وسائل التواصل الاجتماعي في ميزان المقاصد الشرعية

Thumbnail Image
Date
2014-04-24
Authors
علي الصليبي, محمد
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
تعيش البشرية جمعاء في اطار ثورة الاتصالات والتكنولوجيا، وهذه الثورة التي هي نتيجة لما افرزته العولمة وقد ظهر فيها من المثالب والنقائص والنقائض ما غطى على ايجابيتها بل اصبح فيها من الامور التي تؤرق الغيورين على مصلحة الامة ومصيرها في وقت تشتد فيه المحن وتتجلى فيه المصائب .وثورة الاتصالات وان كان يبدو انها ثورة طبيعية نتيجة التطور العلمي والتقني الاجنبي الا انها في الحقيقة اي العولمة ما هي الا وسيلة (للهيمنة) على الشعوب المستضعفة من خلال تعميم النمط الثقافي الاجنبي (الامريكي والاروبي) وهو ما اكده علماء معاصرون ، كما ان هذه العولمة جعلت من شعوب العالم عبيداً لها ولمظاهرها وافرازاتها والاستهزاء بالقيم والدين والاصالة التي تنتمي اليها الامة اضافة الى تشجيع الفنون الهابطة و البرامج البعيدة عن واقع الامة كما اريد لهذه الشعوب ان تكون سوقاً استهلاكياً للدوائر والمؤسسات والشركات المالية الكبرى التي بيدها القرار تطويع الدول الضعيفة والشعوب المستعبدة واعتقد ان نظرية المستشار الامريكي (صموئيل هتنغتون ) كان من اهم مظاهرها (نشر وسائل التواصل الاجتماعي) بكل ما في من سلبيات طاغية وايجابيات قاتمة خافية وهو بنظرته يؤكد على سيادة الحضارة الامريكية الاوروبية على شعوب العالم وخاصة العالم العربي اضافة الى ما نشره المفكر الامريكي (الياباني الاصل ) فرانسيس فوكامايا في نظريته (نهاية التاريخ) The end of historyرغم انه تراجع عن نظريته بعد تدمير العراق من قبل القوات الامريكية والاوروبية، الا انه وفق نظريته يرى ان هيمنة الغرب (اوروبا وأمريكا) تكنلوجياًوعلمياً هي التي حسمت مصير المجتمعات المعاصرة ومن هذا المنطلق، رأيت ان اكتب عن هذا الموضوع (وسائل التواصل الاجتماعي في ميزان مقاصد الشريعة الاسلامية) لأن أمريكا بما لديها من تقنيات متطورة تتجسس على البشرية جمعاء بما فيهم مؤيدوها وحلفاؤها في اوروبا وغير اوروبا ولا يتم ذلك الا عبر (وسائل التواصل الاجتماعي). وهذا ما أكده عميل المخابرات المركزية الامريكية السابق (سنودين). وسبب الكتابة في هذا الموضوع جاء لبيان ما ترتب على التواصل الاجتماعي بين الناس على اختلاف اجناسهم واعراقهم والوانهم والسنتهم ومشاربهم وعقيدتهم ومستوياتهم وأوطانهم، فكل من استطاع الدخول الى مواقع التواصل مهما كانت ثقافته وتعليمه ودرجته العلمية يصبح عنده القدرة على مشاهدة وسماع ما اراد ان يطلع عليه او ان يشارك برأيه فيه، من هذا المنطلق فإنه مسؤول عما يدلي به ، فالله سبحانه وتعالى انزل في محكم التنزيل "ولا تقف ما ليس لك به العلم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا" . فحواس كل انسان تقع عليها المسؤولية فيما يوجهها صاحبها، وقد أكد النبي محمد عليه الصلاة والسلام على هذه المسؤولية في توجيهاته الكريمة، ومنها ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام "لا تزولا قدما عبد مؤمن يوم القيامة حتى يسئل عن أربع، عن شبابه فيما ابلاه، وعن عمره فيما افناه ، وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه" ، فمسؤولية المسلم عن حواسه مصدرها التشريع الحكيم لأن الله سبحانه وتعالى قرر في كتابه العزيز "افحسبتم انما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون" ، وزيادة على ما تقدم فإن الحواس تشهد على اصحابها يوم القيامة، "يقول الله تعالى "حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون،وقالو لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا انطقنا الله الذي انطقنا كل شيء" ، وبما أن التواصل الاجتماعي مصدره الحواس فصار من الواجب بيان سبب الكتابة في هذا الموضوع.
Description
Keywords
Citation