المقاصد الشرعية في حظر تعاطي المخدرات والمتاجرة بها

Thumbnail Image
Date
2016-03-31
Authors
هدهود موسى, نعيم
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه، ومن سار على نهجه، واستن بسنته بإحسان إلى يوم الدين، وبعد؛ فإن الله -- قد خلق الإنسان وكرمه بما يحمل في جوفه من عقل يميزه عن غيره من المخلوقات، حيث جعله مستخلفًا في الأرض ليعمرها ويصلحها، وسخر له ما في الأرض ليستعين به على ذلك، وأمره بالمحافظة على نفسه، وعدم الاعتداء عليها، وجعل العقل الذي بين جنباته مناطًا للتكاليف الشرعية، وأمره برعايته وتنميته؛ ليؤدي دوره، ويقوم بمهمته، وحرَّم كل ما يؤدي إلى إتلافه والاعتداء عليه. ولقد اعتبر العلماءُ النفسَ والعقلَ من الضروريات الخمس التي يجب المحافظة عليها، حيث ورد ذلك في كل الملل والنحل، لما لهما من أهمية في حفظ الفرد وبقائه، وإقامة كيان الأمة، واستدامة مكانتها. ومن هنا اهتم الإسلام بالمادة والروح في الإنسان؛ بالنفس التي تقوم بها الحياة، وبالعقل الذي يزكي تلك النفس ويسعدها، فأمر بحفظهما وتنميتهما وتزكيتهما، وحرم كل ما ينقصهما، أو يعطلهما، ومن ذلك المخدرات التي تفسد الجسد وتهلكه، وتَذهبُ بالعقل وتغيبه، وتفتكُ بالمجتمع وتضيعُه. ولقد حافظ الإسلام على النفس والعقل من جانب الوجود بما يقيمهما ويقويهما، ومن جانب العدم بحظر ما يؤثر فيهما سلبًا، فمن اعتدى على واحدة منهما فإنه يكون قد اعتدى على الأخرى اقتضاءً، حيث إن العقل جزء من النفس، والنفس تحمل بين جنباتها العقل. هاتان الكليتان هما اللتان تؤثر فيهما المخدرات بشكل مباشر، غير أن لها تأثيرًا على باقي الكليات الخمس، وهي الدين، والنسل، والمال، وقد حافظت الشريعة عليها من جانب الوجود والعدم أيضًا، كما سيتضح لنا في ثنايا الموضوع. ويأتي هذا البحث مساهمة ومشاركة في المؤتمر؛ ليبين مفهوم المخدرات، وحكم تعاطيها والاتجار بها، ثم يقف على المقصد الشرعي من تحريمها. وعليه أبحث كل جزئية في مبحث خاص، مستخدمًا المنهج الاستنباطي التحليلي لمفردات هذه الدراسة
Description
Keywords
Citation