ابن خلدون: مصنفًا للعلوم والمعارف

Thumbnail Image
Date
2012-11-08
Authors
مصطفى يسري عبد الغني
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
<p>أمر رائع أن تهتم جامعة النجاح الوطنية بعلماء الأمتين العربية والإسلامية ، وأن تقف على حياتهم ومؤلفاتهم وترصد آثارهم لتكون خير زاد فكري وثقافي للأجيال القادمة ، آملين أن تحذو الجامعات العربية والإسلامية الأخرى حذوها في هذا المضمار ، حتى نقاوم بشكل علمي مدروس المؤامرات التي تحاك لنا والهادفة إلى إضاعة هويتنا وأصالتنا .<br /> وها هو العلامة / ابن خلدون (علامة الشرق والغرب ) يدخل دائرة هذا الاهتمام المشكور ، فينعقد هذا المحفل العلمي الميمون للوقوف على حياة ابن خلدون في الذكرى المئوية السادسة لوفاته .<br /> وكذلك الوقوف على أعماله والتعرف على جهوده في الفلسفة والتاريخ والاجتماع والسياسة والاقتصاد والعلوم والفنون ، وعلى آرائه في الفكر الاجتماعي والتي أصبحت بشهادة القاصي والداني ركيزة في الفكر الإنساني المعاصر ، يضاف إلى ذلك إبداعاته وابتكاراته في العديد من العلوم الأخرى ...<br /> لقد نبغ ابن خلدون كرائد لعلم الاجتماع التطبيقي والعلاجي ، وكمؤرخ ومربي ، وكلغوي وفقيه ، وكأديب وفيلسوف ، وكدبلوماسي وسفير ، ورجل علاقات عامة ، ولكن هناك جانبًا لم تسط الأضواء عليه بشكل كاف في فكر ابن خلدون الموسوعي ، ونقصد به (ابن خلدون كمصنف للعلوم والمعارف) ، وهذا ما حاولنا الوقوف عليه في هذا البحث المتواضع ..<br /> حيث عرفنا بعلم تصنيف العلوم (الببلوجرافيا) كحلقة من حلقات إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية ، وذلك في اللغة والاصطلاح ، وبأهم العلماء والمفكرين الذين كتبوا فيه ، بعد ذلك بحثنا في تقسيم العلوم عند ابن خلدون سواء كان صنف العلوم الطبيعية ، أو صنف العلوم المأخوذة عن الشارع ....<br /> ثم تعريف ابن خلدون لكل علم من هذه العلوم، وتقديمه لما يسمى تاريخ العلم وتطوره وفائدته وأهم أعلامه...<br /> وقمنا بمقارنة بين تصنيف ابن خلدون للعلوم والمعارف والذي جاء في مقدمته الشهيرة ، و تصنيف العلماء الذين كانوا من قبله أو الذين جاءوا من بعده ، من أمثال : الكندي ، والفارابي ، والخوارزمي ، وإخوان الصفا ، وابن سينا ، والغزالي ، وابن ساعد الأنصاري ، والقلقشندي ، والتهانوي ، وابن النديم ، وطاشكبري زادة ، وحاجي خليفة ... وغيرهم ...<br /> لقد وجدنا أنه لم يقتصر على العلوم الأساسية فقط ، وإنما أثبت معها ما كان مقدمة لها وضرورة ، حيث أن عملية تحصيل العلوم لا يمكن أن تتم إلا بمعرفة مقدماتها ، فهو يدرج العلوم التالية للعلوم الأخرى .<br /> وقد خرجنا بنتيجة مؤداها أن هذا كان ناتجًا من الخطة العامة لتفكير ابن خلدون، كعالم ومفكر، حيث أراد أن يمهد لكل علم بمقدمة ضرورية له، ومثال على ذلك تمهيده لعلم التاريخ..<br /> إن مقدمة ابن خلدون من خير ما كتب في علوم الإنسان في العصر الذي كتبت فيه ، ممثلة لأدق النظريات العلمية والاجتماعية والتاريخية والفكرية ، وبمعنى آخر هي خير دليل لمن أراد الاطلاع على أحوال وصنوف وأنواع المعرفة في عصر ابن خلدون ، ولعل ذلك سر بفائها بقيمتها الفكرية حتى عصرنا الراهن ..<br /> وفي رأينا المتواضع أنه بالرغم مما كتب عن هذا العالم الجليل فإن دوره في مجال تصنيف العلوم والمعارف ، لم يأخذ حظه من البحث والدرس ، وبالذات إذا أردنا أن ندرس بحق كل المجالات التي أبدع فيها ابن خلدون ، وأثرى من خلالها أحوال المعرفة الإنسانية في عصره ، وفيما أتى بعده من عصور ، آملين أن نوفق في الوقوف على هذا الجانب المهم ...</p>
<p>أمر رائع أن تهتم جامعة النجاح الوطنية بعلماء الأمتين العربية والإسلامية ، وأن تقف على حياتهم ومؤلفاتهم وترصد آثارهم لتكون خير زاد فكري وثقافي للأجيال القادمة ، آملين أن تحذو الجامعات العربية والإسلامية الأخرى حذوها في هذا المضمار ، حتى نقاوم بشكل علمي مدروس المؤامرات التي تحاك لنا والهادفة إلى إضاعة هويتنا وأصالتنا .<br /> وها هو العلامة / ابن خلدون (علامة الشرق والغرب ) يدخل دائرة هذا الاهتمام المشكور ، فينعقد هذا المحفل العلمي الميمون للوقوف على حياة ابن خلدون في الذكرى المئوية السادسة لوفاته .<br /> وكذلك الوقوف على أعماله والتعرف على جهوده في الفلسفة والتاريخ والاجتماع والسياسة والاقتصاد والعلوم والفنون ، وعلى آرائه في الفكر الاجتماعي والتي أصبحت بشهادة القاصي والداني ركيزة في الفكر الإنساني المعاصر ، يضاف إلى ذلك إبداعاته وابتكاراته في العديد من العلوم الأخرى ...<br /> لقد نبغ ابن خلدون كرائد لعلم الاجتماع التطبيقي والعلاجي ، وكمؤرخ ومربي ، وكلغوي وفقيه ، وكأديب وفيلسوف ، وكدبلوماسي وسفير ، ورجل علاقات عامة ، ولكن هناك جانبًا لم تسط الأضواء عليه بشكل كاف في فكر ابن خلدون الموسوعي ، ونقصد به (ابن خلدون كمصنف للعلوم والمعارف) ، وهذا ما حاولنا الوقوف عليه في هذا البحث المتواضع ..<br /> حيث عرفنا بعلم تصنيف العلوم (الببلوجرافيا) كحلقة من حلقات إسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية ، وذلك في اللغة والاصطلاح ، وبأهم العلماء والمفكرين الذين كتبوا فيه ، بعد ذلك بحثنا في تقسيم العلوم عند ابن خلدون سواء كان صنف العلوم الطبيعية ، أو صنف العلوم المأخوذة عن الشارع ....<br /> ثم تعريف ابن خلدون لكل علم من هذه العلوم، وتقديمه لما يسمى تاريخ العلم وتطوره وفائدته وأهم أعلامه...<br /> وقمنا بمقارنة بين تصنيف ابن خلدون للعلوم والمعارف والذي جاء في مقدمته الشهيرة ، و تصنيف العلماء الذين كانوا من قبله أو الذين جاءوا من بعده ، من أمثال : الكندي ، والفارابي ، والخوارزمي ، وإخوان الصفا ، وابن سينا ، والغزالي ، وابن ساعد الأنصاري ، والقلقشندي ، والتهانوي ، وابن النديم ، وطاشكبري زادة ، وحاجي خليفة ... وغيرهم ...<br /> لقد وجدنا أنه لم يقتصر على العلوم الأساسية فقط ، وإنما أثبت معها ما كان مقدمة لها وضرورة ، حيث أن عملية تحصيل العلوم لا يمكن أن تتم إلا بمعرفة مقدماتها ، فهو يدرج العلوم التالية للعلوم الأخرى .<br /> وقد خرجنا بنتيجة مؤداها أن هذا كان ناتجًا من الخطة العامة لتفكير ابن خلدون، كعالم ومفكر، حيث أراد أن يمهد لكل علم بمقدمة ضرورية له، ومثال على ذلك تمهيده لعلم التاريخ..<br /> إن مقدمة ابن خلدون من خير ما كتب في علوم الإنسان في العصر الذي كتبت فيه ، ممثلة لأدق النظريات العلمية والاجتماعية والتاريخية والفكرية ، وبمعنى آخر هي خير دليل لمن أراد الاطلاع على أحوال وصنوف وأنواع المعرفة في عصر ابن خلدون ، ولعل ذلك سر بفائها بقيمتها الفكرية حتى عصرنا الراهن ..<br /> وفي رأينا المتواضع أنه بالرغم مما كتب عن هذا العالم الجليل فإن دوره في مجال تصنيف العلوم والمعارف ، لم يأخذ حظه من البحث والدرس ، وبالذات إذا أردنا أن ندرس بحق كل المجالات التي أبدع فيها ابن خلدون ، وأثرى من خلالها أحوال المعرفة الإنسانية في عصره ، وفيما أتى بعده من عصور ، آملين أن نوفق في الوقوف على هذا الجانب المهم ...</p>
Description
Keywords
Citation