دور وسائل التكنولوجيا الحديثة في تحفيظ القران الكريم

Thumbnail Image
Date
2019-03-31
Authors
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
ما معك من القرآن؟ سؤالٌ كان أول ما يسأل عنه من يتوسمُ ويرجى به أنْ يكون من طلبة العلم، فلا يكون الشخص معدوداً عندهم إلا بما حفظ من كتاب الله، فإنْ كان كذلك أُدخل في حلقات العلم ومجالس الخلفاء وكان بذلك أهلاً لتلقي علوم القرآن والحديث وغيرها من علوم الدين، وكان أهلاً لقضاء حوائجه الدنيوية وسداد دينه. وبفضل الله تعالى ما زال هذا الكنز المتواتر "كفةً راجحةً” إلى يومنا هذا، جنّد الله له الألوف والملايين باذلين في سبيله الغالي والنفيس، مستخدمين ما وصل إليه العلم من حولهم من وسائل تكنولوجية تُسخّــر لتخـدم حفظة كتاب الله الكريم. فنحن الآن في "العصر الذهبي للقرآن" حيث ساهمت في ذلك وسائل التكنولوجيا الحديثة من برامج وتطبيقات وقنوات وأجهزة خلوية وحواسيب. فما هي التكنولوجيا وكيف تحصلت على هذا الفضل الشريف بخدمة كتاب الله العظيم؟ لنعلم أولاً أنَّ: "القرآن الكريم هو كلام الله المعجز، المنزل على قلب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، المتعبد بتلاوته، المكتوب بين الدفتين، المنقول إلينا بالتواتر، المتحدى بأقصر سورة منه "، إنما تعهده الله عز وجل بالحفظ والتيسير، قال سبحانه وتعالى: "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"" . وقال تعالى: "وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر" . وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله أكرم الحفظة المتقنين وجعل لهم الأجر غير المحدود، فإن كان لمن يتتعتع بالقرآن وهو عليه شاقٌ أجران فإن لمن أتقنه منزلة الكرام السفرة، فعن عائشة رضي اللَّه عنها قالَتْ: قالَ رسولُ اللَّهِ:"الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران"، متفقٌ عَلَيْه . وبهذا الوعد الحق تم حفظ القرآن الكريم حتى أثناء تنزيله من أن تسترقه الشياطين وحفظ بعد تنزيله بصدور الحفظة ودفات المصاحف. فقد فخّم الله سبحانه وتعالى القرآن تفخيماً وعظمه تعظيماً فوصفه بالعظمة والإحكام وجعل له التأثير الشديد حتى في الجنادل الصمّ، فوصفه بالروح فمن بعُـــد عنه فهو ميّتٌ ميّتٌ، ووصفه بالنور، فمن جافاه فهو في حواِلكِ الظلمات، ووسمهُ باليسر، فمن وجد الميسر عسيراً فهو مخذولٌ مخذولٌ.
Description
Keywords
Citation