الحياة الَّثقافيّة في نابلس في فترة الانتداب البريطاني
Loading...
Date
2012-10-02
Authors
د. عبدالخالق عيسى
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
<p> إنَّ الحديث عن مدينة نابلس بما له من خصوصيّة ، لا يختلف كثيرا عن الحديث عن أيَّة مدينة فلسطينيّة أخرى في خطوطه العامّة ، ومحاوره الأساسيّة ؛ فالظروف التي عاشتها المدينة تحت الانتداب البريطاني هي ذاتها الظروف التي عاشتها المدن الأخرى. المؤثِّرات الثقافيَّة تكاد تكون واحدة ، فالصحف ، والمجلات ، والدوريات الثقافيّة ، والكتب العلميّة كانت تفد من مصر وسوريا ولبنان ، وتصل إلى أيدي القرّاء في نابلس، والقدس، وحيفا، ويافا، وغزّة ،وغيرها ، ومن بينها : الأهرام ، والبلاغ ، والجهاد ، والمصري ، وقد تكون بين أيدي القرّاء في اليوم ذاته الذي تُطبع فيه ، وكذلك مجلات : الهلال والمقتطف الأسبوعيّة ، ولعلّ أهم مجلّة في ذلك الوقت كانت مجلة الرسالة التي أصدرها أحمد حسن الزيات عام 1933م ، فقد تابع قرّاء فلسطين ما كان ينشر فيها من مقالات في العلم، والأدب، والسياسة ،والتاريخ ، وأسهم أعلام نابلس في نشر المقالات،والأبحاث، والنصوص الشعرية ، ومنهم قدري طوقان ، وعادل زعيتر ، وخيري حماد ، إلى جانب إسعاف النشاشيبي ، وأحمد سامح الخالدي ، وكامل السوافيري ، وعلي سرطاوي ، ونجاتي صدقي ، وحمدي الحسيني ، وحلمي الإدريسي ، ومحمد البسطامي.</p>
<p>ومن الشعراء إبراهيم طوقان ، وفدوى طوقان ، إلى جانب عبدالكريم الكرمي ، وعبدالرحيم محمود ، ومحمد العدناني، وغيرهم. وكان قرّاء نابلس وغيرها من المدن الفلسطينيّة يستقبلون مؤلّفات العقّاد ،والمازني، وطه حسين، وأحمد أمين، ومصطفى صادق الرافعي، وعبدالوهاب عزام، وزكي مبارك ، ويستقبلون دواوين أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، والعقّاد ،ومطران برغبة واهتمام شديدين. فضلا عن ذلك فقد استقبلت الجمعيّات الثّقافية والمحافل الأدبيّة في فلسطين عبدالوهاب عزام ، وزكي مبارك ، ومحمد مهدي الجواهري ، وبشارة الخوري ، وخليل مطران ، وخليل مردم ، وأمين الريحاني ، والمازني ، ومعروف الرصافي ، وجورجي زيدان ، وفؤاد صرّوف ، وقسطنطين زريق ، وأقاموا لهم حفلات تكريم ، وأبّنوا أحمد شوقي سنة1932 ، والكاظمي سنة 1937. ( انظر كامل السوافيري : أعلام الشعر والأدب في الأرض المحتلّة ، ص 70، 71). ويشار إلى أنّ معظمهم كان معجبا بشعراء العصر العباسي ؛ ولهذا اتّخذ كثير منهم أسماء أدبيّة من هذا العصر ؛ فإبراهيم طوقان اتّخذ اسم العباس بن الأحنف ، ووجيه البارودي اتّخذ ديك الجن ، وحافظ جميل اسم أبي نواس ، وعمر فروخ اسم صريع الغواني (مسلم بن الوليد) . ويبدو أنّ التشابه في النّظام الاجتماعي في بيروت دفع إلى شيء مثله في الحياة الأدبيّة ( ياغي ، ص279 ). وأنشأت حكومة الانتداب إذاعة فلسطين ، وجعلت مقرّها مدينة القدس ، وقد بدأت إرسالها سنة 1936 ، واختير الشاعر إبراهيم طوقان مديرا للقسم العربي فيها ؛ يختار البرامج ، ويراجع النصوص ، ويشرف على المواد المقدّمة فيها ؛ ومن هذه الإذاعة قدّم عدد من أبناء فلسطين كلماتهم في الأدب والنقد ، والتاريخ ، وأذيعت كلمات للعقاد ، والمازني ، ومحمد كرد علي ، وغيرهم ، وأذيعت قصائد كثيرة لشعراء عرب من أقطار عربيّة عديدة. </p>
<p> </p>
<p>إنَّ الحديث عن مدينة نابلس بما له من خصوصيّة، لا يختلف كثيرا عن الحديث عن أيَّة مدينة فلسطينيّة أخرى في خطوطه العامّة، ومحاوره الأساسيّة ؛ فالظروف التي عاشتها المدينة تحت الانتداب البريطاني هي ذاتها الظروف التي عاشتها المدن الأخرى. والمؤثِّرات الثقافيَّة تكاد تكون واحدة، فالصحف، والمجلات، والدوريات الثقافيّة، والكتب العلميّة كانت تفد من مصر وسوريا ولبنان، وتصل إلى أيدي القرّاء في نابلس، والقدس، وحيفا، ويافا، وغزّة، وغيرها، ومن بينها : الأهرام، والبلاغ، والجهاد، والمصري، وقد تكون بين أيدي القرّاء في اليوم ذاته الذي تُطبع فيه، وكذلك مجلات : الهلال والمقتطف الأسبوعيّة، ولعلّ أهم مجلّة في ذلك الوقت كانت مجلة الرسالة التي أصدرها أحمد حسن الزيات عام 1933 م، فقد تابع قرّاء فلسطين ما كان ينشر فيها من مقالات في العلم، والأدب، والسياسة، والتاريخ، وأسهم أعلام نابلس في نشر المقالات، والأبحاث، والنصوص الشعرية، ومنهم قدري طوقان، وعادل زعيتر، وخيري حماد، إلى جانب إسعاف النشاشيبي، وأحمد سامح الخالدي، وكامل السوافيري، وعلي سرطاوي، ونجاتي صدقي، وحمدي الحسيني، وحلمي الإدريسي، ومحمد ال بسطامي. ومن الشعراء إبراهيم طوقان، وفدوى طوقان، إلى جانب عبدالكريم الكرمي، وعبدالرحيم محمود، ومحمد العدناني، وغيرهم. وكان قرّاء نابلس وغيرها من المدن الفلسطينيّة يستقبلون مؤلّفات العقّاد، والمازني، وطه حسين، وأحمد أمين، ومصطفى صادق الرافعي، وعبدالوهاب عزام، وزكي مبارك، ويستقبلون دواوين أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، والعقّاد، ومطران برغبة واهتمام شديدين. فضلا عن ذلك فقد استقبلت الجمعيّات الثّقافية والمحافل الأدبيّة في فلسطين عبدالوهاب عزام، وزكي مبارك، ومحمد مهدي الجواهري، وبشارة الخوري، وخليل مطران، وخليل مردم، وأمين الريحاني، والمازني، ومعروف الرصافي، وجورجي زيدان، وفؤاد صرّوف، وقسطنطين زريق، وأقاموا لهم حفلات تكريم، وأبّنوا أحمد شوقي سنة 1932 ، والكاظمي سنة 1937 . انظر كامل السوافيري : أعلام الشعر والأدب في الأرض المحتلّة، ص 70 ، 71. ويشار إلى أنّ معظمهم كان معجبا بشعراء العصر العباسي ؛ ولهذا اتّخذ كثير منهم أسماء أدبيّة من هذا العصر ؛ فإبراهيم طوقان اتّخذ اسم العباس بن الأحنف، ووجيه البارودي اتّخذ ديك الجن، وحافظ جميل اسم أبي نواس، وعمر فروخ اسم صريع الغواني -مسلم بن الوليد- . ويبدو أن التشابه في النظّام الاجتماعي في بيروت دفع إلى شيء مثله في الحياة ا لأدبيةّ- ياغي، ص 279 .<br /> وأنشأت حكومة الانتداب إذاعة فلسطين، وجعلت مقرّها مدينة القدس، وقد بدأت إرسالها سنة 1936 ، واختير الشاعر إبراهيم طوقان مديرا للقسم العربي فيها ؛ يختار البرامج، ويراجع النصوص، ويشرف على المواد المقدّمة فيها ؛ ومن هذه الإذاعة قدّم عدد من أبناء فلسطين كلماتهم في الأدب والنقد، والتاريخ، وأذيعت كلمات للعقاد، والمازني، ومحمد كرد علي، وغيرهم، وأذيعت قصائد كثيرة لشعراء عرب من أقطار عربيّة عديدة.</p>
<p>إنَّ الحديث عن مدينة نابلس بما له من خصوصيّة، لا يختلف كثيرا عن الحديث عن أيَّة مدينة فلسطينيّة أخرى في خطوطه العامّة، ومحاوره الأساسيّة ؛ فالظروف التي عاشتها المدينة تحت الانتداب البريطاني هي ذاتها الظروف التي عاشتها المدن الأخرى. والمؤثِّرات الثقافيَّة تكاد تكون واحدة، فالصحف، والمجلات، والدوريات الثقافيّة، والكتب العلميّة كانت تفد من مصر وسوريا ولبنان، وتصل إلى أيدي القرّاء في نابلس، والقدس، وحيفا، ويافا، وغزّة، وغيرها، ومن بينها : الأهرام، والبلاغ، والجهاد، والمصري، وقد تكون بين أيدي القرّاء في اليوم ذاته الذي تُطبع فيه، وكذلك مجلات : الهلال والمقتطف الأسبوعيّة، ولعلّ أهم مجلّة في ذلك الوقت كانت مجلة الرسالة التي أصدرها أحمد حسن الزيات عام 1933 م، فقد تابع قرّاء فلسطين ما كان ينشر فيها من مقالات في العلم، والأدب، والسياسة، والتاريخ، وأسهم أعلام نابلس في نشر المقالات، والأبحاث، والنصوص الشعرية، ومنهم قدري طوقان، وعادل زعيتر، وخيري حماد، إلى جانب إسعاف النشاشيبي، وأحمد سامح الخالدي، وكامل السوافيري، وعلي سرطاوي، ونجاتي صدقي، وحمدي الحسيني، وحلمي الإدريسي، ومحمد ال بسطامي. ومن الشعراء إبراهيم طوقان، وفدوى طوقان، إلى جانب عبدالكريم الكرمي، وعبدالرحيم محمود، ومحمد العدناني، وغيرهم. وكان قرّاء نابلس وغيرها من المدن الفلسطينيّة يستقبلون مؤلّفات العقّاد، والمازني، وطه حسين، وأحمد أمين، ومصطفى صادق الرافعي، وعبدالوهاب عزام، وزكي مبارك، ويستقبلون دواوين أحمد شوقي، وحافظ إبراهيم، والعقّاد، ومطران برغبة واهتمام شديدين. فضلا عن ذلك فقد استقبلت الجمعيّات الثّقافية والمحافل الأدبيّة في فلسطين عبدالوهاب عزام، وزكي مبارك، ومحمد مهدي الجواهري، وبشارة الخوري، وخليل مطران، وخليل مردم، وأمين الريحاني، والمازني، ومعروف الرصافي، وجورجي زيدان، وفؤاد صرّوف، وقسطنطين زريق، وأقاموا لهم حفلات تكريم، وأبّنوا أحمد شوقي سنة 1932 ، والكاظمي سنة 1937 . انظر كامل السوافيري : أعلام الشعر والأدب في الأرض المحتلّة، ص 70 ، 71. ويشار إلى أنّ معظمهم كان معجبا بشعراء العصر العباسي ؛ ولهذا اتّخذ كثير منهم أسماء أدبيّة من هذا العصر ؛ فإبراهيم طوقان اتّخذ اسم العباس بن الأحنف، ووجيه البارودي اتّخذ ديك الجن، وحافظ جميل اسم أبي نواس، وعمر فروخ اسم صريع الغواني -مسلم بن الوليد- . ويبدو أن التشابه في النظّام الاجتماعي في بيروت دفع إلى شيء مثله في الحياة ا لأدبيةّ- ياغي، ص 279 .<br /> وأنشأت حكومة الانتداب إذاعة فلسطين، وجعلت مقرّها مدينة القدس، وقد بدأت إرسالها سنة 1936 ، واختير الشاعر إبراهيم طوقان مديرا للقسم العربي فيها ؛ يختار البرامج، ويراجع النصوص، ويشرف على المواد المقدّمة فيها ؛ ومن هذه الإذاعة قدّم عدد من أبناء فلسطين كلماتهم في الأدب والنقد، والتاريخ، وأذيعت كلمات للعقاد، والمازني، ومحمد كرد علي، وغيرهم، وأذيعت قصائد كثيرة لشعراء عرب من أقطار عربيّة عديدة.</p>