أهداف السياسة الإسرائيلية من الابعاد والتطهير العرقي

Thumbnail Image
Date
2013-11-26
Authors
د. كمال إبراهيم محمد علاونه
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
<p>عمدت قوات الاحتلال الصهيوني إلى اتباع سياسة القبضة الحديدية ، والعصا والجزرة ، أو ما يسمى بسياسة الترغيب والترهيب ، عبر إبعاد مئات القياديين الفلسطينيين ، فرادى وجماعات ، وذلك لاخضاع أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين الصغرى ( الضفة الغربية وقطاع غزة ) منذ عام 1967 ، حتى الآن للضغوط السياسية والعسكرية والاقتصادية والثقافية والنفسية والاعلامية ، وفق سياسة ( التهويد والصهينة والأسرلة والعبرنة ) . فتارة مارست سياسة الترحيل والطرد الجماعي ، وتارة لجأت لسياسة الابعاد الانتقائية لنخبة من القيادات الميدانية السياسية والاقتصادية والدينية والاعلامية والشبابية من الفلسطينيين ، من حركة فتح والمستقلين والفصائل اليسارية ، الى خارج وطنهم فلسطين ، لتحقيق عدة أهداف وغايات متعددة منها ترهيب وتخويف المواطنين الفلسطينيين ، من مقاومة الاحتلال الصهيوني ، وملاحقة رموز الثورة الشعبية ، والخلايا المسلحة ، والتضييق على الشخصيات الوطنية والإسلامية ، ومحاولة إبعادهم عن التأثير الوطني العام على الجمهور الفلسطيني ، وتوفير ما يسمى بالأمن والاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي للمستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية المحتلة .  وقد تراجعت وتيرة سياسة الابعاد الاسرائيلية التقليدية ضد القياديين الفلسطينيين ، الى خارج فلسطين ، وذلك بعد عودة المبعدين الإسلاميين ، وكذلك بعد توقيع اتفاقيتي : أوسلو عام 1993 واتفاقية القاهرة عام 1994 ، وعودة مئات المبعدين الفلسطينيين لاماكن سكنهم ، ولكن سياسة التمييز العنصري والتطهير العرقي خفت وتيرتها واستبدلت أساليبها ، لجعل إبعاد القيادات الفلسطينية المؤثرة ، من القدس للضفة الغربية أو من السجون الصهيونية لقطاع غزة ، وما إلى ذلك . والأمثلة الحية والشواهد كثيرة في هذا المجال الابعادي الصهيوني في أبعاده المتعددة الأشكال والصور .  ولا زالت الكثير من القيادات الفلسطينية ، التي أبعدت سواء قبل قيام السلطة الفلسطينية فعليا على جزء من أرض الوطن الفلسطيني ، عام 1994 أو بعدها ، تعاني الهموم والغموم خارج الوطن ولا بد من العمل الحثيث على إعادتها لمواطنها الأصلية في المدن والقرى والمخيمات بالضفة الغربية وقطاع غزة .  ولا زالت قيادة قوات الاحتلال الاسرائيلي تتبع سياسة الابعاد ، كما يحدث في إقصاء وإبعاد القيادات الدينية الإسلامية كخطباء المسجد الأقصى المبارك ، والقيادات السياسية عن دخول المسجد الأقصى ، وإبعاد أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني عن القدس إلى رام الله ، كما حدث ويحدث مع نواب القدس من حركة حماس . وكذلك ما حدث في إبعاد عشرات الأسرى الفلسطينيين ضمن عملية تبادل الأسرى ( وفاء الأحرار ) في تشرين الاول عام 2011 ( صفقة تباد الأسرى – جلعاد شاليط مقابل 1027 أسيرا واسيرة ) ، من سكان الضفة الغربية لقطاع غزة ، والى خارج فلسطين ( إلى مصر وتركيا وقطر ) وغيرها .  وتأتي مسالة التصدي الفلسطينية ، الرسمية والشعبية ، بدعم عربي وإسلامي ودولي ، لسياسة الابعاد الاسرائيلية ضد القيادات الفلسطينية ، في صدارة الاهتمام بالإنسان الفلسطيني وحريته في حق العيش بكرامة وعزة في بيته بارض الوطن ، ، كقضية مصيرية مهمة ، لوقف الاعتداء على الحقوق السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية الأساسية للمواطن الفلسطيني . هذا ناهيك عن ، ضرورة العمل المتواصل بشتى السبل السياسية والدبلوماسية والقانونية والإعلامية ، لإعادة المبعدين الذين نفتهم قوات الاحتلال الاسرائيلي بقرارات جائرة الى بيوتهم دون قيد أو شرط . وكذلك العمل على وقف سياسة الابعاد العنصرية مستقبلا ، ضد الفلسطينيين ، أصحاب الحق الطبيعي في العيش في أرض الآباء والأجداد .</p>
Description
Keywords
Citation