دور الوقف فى المحافظة على تعلم القرآن وتعليمه

Thumbnail Image
Date
2011-05-04
Authors
عبد المجيد محمود محمد شاويش
عبد الودود مصطفى مرسي السعودي
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
<p>القرآن الكريم أساس كل علم وطريق كل معرفة وقد اهتم المسلمون على مدار التاريخ بتعلمه وتعليمه ، فسخرت كل الجهود لتحقيق هذا الهدف .ونظرا لقلة الموارد المالية فى العصور الإسلامية المختلفة كان اعتماد التعليم القرءانى على الوقف شبه كامل . فقد عرف الناس قيمة الوقف وعظمة أجره عند الله فكانوا يتسابقون إلى وقف بعض ممتلكاتهم خدمة لكتاب الله ،فأنشئت حلقات التحفيظ والكتاتيب والمدارس الرشدية الممولة من ريع الوقف ،التى انتشرت فى كل مكان وخرجت أجيالا يحملون كتاب الله فى صدورهم ويسخرون أنفسهم لخدمة غيرهم تطوعا وعرفانا بفضل من أنفقوا عليهم من أوقافهم الذين وعوا قوله تعالى وطبقوا قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمر-رضى الله عنه-عندما قال له أنى أريد أن أتصدق بمالى فقال :"احبس أصله وسبل ثمره"<br /> إن الدور الذى لعبه الوقف فى الحفاظ على استمرارية دور التحفيظ يعتبر دورا مهما ورائدا فرغم إهمال السلطات الرسمية للتعليم القرءانى أحيانا وسيطرة الإستعمار أحيانا أخرى وقلة الموارد فى كثير من الأحيان إلاأن تعليم القرءان ظل مستمرا بفضل الوقف الذى وفر كل الإمكانيات لدور التحفيظ ،ولولا الوقف لتوقف تعلم القرآن خلال عصور الإستعمار حيث إن سلطات الإستعمار فى الغالب كانت تمنع الصرف على حلقات التحفيظ أو الكتاتيب والناس ليس لهم ميزانية فكان الوقف هو البديل<br /> غير أن ذلك الدور للوقف تضائل بعد استقلال الدول الإسلامية واعتماد تدريس القرءان على ميزانية الدولة وخاصة فى العصر الحاضر حيث لم يعد الإهتمام بوقف الأموال والدور وغيرها كما كان نظرا لضعف الوازع الدينى وتضيق السلطات على المتبرعين بأموالهم مخافة صرفها فى غير وجهها المقصود ،خاصة بعد ظهور الجماعات الجهادية التى غالبا ما تسيئ إلى الإسلام بقصد أوبغير قصد .ومن هنا نشأ خوف الناس من الإتهام بمساندة الخارجين عن السلطة ، مضافا إلى ذلك كله رغبة السلطات فى السيطرة على التعليم الدينى لتوجيه سلوك الناس فى اتجاه معين، فأنشئت المدارس القرءانية وخصصت لها ميزانيات من الخزينة العامة للدولة .ورغم ذلك فما زال هناك كثير من المدارس ومراكز التحفيظ التى يرعاها الوقف.</p>
<p>القرآن الكريم أساس كل علم وطريق كل معرفة وقد اهتم المسلمون على مدار التاريخ بتعلمه وتعليمه ، فسخرت كل الجهود لتحقيق هذا الهدف .ونظرا لقلة الموارد المالية فى العصور الإسلامية المختلفة كان اعتماد التعليم القرءانى على الوقف شبه كامل . فقد عرف الناس قيمة الوقف وعظمة أجره عند الله فكانوا يتسابقون إلى وقف بعض ممتلكاتهم خدمة لكتاب الله ،فأنشئت حلقات التحفيظ والكتاتيب والمدارس الرشدية الممولة من ريع الوقف ،التى انتشرت فى كل مكان وخرجت أجيالا يحملون كتاب الله فى صدورهم ويسخرون أنفسهم لخدمة غيرهم تطوعا وعرفانا بفضل من أنفقوا عليهم من أوقافهم الذين وعوا قوله تعالى وطبقوا قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمر-رضى الله عنه-عندما قال له أنى أريد أن أتصدق بمالى فقال :"احبس أصله وسبل ثمره"<br /> إن الدور الذى لعبه الوقف فى الحفاظ على استمرارية دور التحفيظ يعتبر دورا مهما ورائدا فرغم إهمال السلطات الرسمية للتعليم القرءانى أحيانا وسيطرة الإستعمار أحيانا أخرى وقلة الموارد فى كثير من الأحيان إلاأن تعليم القرءان ظل مستمرا بفضل الوقف الذى وفر كل الإمكانيات لدور التحفيظ ،ولولا الوقف لتوقف تعلم القرآن خلال عصور الإستعمار حيث إن سلطات الإستعمار فى الغالب كانت تمنع الصرف على حلقات التحفيظ أو الكتاتيب والناس ليس لهم ميزانية فكان الوقف هو البديل<br /> غير أن ذلك الدور للوقف تضائل بعد استقلال الدول الإسلامية واعتماد تدريس القرءان على ميزانية الدولة وخاصة فى العصر الحاضر حيث لم يعد الإهتمام بوقف الأموال والدور وغيرها كما كان نظرا لضعف الوازع الدينى وتضيق السلطات على المتبرعين بأموالهم مخافة صرفها فى غير وجهها المقصود ،خاصة بعد ظهور الجماعات الجهادية التى غالبا ما تسيئ إلى الإسلام بقصد أوبغير قصد .ومن هنا نشأ خوف الناس من الإتهام بمساندة الخارجين عن السلطة ، مضافا إلى ذلك كله رغبة السلطات فى السيطرة على التعليم الدينى لتوجيه سلوك الناس فى اتجاه معين، فأنشئت المدارس القرءانية وخصصت لها ميزانيات من الخزينة العامة للدولة .ورغم ذلك فما زال هناك كثير من المدارس ومراكز التحفيظ التى يرعاها الوقف.</p>
Description
Keywords
Citation