وسائل التواصل الاجتماعي تنهي عصورا من الاحتكار الإعلامي

dc.contributor.authorأبوضهير, فريد
dc.date.accessioned2017-10-18T10:42:55Z
dc.date.available2017-10-18T10:42:55Z
dc.date.issued2014-04-24
dc.description.abstractيقول العلماء أن الاتصال يهدف إلى التأثير. وهذا الأمر ينطبق على الأفراد والجماعات والمؤسسات. والتأثير هو الركيزة الأساسية لعملية الاتصال، حيث أن العملية بحد ذاتها تتخذ أشكالا مختلفة، وفي كل الأحوال فإن التأثير هو جوهر المسألة. لقد ابتكر الإنسان وسائل شتى للتحكم بأخيه الإنسان، ومن ذلك السيطرة السياسية والنفوذ الاجتماعي، وقام بتشكيل البناء الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وتم استغلال هذه الهياكل من أجل التحكم. وفي نهاية المطاف، ظهر قادة وحكام قاموا بتوظيف كافة الإمكانيات للتحكم بالمجتمع. لقد ساد النظام السلطوي لآلاف السنين في معظم مناطق العالم. واستخدم الإنسان وسائل وأساليب مختلفة للتحكم، منها العسكر، ومنها الاقتصاد (كما أشرنا آنفا)، ومنها الاتصال. وقد مثلت وسائل الاتصال البدائية، مثل: المنادي، والشعراء، وغير ذلك من الوسائل، أدوات مهمة لتكريس حكم الفرد، ورفع شأنه، والحفاظ على مكانته، والحط من مناهضيه في الداخل والخارج. استمر الحال في استخدام الوسائل البدائية لقرون طويلة، وسعى الإنسان لتطوير الأدوات التي يمكن من خلالها تكريس التحكم بالجمهور. وعمل في الوقت نفسه على قمع الحريات، ووضع كل العقبات أمام وصول المعلومات إلى الجمهور، والاستفادة من حالة الجهل لدى الناس من أجل فرض السيطرة عليهم. وكانت الكتابة والقراءة حكرا لقرون طويلة على الحكام والنبلاء والأغنياء وأبناء الطبقات العليا في المجتمع، فيما حُرم منها عامة الناس، وعاشوا سنين حياتهم في الجهل والفقر والتخلف. وقد استعرض فيليب تيلر (2000) استخدام الأنظمة والحكومات منذ فجر التاريخ وحتى النصف الثاني من القرن العشرين لوسائل الإعلام في الدعاية والاستعداد للحرب، وإلحاق الهزيمة بالطرف الآخر. وبالرغم من المحاولات الكثيرة لتطوير وسائل الاتصال، إلا أن النجاح الكبير تحقق مع اختراع الطباعة، والتي كانت نواة ابتكار الصحافة بأشكالها المختلفة. لقد مثل اختراع الطباعة نقطة تحول تاريخية، وعلامة فارقة في انتشار القراءة والكتابة، كمقدمة لازمة لتطور المجتمعات على مختلف المستويات، الفكرية والعلمية. ورغم انتشار الوعي والتعليم، وما تبع ذلك من ثورات صناعية واجتماعية وعلمية، بدأت حركة فاعلة في العالم الغربي باتجاه تحقيق حرية الإنسان، وتحديدا حرية التعبير التي تعد مظهرا مهما من مظاهر الحريات السياسية. وتبع ذلك اختراع الراديو والسينما والتلفزيون، ورافق ذلك جدل حول حرية التعبير، ودور المجتمع في استخدام هذه الوسائل للتعبير عن نفسه. هذا الجدل كان سببه شيئا واحدا، هو احتكار قوى سياسية واقتصادية في العالم لهذه الوسائل الاتصالية. وكانت أدوات قوية وفعالة لتحقيق مصالحهم، ولتكريس تحكمهم في المجتمعات. فكان لا يُسمع إلا صوتٌ واحد هو صوت الأقوياء والحكام والأغنياء. أما عشرات الملايين من الناس فكانوا يُحرمون من التعبير عن أنفسهم في هذه الوسائل. لقد كان من البديهي أن لا تكون وسائل الإعلام ملكا للشعب لأسباب كثيرة، منها وجود أنظمة سلطوية تمنع ذلك، ومنها عدم القدرة على تحقيق صيغة واضحة ومحددة للمشاركة الجماهيرية في وسائل الإعلام، وكذلك لإدارة هذه الوسائل، وجعلها وسيلة مستقلة تعبر بالفعل عن حاجات وتوجهات الجماهير. وقد ذكر هربرت شيللر (1999، ص7) أن القائمين على وسائل الإعلام (في أمريكا مثلا) يُحكمون السيطرة على المعلومات، وأنهم يعملون على تحديد معتقدات الناس وسلوكهم، ويقومون بتضليل العقول، وهي (أي وسائل الإعلام) من "الأدوات التي تسعى النخبة من خلالها إلى تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة."
dc.identifier.urihttps://hdl.handle.net/20.500.11888/10436
dc.language.isoaren_US
dc.titleوسائل التواصل الاجتماعي تنهي عصورا من الاحتكار الإعلاميen_US
dc.typeArticleen_US
Files
Original bundle
Now showing 1 - 1 of 1
Loading...
Thumbnail Image
Name:
وسائل التواصل الاجتماعي تنهي عصورا من الاحتكار الإعلامي.pdf
Size:
713.9 KB
Format:
Adobe Portable Document Format
Description:
License bundle
Now showing 1 - 1 of 1
Loading...
Thumbnail Image
Name:
license.txt
Size:
1.71 KB
Format:
Item-specific license agreed upon to submission
Description: