وسائل التواصل الحديثة وأثرها على العلاقاتالأُسَرِية

Thumbnail Image
Date
2014-04-24
Authors
مازن خليل محمد
عبد الله عبد المنعم عبد اللطيف العسيلي
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
الحمد لله علَّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيِّد الكرم نبينا محمد، وعلى آله وصحبه خير الأُمم، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، وبعد... جاء الإسلام برسالة عالَميّة، قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾( )، تدعو إلى العلم والاستفادة مما عند الآخَرين من وسائل المدنية والتطور ضمن ضوابط الشرع ومبادئه العريضة، فَلا مانع مِن أسلمة المعرفة وتحقيق الظهور للإسلام في ضوء سعي أهل الباطل لمادية العلم الذي يبني عليه انعزالية الدِّين عن العلم، فالحِكمة ضالّة المؤمن، أنّى وجدها فهو أحقّ الناس بها، وهذا يستلزم من المرء أن يختلط بالناس ويعايشهم؛ فالإنسان مدني بطبعه، واليوم وفي ظل نظام العولمة الكونية الجديد وفي ضوء الاختراعات والابتكارات الحديثة، غلبت السِّمة الدارجة على معظم أهل المجتمع لتصبح القاعدة "الإنسان تكنولوجي بطبعه"، فليس هناك مكان _في المؤسسات وأماكن العمل وغيرها_ لمن لا يتعامل مع وسائل التواصل الحديثة _ إلكترونية كانت أو مطبوعة_ بل قد يصفه البعض بالرجعية. ولا شك أنّ هذه الوسائل سلاح ذو حدّين؛ فلها جانب إيجابي إذا ما أُحسن استغلاله؛ حيث تساعد في العلم والتعلّم وتبليغ الدعوة ونشر الإسلام ومتابعة الأقارب والأصحاب، وجانب مغاير قائم على السلبية والأثر العكسي وبخاصة عند جيل المراهقين أو مَن لا عمل له مِن أصحاب الأهواء، قال تعالى: ﴿ بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾( )، فبعض الناس _على سبيل المثال_ مُنْطَوٍ على نفسه في غرفة الحوار "chat"، يغلق بابه ويُهمل أحبابه وينسى أصحابه ويقصر في عبادته ويقطع علاقاته الاجتماعية؛ فَتَراه فَتَرَتْ همّته عن الترابط الأُسَرِي والجلوس مع الوالدين أو الأبناء والزوجة، وقدّم عليهم التقنيات الحديثة وخدمات الإنترنت المختلفة، والتعارف مع الغرباء والمشبوهين والساقطين في ظل عالَم افتراضي بعيد عن الحقيقة، حتى وصل إلى مسامعنا المقولة القائلة: "إنّ الإنترنت قرّب البعيد وأبعد القريب"، والأسوأ من ذلك أنّ وسائل التواصل الحديثة عندما لا يُحْسَن ضَبْطُ التعامل معها فإنها تُساهم في استفحال النزاع والشقاق بين الزوجين في البيئات المحافظة ومنها فلسطين؛ فالمحاكم الشرعية تعجُّ بالأزواج الذين يرغبون بالطلاق وبالذات قبل الدخول، ونسبة كبيرة من هذه الطلاقات سببها سوء التعامل مع أجهزة الاتصال أو شبكة الإنترنت. ولا يُعقل أن نعيش بمعزل عن هذه الوسائل بداعي أنها من أسباب الفتنة، فَيَمتطي صهوتَها أهلُ الباطل، وقد أحسن القائل: إنّ لله عباداً فُطناً طلّقوا الدنيا وتَركوا الفِتَنا( ). ومقصود الكلام الموازنة بين الدنيا والآخرة، وتقديم الآخرة على الدنيا عند التعارض، وعدم الرُّكون إلى الدنيا، أمّا طلاق الدنيا طلاقاً بائناً فَمَدعاةٌ لِأَن يتزوّجها الغربُ. لأجل هذا رأى الباحثان أن يكتبا بحثاً صغيراً _ضمن المحور الثالث_ بعنوان " وسائل التواصل الحديثة وأثرها على العلاقاتالأُسَرِية " حيث يُقدَّم إلى المؤتمر الدولي الذي ترعاه كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية وعنوانه: "وسائل التواصل الحديثة وأثرها على المجتمع"؛ للوصول إلى الآثار المترتبة على التعامل مع تلك الوسائل في الجانبين الإيجابي والسلبي؛ حتى نستخدمها الاستخدام الأمثل بالطريقة الأفضل، مع الإشارة في ثنايا البحث والتوصيات إلى بعض الطرق الوقائية والعلاجية ليتحقق الاستخدام الأضبط لتلك الوسائل.
Description
Keywords
Citation