المعوقات التي تحول دون وجود مجتمع قارئ

Thumbnail Image
Date
2017-10-01
Authors
شلالدة, محسن
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
مثل الصحراء والحناء هي القراءة. واسعة وتترك جميل الاثر. شهدت الاعوام القليلة السابقة اهتماما متزايد من المؤسسات الاقليمية والدولية حول اعادة تجديد الوعي بأهمية القراءة في ظل النمو الملحوظ والمتسارع لوسائل التواصل الاجتماعي والتي بدورها تمثل اداة من ادوات العولمة في القرن الحادي والعشرين. في جميع الاديان السماوية والوضعية, تشكل القراءة واحدة من الركائز الدينية الهامة التي بدونها يكون دين الفرد وعبادته امرا مبتورا. اتخذت القراءة اشكالا متعددة, فالتأمل في ماهية الكون والطبيعة يعتبر نوعا من القراءة لكن بالنظر. وفي الفلسفات القديمة, كان التحاور والاستفسار جزءا من قراءة الفرد لذاته ولغيره!! ما القراءة؟ ومتى تكون؟ ولماذا تعتبر مهارة لا يمكن اغفالها وتناسيها؟ وماهي المعوقات التي تحول دون وجود جيل من القراء في هذا الزمن كلها تساؤلات سأحاول الاجابة عليها في صفحات هذا البحث المتواضع, واهمها المعوقات التي تقف في تقبل بعض الافراد لمواصلة لا بل حتى البدء بقراءة نص كامل وبشكل واعي. تبدا المشكلة من الطفولة وقد لا تبدا, يعتمد هذا على البيئة المكونة للطفل من والدين واهل ومجتمع محلي ومدرسة. لن يكون هناك جيل قارئ اذا لم نعد له السبيل لذلك, والسبيل يكون عن طريق استبدال النغمة المعتادة من الاحباط والاستهانة بأهمية وفاعلية مهارة القراءة التي اصبحت وللأسف نغمة عالية منتشرة بين اوساط الشباب لا بل وحتى بين بعض المتعلمين الذين استبدلوا الجريدة والمجلة بالهاتف الذكي والمواقع الاجتماعية, والتي قد لا يقرؤون فيها مجرد خبر. العقول تتغير ولا شك, والاحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية والاسرية تتغير وتتبدل بتسارع مذهل. لكن! هل من تنبيه الى خطورة ذلك وانعكاساته على واقع القراءة العربية اجمالا والفلسطينية تحديدا؟ ينقسم الناس في هذا الى قسمين. قسم مهتم ومتابع ويحاول التغيير, وقسم يقتصر على التعليق بشكل سلبي تاركا دوره الى مدى امكانية الظروف لتغيير الواقع في حيين يقف هذا القسم متفرجا ادعاءا منه انه ليس له حول ولا قوة. لا نريد فلسفة الصمت بل فلسفة التعبير والتغيير. القراءة ضرورية مهما تطورت الامم وتحسنت او تدهورت ظروفها. القراءة جمال وهبة من الله منحنا اياها نحن بني البشر لنرى ونطلع على تجارب من سبقونا ومعاصرينا. القراءة تاريخ عن اجيال اندثرت وعن حروب اندلعت. ان الاهتمام بمشكلة عدم القراءة والصعوبات التي تقف في طريقها هو عملية تخدم المجتمع ككل والفدر بالأخص. ان فلسطين جزء مهم وضروري من تاريخ الفكر العربي والعالمي عبر جميع الازمنة, واهتمام ابناء المجتمع الفلسطيني بالقراءة داخل جميع المؤسسات بات امرا لا مناص منه بعد ما لاحظناه في السنوات الاخيرة من تدني مستويات التعليم ونسبة المتسربين من المدارس والاميين والنفور من القراءة وشراء الكتب والاقبال على المكتبات العامة. كل هذا جعل من الضروري التصدي لهذه المسالة بعين فاحصة حريصة على المحاولة لوضع حد بقدر المستطاع لتجنب الوقوع في مهاوي ردى الجهل والغيبة والغفلة والتردي الثقافي في دولة انتجت ولا تزال الشعراء والروائيين والباحثين والمثقفين على الدوام. مع تنامي الحاجة الى القراءة, اصبح من الضروري البحث عن كيفية تسهيلها للقارئين. ان تسهليها كعملية دماغية عصبية هو موضوع بحثي هنا.
Description
Keywords
Citation