التاريخي والجديد ما أدى إلى تقويض مركزية مدينة نابلس بين المدن والقرى المحيطة. كل ذلك ادى الى اضمحلال دورها في المنطقة وتوزيع هذا الدور على التجمعات المحيطة لسد العجز الحاصل في كافة القطاعات التجارية والصناعية والادارية. وتحولت نابلس من العاصمة الاقتصادية الى عاصمة للفقر والبطالة.تبحث هذه الورقة في الخطوات الواجب اتخاذها لتعزيز الوضع العام في المدينة على كافة المستويات والقطاعات وسبل النهوض بها وبالأخص الوضع التخطيطي والبنية التحتيه وسبل تعزيز صمود أهل المدينة وتوفير فرص عمل ومستوى معيشة منافس لتعود العاصمة الاقتصادية للمنطقة.</p>
<p>مدينة نابلس تتفرد عن سواها من المدن بتاريخها المتميز بالاستمرارية وفي تجدد بنيتها وطابعها عبر التاريخ، وتعود الاستمرارية هذه إلى مكانتها الاقتصادية والسياسية والمعمارية والاجتماعية والدينية إذ كانت ولا تزال من أهم المدن الاقتصادية في فلسطين وصفها المؤرخون بأنها “مدينة يحتاج إليها ولا تحتاج لغيرها”. وقد ضمنت لها التبادلية والتواصل بينها وبين المدن والقرى المحيطة قوة وتأثيراً مميزين. سميت ب -دمشق الصغرى-، لكثرة المياه الجارية والأشجار الخضراء والخيرات فيها، موقعها الاستراتيجي على مفترق طرق جعلها بؤرة تجارية وإدارية منذ نشأتها وحتى اليوم<br /> كان زلزال 1927 م أول نقطة تحول حيث اندفع الأهالي للبناء خارج البلدة القديمة والسكن على سفوح الجبال، أضف إلى ذلك ما تبعه من تحولات جذرية على الحياة الاجتماعية والنظم الاقتصادية والتقنيات العلمية وتعاظم دور الآلة خصوصا السيارة في حياة السكان، ما أثر سلبياً على البلدة القديمة وانعكس ذلك على البنية العمرانية والتحتية لهذه المناطق التاريخية و أصبحت مدن الأمس القريب أحياءً منبوذةً، يفر منها الأغنياء ومالكيها الاصليين إلى الأحياء الجديدة، وأضحى سكانها من ذوي الدخل المحدود أن لم يكن المتدني، من أولئك الذين هربوا من الأوضاع المزرية في القرى المجاورة ومخيمات اللاجئين، قدموا باحثين عن العمل. فأصبحت هذه المراكز التاريخية بما فيها من إرث ثقافي بحال يرثى لها تفتقر إلى الكثير من الخدمات العامة والبنية التحتية الأساسية وتشكو انعدام الاهتمام والصيانة<br /> وكان اجتياح الجيش الإسرائيلي للمدينة في ليلة 3 نيسان 2002 وقصفه الأحياء السكنية القديمة في مركزها التاريخي، وما تبعه من حصار خانق استمر سبع سنوات بمثابة ثاني نقطة تحول في حياة المدينة بشقيها التاريخي والجديد ما أدى إلى تقويض مركزية مدينة نابلس بين المدن والقرى المحيطة. كل ذلك ادى إلى اضمحلال دورها في المنطقة وتوزيع هذا الدور على التجمعات المحيطة لسد العجز الحاصل في كافة القطاعات التجارية والصناعية والادارية. وتحولت نابلس من العاصمة الاقتصادية إلى عاصمة للفقر والبطالة<br /> تبحث هذه الورقة في الخطوات الواجب اتخاذها لتعزيز الوضع العام في المدينة على كافة المستويات والقطاعات وسبل النهوض بها وبالأخص الوضع التخطيطي والبنية التحتية وسبل تعزيز صمود أهل المدينة وتوفير فرص عمل ومستوى معيشة منافس لتعود العاصمة الاقتصادية للمنطقة.</p>
Description
Keywords
Citation