ما تعجز عنه الترجمة

Thumbnail Image
Date
2009-11-18
Authors
أ.د. يحيى جبر
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
<p>يدور هذا البحث حول فكرة محدودة تتمثل في أن من شأن الترجمة أن تمهد لعلاقات طيبة بين الأمم، نظرا لما تقدمه لكلا الطرفين من أرضية مشتركة في المعارف تقود إلى خلفية ثقافية موحدة تمثل مدخلات تنتج مخرجات متقاربة إن لم نقل متطابقة. يضاف إلى ذلك أن المعرفة المتبادلة من شانها أن تكسر الحواجز بين الشعوب، وتفضي إلى الألفة والتقارب بينها، على نحو ما نجده بين أفراد المجتمع الواحد، فمن تعارف منهم ائتلف، وإلا فهو مختلف قد يقوده اختلافه إلى الصدام. ورد في الحديث: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. لكن، وفي أحوال معينة، فإن الترجمة تعجز عن اداء هذا الدور، وتكشف عن ثقافة تقوم على العدوان والاستعلاء تقود إلى تكريس الخلاف والاختلاف، بل إلى تجذير العداء، فقد يترجم اللفظ إلى ما يؤدي معناه، ولكن المترجم مهما اوتي من الملكة اللغوية لن يستطيع ان يمكيج الألفاظ، فتظل تفوح بروح العداء والعنصرية والاستعلاء. ويسوق الباحث أمثلة من المعجمات المختلفة، وما تكتنفه بعض مفرداتها من دلالات سلبية، الصليبية والجهاد والإرهاب والبربر والجوييم، ونحو ذلك كدلالات الألوان وغيرها. ويخلص الباحث إلى بعض النتائج في مقدمتها أن الأمم إذا أرادت أن تسعى إلى تحقيق مجتمع العدالة والمساواة على صعيد البشرية بأسرها، فإن عليها أن تراجع معجماتها وتجتث منها بعض المفردات أو أن تسعى إلى تغيير دلالاتها، والاعتذار للآخر عنها، أو على الأقل، أن يقبل كل منا الآخر على ما هو عليه دون أن يكون لمعتقداته دور في توجيه علاقته بالآخر؛ لو كان ذلك ممكنا. كأن نتعاون في ما نشترك فيه، دون أن يؤدي ما نختلف فيه إلى الاصطدام، على أن يظل باب الحوار مفتوحا، عسى أن نتوصل إلى قواسم مشتركة ولو بعد حين.</p>
<p>يدور هذا البحث حول فكرة محدودة تتمثل في أن من شأن الترجمة أن تمهد لعلاقات طيبة بين الأمم، نظرا لما تقدمه لكلا الطرفين من أرضية مشتركة في المعارف تقود إلى خلفية ثقافية موحدة تمثل مدخلات تنتج مخرجات متقاربة إن لم نقل متطابقة. يضاف إلى ذلك أن المعرفة المتبادلة من شانها أن تكسر الحواجز بين الشعوب، وتفضي إلى الألفة والتقارب بينها، على نحو ما نجده بين أفراد المجتمع الواحد، فمن تعارف منهم ائتلف، وإلا فهو مختلف قد يقوده اختلافه إلى الصدام. ورد في الحديث: الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف. لكن، وفي أحوال معينة، فإن الترجمة تعجز عن اداء هذا الدور، وتكشف عن ثقافة تقوم على العدوان والاستعلاء تقود إلى تكريس الخلاف والاختلاف، بل إلى تجذير العداء، فقد يترجم اللفظ إلى ما يؤدي معناه، ولكن المترجم مهما اوتي من الملكة اللغوية لن يستطيع ان يمكيج الألفاظ، فتظل تفوح بروح العداء والعنصرية والاستعلاء. ويسوق الباحث أمثلة من المعجمات المختلفة، وما تكتنفه بعض مفرداتها من دلالات سلبية، الصليبية والجهاد والإرهاب والبربر والجوييم، ونحو ذلك كدلالات الألوان وغيرها. ويخلص الباحث إلى بعض النتائج في مقدمتها أن الأمم إذا أرادت أن تسعى إلى تحقيق مجتمع العدالة والمساواة على صعيد البشرية بأسرها، فإن عليها أن تراجع معجماتها وتجتث منها بعض المفردات أو أن تسعى إلى تغيير دلالاتها، والاعتذار للآخر عنها، أو على الأقل، أن يقبل كل منا الآخر على ما هو عليه دون أن يكون لمعتقداته دور في توجيه علاقته بالآخر؛ لو كان ذلك ممكنا. كأن نتعاون في ما نشترك فيه، دون أن يؤدي ما نختلف فيه إلى الاصطدام، على أن يظل باب الحوار مفتوحا، عسى أن نتوصل إلى قواسم مشتركة ولو بعد حين.</p>
Description
Keywords
Citation